مستقبل الإعلام المرئى فى 2016 حروب «الشاشات» على «كعكة» المعلنين
مستقبل الإعلام المرئى فى 2016
واقع جديد تشهده الساحة الإعلامية خلال الفترة المقبلة، فرضته مستجدات كثيرة، منها بيع قنوات «أون تى فى» وإعادة إطلاقها بشكل وسياسات مختلفة عن السابق، وبمحتوى وخريطة بعيدة كل البعد عن خريطتها التى انطلقت بها قبل سنوات طويلة، بالإضافة لدخول قنوات «سى بى سى» فى شراكة مع قنوات «النهار»، لإنشاء كيان اقتصادى قوى، هدفه مواكبة التغيرات التى طرأت على سوق الإعلام والإعلان فى مصر، التى أصبح يسيطر عليها ويحكمها 4 كيانات كبرى، تتمثل فى «أون تى فى»، و«سى بى سى»، و«النهار»، و«إم بى سى»، وفى الطريق «دى إم سى»، المتوقع لها أن تُحدث تغييراً كبيراً فى سوق الإعلام المصرى. وتحاول بعض القنوات مثل «دريم»، و«المحور»، و«صدى البلد»، و«تن»، أن تلحق بركاب هذه القنوات، إلا أنها حتى الآن فشلت فى ذلك، بسبب أزماتها الاقتصادية التى تحاول حلها، وسط أخبار ترددت خلال الفترة الماضية تؤكد سعيهم جميعاً لعمل تكتل لمواجهة ما هو مقبل.
كيانات جديدة.. وتكتلات للمواجهة.. وقنوات تودع جمهورها بسبب الأزمة الاقتصادية.. وعمرو الكحكى: سعيد بثقل الكيانات الجديدة.. و«اللى يخاف يروّح»
«الوطن» سألت عدداً من رؤساء القنوات الفضائية، وخبراء الإعلام، عن التغيرات التى ستشهدها الساحة الإعلامية خلال الفترة المقبلة، ومستقبل الإعلام فى مصر، وهل سيكون هناك ترتيب جديد تشهده القنوات الفضائية، بسبب التكتلات والكيانات الإعلامية الجديدة التى تستعد للانطلاق؟
أكد محمد هانى، رئيس قنوات «سى بى سى»، أن هناك تغيرات كثيرة ستطرأ على الساحة الإعلامية، مشيراً إلى أن هناك خريطة جديدة سترسم خلال الفترة المقبلة، بدخول الكيانات الجديدة للساحة، متمنياً أن يعمل هذا التغيير على فتح أسواق قوية على مستوى الاستثمار، وتقديم منتج إعلامى جديد، لا يعيد إنتاج المنتج القائم الذى يعانى الكثير من المشكلات التى يعلمها الجميع.
وأضاف «هانى»، لـ«الوطن»: الإعلام سوق مفتوحة لا تصنعها الأموال وحدها، وكلما كان الإعلام قادراً على تلبية احتياجات الناس، حتما سينجح سواء كان برنامجاً أو قناة، أو صناعة كاملة، والإعلام بورصة مشاهدة تتغير طوال الوقت، ولا يمكن الوقوف عند ترتيب معين لقناة، ولا يوجد شىء يحكم ذلك إلا تقديم منتج ومحتوى جيد يجذب الناس حوله، و«سى بى سى»، و«النهار»، تقدمان كل نوعيات البرامج، وقنوات الشبكتين متنوعة جداً، ولدينا 12 قناة نحاول بقدر الإمكان تدعيمها بمنتج جديد، مثل القناة العربية، وقناة أخبار أكثر تأثيراً، كما توجد قنوات دراما، وقنوات سينما، وطبخ مثل «سفرة»، وقنوات عامة، شخصياتها مختلفة، وجميع هذه القنوات تقدم منتجاً جيداً للمشاهدين.
وقال عمرو الكحكى، العضو المنتدب لشبكة قنوات «النهار»: «هناك تأثير لدخول الكيانات الإعلامية الجديدة، وهذا سيغير بالفعل خريطة الإعلام الفترة المقبلة، من قنوات صغيرة ومنفردة ذات ميزانيات محدودة، إلى كيانات كبيرة تمتلك عدداً كبيراً من القنوات، وتنفق إنفاقاً طيباً، والهدف هو السعى للتأثير، لأن مهنة الإعلام لا يجوز معها إلا إنفاق كبير لإرضاء المشاهدين، الذين لا يمكن إسعادهم إلا بتقديم محتوى جيد، وبرامج عالية الإنتاج، فالقنوات تبيع المضمون وتحصل على نسبة كبيرة من الإعلانات إذا كان المنتج المقدم جيداً، وفى النهاية المنافسة فى مصلحة المشاهد».
أحمد سمير رجب: «المحور» بدأت التطوير وتستعد لشراء مسلسلات حصرية وبرنامج ضخم.. ومحمد خضر: السوق تعانى من مرحلة جمود.. والاتجاه العام للترفيه والرياضة.. ومحمد هانى: الإعلام سوق مفتوحة لا تصنعها الأموال.. وبورصة المشاهدة تتغير طوال الوقت
وأضاف «الكحكى»، لـ«الوطن»: سعيد بثقل الكيانات الجديدة، التى سيكون منتجها جيداً ومتنوعاً، والمشاهد هو من يختار فى النهاية، كما أنه الفائز الوحيد من هذا، وهناك خطط وحسابات لا بد من الأخذ بها، فالأمر ليس مخاطرة، (واللى يخاف يروّح)، لأن رجال الأعمال معروفون بالمجازفة، وهناك استقرار الآن، وقوانين تنظم العملية الإعلامية، وهو ما سيغير الوضع، وسيكون الأمر أقل خطراً ومجازفة بالنسبة لرجال الأعمال، والشراكة مع «سى بى سى»، هدفها الاستمرار لا المواجهة، لأن القادم لم يأتِ بعد حتى الآن، وهناك كيانات تدهورت تماماً وأخرى تلاشت، والكيانات الجديدة ستسعى للحصول على قدر من السوق الإعلانية، ومن المؤكد أن المعلنين سيحققون أهدافهم باختيار أفضل القنوات لتحقيق ذلك، والأمر فى النهاية «بيزنس» فقط، وهذا بالتأكيد سيخلق نوعاً من المنافسة، و«الريموت كنترول» هو الفيصل، ونحن نسير فى طريقنا، ولدينا اتحاد مع «سى بى سى»، يهدف لزيادة ضخ الأموال، وتقديم منتج أقوى، وسيتم الإعلان قريباً عن مزيد من التحالفات والشراكات الاستراتيجية.
ورغم تربع قناة «دريم» لفترة طويلة على عرش الفضائيات، فإنها تراجعت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وحلت محلها قنوات أخرى، مع محاولات إدارتها خلال الشهور الماضية اتخاذ خطوات جادة لتطويرها، لتواكب طبيعة المرحلة المقبلة.
وقال محمد خضر، رئيس قناة «دريم»: إن طبيعة المرحلة التى يمر بها الإعلام حالياً، بظهور كيانات جديدة، أو بيع قنوات وتجديدها بإنتاج ضخم، تفرض علينا دخول المنافسة، حتى نحافظ على هويتنا التى تجعلنا موجودين فى السوق، ويساعدنا فى ذلك رصيد قناة «دريم» وتاريخها مع المشاهد، فلا يوجد بيت يخلو من قناة «دريم»، فى حين أن هناك قنوات جديدة لا يعلم عنها المشاهد شيئاً، وبذلك تكون القناة قادرة على منافسة الكيانات الكبرى، كما أن الكيانات الجديدة من الممكن أن تغير من شكل خريطة الإعلام، إذا نجحت فى تقديم شىء مختلف عن السائد، ولا بد أن يكون هناك جديد تقدمه فى محتواها، بحيث تستطيع جذب المشاهد، وتحصل على حصة من السوق الإعلانية، وهذا هو ما تفعله الآن قناة «أون تى فى»، التى تغير من محتوى خريطتها بالاتجاه نحو الترفيه والرياضة بشكل مباشر، مع البعد عن المحتوى السياسى.
ياسر عبدالعزيز: انسحاب المال السياسى والنزعة الاحتكارية وراء الكيانات الجديدة.. وسامى عبدالعزيز: الكيانات الإعلامية الجديدة انعكاس للواقع السياسى.. و«الريموت كنترول» أهم مراكز القوى
وأضاف «خضر»، لـ«الوطن»: من الممكن أن تظهر كيانات جديدة، ولا يكون لها أى تأثير أو تغيير، ولا تحتل أى مكانة فى الخريطة الإعلامية، ويحدث ذلك إذا قدمت هذه الكيانات نفس المحتوى الموجود على قنوات أخرى لها تاريخ مع المشاهد، فالمحتوى هو الذى سيحدد إن كانت ستحدث تغييراً أم لا، وإذا نظرنا إلى الكيانات المتوقع انطلاقها مثل «دى إم سى»، فلم تتضح رؤيتها حتى الآن، ولا يمكن الحكم إن كان سيكون لها تأثير، وستحدث تغييراً أم لا، لأن خريطتها لم تتضح بعد، والأفضل لنا كإعلاميين هو التمهل وعدم تكوين وجهة نظر، إلا بعد اكتمال المنظومة الإعلامية، فالسوق يعانى من مرحلة جمود، نتيجة وجود شبكات تعرضت لخسائر، دفعتها لتخفيض العمالة وغلق قنوات تابعة لها، فأصبح هناك ركود وانكماش فى السوق، وأعتقد أن خروج قنوات، ودخول مستثمرين جدد، يقومون بضخ أموال فى الإعلام، هو أمر جيد وإيجابى فى صالح الصناعة، وهناك اتجاه عام للمشاهد هو أنه يذهب نحو الترفيه والرياضة والدراما ويبتعد عن السياسة، وفى «دريم» سنركز على نفس المحتوى، ونحن فى طريقنا للتعاقد على برامج فورمات متنوعة، وأعمال درامية مميزة.
وترى إلهام أبوالفتح، العضو المنتدب لشبكة قنوات «صدى البلد»، أن الحكم على المشهد الإعلامى الآن صعب للغاية، لافتةً إلى أن القول بإعادة صياغة الإعلام، وتغيير خريطته الفترة المقبلة بدخول كيانات جديدة، أو بيع قنوات ودمجها، أمر سابق لأوانه.
وقالت «أبوالفتح»: هذا الأمر لا يمكن تأكيده أو الجزم به، إلا بعد ظهور التكتلات الجديدة، واكتمال المنظومة الإعلامية، ورغم بيع قنوات، ودمج شبكات، لم يظهر شىء مختلف فى المشهد بعد هذا الدمج، والمشهد الإعلامى الآن ملىء بالإرهاصات، ولكنها لم تصل إلى مرحلة النضج والتقييم، لأننا لم نرَ شيئاً حتى الآن يؤثر على السياسات الإعلامية والتحريرية، وكل قناة تسير بسياستها التى خرجت بها، و«صدى البلد» لها مكانة متميزة، ولا تضع خطة للمواجهة، لأنها ليست جزءًا من هذه التكتلات ولا تسعى إليها، ولا إلى الاندماج مع قنوات أخرى، وبالتالى لا تؤثر عليها هذه التكتلات، والتطوير والتغيير سنة الحياة، فنقوم ما بين فترة وأخرى بوضع أفكار جديدة وتغيير الديكورات.
وأضافت «أبوالفتح»، لـ«الوطن»: «دور الإعلام لا يقاس بعدد القنوات وكثرتها، بل بتأثيرها على الرأى العام وتوجيهه، ونقل نبض الجماهير إلى المسئولين، والقنوات التى تقوم بهذا الدور عددها قليل جداً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، رغم وجود قنوات كثيرة جداً، ولكن فى النهاية لا بد أن نعترف بأن التطوير وانطلاق كيانات وقنوات جديدة يصب فى صالح الصناعة، ويخلق جواً من المنافسة، يزيد من جودة المحتوى، ويصب فى نهاية الأمر فى صالح المشاهد، و«صدى البلد» لا تعانى أزمة اقتصادية كغيرها، نتيجة لسببين، هما الإعلانات التى زادت نسبتها خلال الفترة الماضية نتيجة للمشاهدة العالية التى تتمتع بها القناة، والترتيب الذى حصلت عليه القناة، وتقدمها فى كل التقارير التى تؤكد احتلالها للمركز الخامس حتى الثامن بين القنوات، ومالك القناة محمد أبوالعينين يقوم بدوره كاملاً فى ضخ أموال تساعد فى دفع مرتبات العاملين وإنتاج برامج جديدة تساعد القناة على المنافسة».
وأشار أحمد سمير رجب، رئيس قناة «المحور»، إلى أن وجود كيانات إعلامية جديدة سيغير مفهوم وشكل وخريطة الإعلام، مؤكداً أن هذا يدفع قناة مثل «المحور» للاستعداد لمواجهة هذه الكيانات، بوضع خطة لتطوير المحتوى الخاص بها، لتواكب الشكل الجديد والخريطة الإنتاجية للشبكات والتكتلات المقبلة.
وأضاف «رجب»، لـ«الوطن»: قناة «المحور» بدأت بالفعل فى تطوير برنامج الـ«توك شو» الرئيسى «90 دقيقة»، ليظهر بشكل مختلف، وتستعد الآن لشراء عدد من المسلسلات الحصرية، لتعرض خلال الفترة المقبلة، وهناك برنامج ضخم سيقدمه نجم كبير فى فترة الـ«ويك إند»، يتم التجهيز له حالياً، كما أن القناة فى طريقها للتعاقد مع عدد من الوجوه الإعلامية، الذين يمثلون إضافة كبيرة للشاشة، ومع ظهور كيانات جديدة وانتهاء بعض القنوات من خطة تطويرها، مثل «on tv»، ستكون هناك منافسة قوية وشرسة للحصول على الإعلانات، وستسعى كل قناة للمحافظة على مكانتها، والحصول على أكبر نسبة من الإعلانات، وكلما زادت المنافسة كلما اختلف المحتوى، وهذا يصب فى صالح الإعلام المصرى عامة، وفى صالح القنوات الخاصة بشكل خاص، وظهور قنوات جديدة يمثل إضافة للإعلام المصرى، تساعد على ثراء الإنتاج وتقديم مادة إعلامية جيدة، كما أن هذه القنوات ستساعد شركات الإنتاج على أن تنتج أكثر.
وحول دخول «المحور» فى تكتل مع قنوات مثل «دريم» و«صدى البلد»، و«ten»، بسبب الأزمات الاقتصادية التى تلاحقها، قال: لا نمر بأزمة اقتصادية من الأساس، ونحن ملتزمون مادياً مع المنتجين، والعاملين فى القناة، وفكرة بيع القناة من عدمه أمر ليس موجوداً فى خطتها، وكل ما كتب أو قيل بهذا الشأن عار تماماً من الصحة، فقناة «المحور» فى طريقها للعودة إلى سابق عهدها، من خلال المحتوى الجيد الذى قدمناه خلال الفترة الماضية، وتحديداً فى رمضان الماضى، والتقدم خطوات للأمام. ويرى الدكتور سامى عبدالعزيز، خبير الإعلام، وعميد كلية إعلام جامعة القاهرة الأسبق، أنه كلما قويت شوكة الإعلام المصرى، سواء كان عاماً أو خاصاً، فهذا إسهام فى دعم الصناعة، والتعامل مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك المنافسة المتزايدة مع كيانات أخرى غير مصرية.
وأضاف «سامى»، لـ«الوطن»: «ظهور الكيانات الإعلامية الجديدة، هو انعكاس للواقع السياسى المصرى، والمفروض أن يغير ملامح هذه الخريطة، إلى مزيد من الاحترافية والمهنية، ثم إلى مزيد من الإبداعية، ومن ثم إلى مزيد من التأثير، دون التركيز على مراكز القوى التى تحاول التحكم فى الإعلام المصرى، لأن أهم مركز قوى هو «الريموت كنترول»، لأنه أياً كان مصدر التمويل، ومهما كانت الجهات الداعمة، فـ«الريموت كنترول» إذا لم يمسكه المواطن المصرى، ومن ورائه العربى، ووضع هذه القنوات أمام عينيه، فلا يهم مَن وراءها، والكل يخسر فى هذه الحالة، وهناك من يعمل على الاستثمار فى هذه الصناعة من جانب اقتصادى، وهناك من له أهداف أخرى، ولكن الحكم المسبق على أى أجندات خفية يعتبر نوعاً من عدم العدالة، ويجب علينا عدم افتراض سوء النية مطلقاً، وعلينا الانتظار قليلاً لنرى المحتوى والتوجه والموضوعية والاحترافية لهذه الكيانات».
وتابع: استحواذ رجال أعمال وشركات جديدة على سوق صناعة الإعلام و«الميديا»، اتجاه عالمى، لكن مع هذا الاتجاه العالمى لا يوجد إعلام فى العالم بلا أطر، وبلا التزام وضوابط، حتى فى أعتى بلاد الديمقراطية، ويجب ألا ننظر إلى من يتحكم فى الإعلام على أنهم رجال أعمال، ولكن يجب أن ننظر إليهم على أنهم مؤسسات، حتى نرى شيئاً مهماً جداً، وهو مدى الفصل بين الملكية والإدارة، وهذا هو الاتجاه المحمود، والذى ينبغى أن يعلن، ويحكمه ظهور المجلس الأعلى للإعلام الوطنى، لأنه سيكون المنظم، وسيكون له تأثير عليهم، ويحق له الاطلاع على أسس هذه الشركات، ورأس مالها، وعلى نسب المساهمة، والتأكد من فصل الملكية عن الإدارة.
وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى: «الكيانات الجديدة التى تظهر، والتغيرات التى يشهدها قطاع الإعلام فى مصر، تأتى مواكبة لعدد من العوامل، أولها تراجع الصناعة، وانخفاض الموارد، وتدنى الاستثمارات، مع انسحاب قدر كبير من المال السياسى، والميل الواضح لتركز الملكية، بمعنى أن حصة الواحد نفسه داخل الوسيلة تزيد وتعزز النزعة الاحتكارية، بمعنى أن رجل أعمال واحداً يمتلك أكثر من وسيلة، وهو ما يحدث الآن، والاستحواذ والاندماج يعتبر تكنيكاً دفاعياً، وهناك درجة من تغليب الصوت الواحد فى مقابل التعدد والتنوع، ودرجة من التركيز على المحتوى الترفيهى فى مقابل المحتوى الإخبارى، ودرجة من الاستهانة بالمعايير المهنية، كل هذه العناصر تصنع مشهداً إعلامياً جديداً، عشية صدور القوانين المنظمة للمجال الإعلامى، وبسبب هذه العوامل سنشاهد زيادة النزعة الاحتكارية، وتقلص حجم الصناعة، وغياب التنوع مع زيادة المحتوى الترفيهى وهذا هو المسار الذى تتجه إليه الصناعة».
وأضاف «عبدالعزيز»، لـ«الوطن»: الازدهار يرتبط بعدد من العناصر، أهمها القدرة على ضخ المال، وتأمين المصالح الإعلانية، ثم القدرة على ابتكار المحتوى النوعى، هذه هى العناصر التى تحدد ازدهار الوسيلة وبقاءها، ومن بين القنوات تتحقق هذه العناصر فى شبكتى «سى بى سى»، و«النهار»، لأنهما فى طريقهما لتحقيق اختراق، إذا استمرا على نفس المنوال، أما «أون تى فى»، فلديها مشكلة أنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً فى الوعى العام للجمهور بتغيير هوية المحطة لأسباب سياسية، وبسبب هذا الارتباط يمكن أن تجد صعوبات فى تحقيق التمركز، وما يرشح «دى إم سى» لتصدر الساحة، هى إفادات غير قابلة للإثبات، وبالتالى بناء أحكام أو توقعات هو عمل غير منضبط، والأفضل هو أن تعلن كل وسيلة بيان مبادئها التحريرية، حتى نستطيع أن نقيم وجودها، لكن حتى الآن لا توجد لدينا معلومات مؤكدة.
وأوضح حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، أن عملية التكتلات هى جزء من إعادة الهيكلة الموجودة فى العالم كله، لافتاً إلى أننا نرى فى كل مكان شبكة مثل «أو إس إن» و«أوروبت»، و«شو تايم»، وهو أمر غريب، لأنها شبكات ليست مصرية، ولا أحد يتحدث عنها، مشيراً إلى اهتمام الجميع بالإعلام الرسمى، أو اتحاد الإذاعة والتليفزيون، رغم خطورة تكتل «أوروبت» و«شوتايم»، لما يحمله من شبهة احتكارية، مشدداً على ضرورة عدم تجاهل هذه القنوات التى تخاطب الشريحة التى لديها أموال، لهذا فمشاهدوها قرارهم مؤثر.
وقال «أمين»، لـ«الوطن»: «التكتلات الإعلامية الموجودة على القمر المفتوح تستطيع أن تتنافس لتستحوذ على سوق أفضل، والتكتلات المصرية الموجودة ليست تكتلات كبرى فى الواقع الذى نأمله، وهناك تكتلات فى طريقها للظهور، مثل «دى إم سى»، التى من المتوقع أن تخلق واقعاً جديداً، من الإعلام الذى سيكون منافساً لقنوات موجودة قبل ذلك، وإذا نظرنا إلى التكتلات الموجودة، سنكتشف أنها ليست بقوة تكتل «أو إس إن»، «أوربت شوتايم»، ولا يمكن أن نقارنهم بها، ولا يوجد تكتل مصرى يوازيها، فنحن ندخل حرباً شرسة، لأن التكتلات معناها استحواذ على الجمهور، وبالنسبة لاستحواذ رجال الأعمال على القنوات، فهو شر لا بد منه، والإعلام الخاص يمكن أن يؤدى دوره كاملاً تجاه المشاهد، وآخر استطلاعات للرأى صدرت تقول إن نسبة الإقبال على القنوات قلت بنسبة 18% لصالح «الإنترنت»، وهذه النسبة ستزيد مستقبلاً، لأن هناك هجرة لصالح الـ«سوشيال ميديا» بدرجة كبيرة، ورغم ذلك فالوقت مناسب لإطلاق قنوات جديدة، لأنها روافد تبنى الثقافة، ولا بد أن يكون الجمهور هو الحكم، وهذه منتجات إعلامية تشبه منتجات الطعام، فوجودها مهم وإيجابى، والجمهور فى النهاية هو الحكم».