مئات البوذيين يحتجون على زيارة "كوفي عنان" غربي ميانمار
كوفي عنان
قالت وكالة "الأناضول" إنه قد خرج حوالي ألف بوذي إلى شوارع ولاية "أراكان" غربي ميانمار، اليوم، احتجاجًا على وصول الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، في زيارة على خلفية تكليفه من قبل حكومة البلاد، بترأس لجنة تهدف لحل مشكلة مسلمي الروهنغيا.
وشكلت حكومة ميانمار لجنة استشارية، يرأسها عنان، بهدف إيجاد "حلول دائمة" للنزاع في الولاية، والتي وثقت فيها منظمات حقوقية انتهاكات واسعة بحق مسلمي الروهنغيا.
واتهم تين هتو أونغ رئيس شبكة أراكان الوطنية ذات المرجعية البوذية، وهي منظمة ناشطة، اليوم في اتصال هاتفي مع الأناضول، اللجنة الاستشارية بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وأضاف "رغم احترامنا الشديد لكوفي عنان وسمعته الطيبة، إلا أننا نرفض هذه اللجنة، كونها تضم أعضاء أجانب، لا يكترثون لوجهات نظرنا، وتاريخنا الطويل".
وتتضمن أجندة زيارة عنان، التي ستستغرق 6 أيام، زيارات لمخيمات الروهينغا، ولقاءات مع أعضاء من المجموعات السياسية والدينية، لبحث ضمان المساعدات الإنسانية والحقوق والمصالحة، وإنشاء البنية التحتية الأساسية، وتعزيز خطط التنمية على المدى الطويل.
من جانبه، أعلن حزب "أراكان القومي" البوذي، إنه لن يقابل اللجنة أو يتعامل معها.
ونظم احتجاجات اليوم حزب "أراكان القومي"، بالتعاون مع "شبكة نساء أراكان" بالقرب من المطار في سيتوي، عاصمة ولاية أراكان، حيث وصل عنان وأعضاء آخرين في اللجنة الاستشارية صباح اليوم.
وقالت "سوتشي" بكلمة افتتاحية، ألقتها أمس في أول اجتماع تعقده اللجنة الاستشارية، "هناك اعتراضات على تشكيل هذه اللجنة، كونها تقحم مشاكلنا الداخلية في بوتقة دولية وعالمية، إلا أن ذلك ليس صحيحًا".
وأضافت متحدثةً من مركز "المصالحة والسلام الوطني" في العاصمة التجارية يانغون، " لدينا مشاكل، وصلت الساحة الدولية، منذ سنوات عدة".
وأعلنت سوتشي، في بيان سابق، اطلع عليه مراسل الأناضول، أن "اللجنة تتكون من 9 أفراد لحل "قضايا مطولة" في المنطقة، برئاسة كوفي عنان، الحاصل على جائزة نوبل للسلام أيضًا، مشيرة أن "اللجنة ستشكل من ثلاثة خبراء دوليين، وستة محليين يعتبرون من ذوي الخبرات العالية ويعرف عنهم الحيادية".
وترأس سوتشي (الحاصلة على جائزة نوبل للسلام)، حزب "الرابطة الوطنية الديمقراطية" الذي فاز بـ 390 مقعدًا في برلمان ميانمار البالغ عدد مقاعده 664، في الانتخابات التي جرت في 8 نوفمبر الماضي.
ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهنغيا في مخيمات بولاية "أراكان"، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".
ويُعرف المركز الروهينغي العالمي على موقعه الإلكتروني، الروهنغيا بأنهم "عرقية مضطهدة في إقليم أراكان منذ 70 عامًا، وقد مُورس بحقها أبشع ألوان التنكيل والتعذيب، حيث تعرضت للتشريد، والقتل، والحرق".
ومع اندلاع أعمال العنف، ضد مسلمي الروهنغيا، في يونيو 2012، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على فرص عمل، ما أوقعهم في قبضة تجار البشر.