علماء «أهل السنة والجماعة» يُصعّدون الهجوم ضد السلفيين فى الخليج ومصر
شيخ الأزهر خلال مؤتمر أهل السنة والجماعة بقرية «خوسيورت» فى الشيشان «صورة أرشيفية»
صعّد علماء مؤتمر «أهل السنة والجماعة» الهجوم على التيارات السلفية فى دول الخليج ومصر الذين هاجموا المؤتمر الذى عُقد فى العاصمة الشيشانية «جروزنى» الأسبوع الماضى، وأخرج السلفية وجماعات أخرى من تعريف «أهل السنة والجماعة» وقصر الأمر على «الأشاعرة والماتريدية فى الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة فى الفقه، وأهل التصوف الصافى، علماً وأخلاقاً وتزكيةً».
ووصف الحبيب على الجفرى، الداعية الإسلامى ورئيس مؤسسة «طابة» الراعية لمؤتمر «جروزنى»، مهاجمى المؤتمر بـ«الكذّابين»، قائلاً فى بيان له: «ستكون المفاجأة بعد نشر جلسات المؤتمر، التى يجرى تجهيزها، بحجم أكاذيب مهاجميه، وأقول لهم شكراً على الدعاية المجانية، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين بغوا علينا، وأصلح شأن الجميع».
«الجفرى»: الهجوم السلفى على مؤتمر الشيشان «أكاذيب» ودعاية مجانية لنا.. و«عثمان»: جماعات التكفير «خوارج العصر» وليست فرقاً إسلامية
وأعلن أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية والمشارك فى المؤتمر، عبر صفحته على «فيس بوك»، عن تدشين مؤتمر جديد بعد مؤتمر «أهل السنة والجماعة» بعنوان: منطلقات التكفير السبعة التى بُنى عليها فكر القطبيين ومن تفرّع عنهم من «القاعدة» و«داعش». وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، وأستاذ الفقه المقارنة، لـ«الوطن»، إن «داعش» والجماعات التكفيرية لا تنتمى إلى أى فرقة إسلامية، وإنما هم خوارج العصر، فالخوارج كانوا جماعات بدو لم يتفهموا أصول الشريعة ولا أسرارها، لذلك كانت أحكامهم بعيدة عن صلب الدين وحكم التشريع الإسلامى البعيد عن العنف والتطرّف ومعاملة الناس بالقسوة، وفى العصر الحالى فإن «داعش» وما ماثله من الفئات المتطرّفة التى تستبيح دماء الناس، لا يمتون إلى أهل السنة، ولا لأى مذهب بصلة، وهم خوارج يجب معاملتهم بكل قسوة وعنف، لأن التعامل معهم لا يكون بهدوء أو استكانة. وأضاف: «هؤلاء يستبيحون الدماء والأعراض، ويجب اجتزازهم من أىّ أرض عربية وغير عربية». وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للبحوث الإسلامية، إن مؤتمر «جروزنى» لم يكن لتحديد أهل السنة والجماعة، وإنما لوضع أُطر محدّدة لمن يشملهم التعريف، فمن يرفض التكفير والتطرّف، ولا يحتكر الدين فهو منهم، والوهابيون يُكفّرون ويتطرفون بالرأى ويحتكرون الدين والإيمان، لذلك لا تنطبق عليهم معايير أهل السنة والجماعة، وسلوكهم فى الرد على المؤتمر ونتائجه وأبحاثه خير دليل على ذلك، فقد أوسعوا العلماء الذين شاركوا فيه سباً وقذفاً، وهذا ليس سلوك أو نهج أهل السنة والجماعة فى التعامل مع المخالفين من غير المسلمين، فما بالك بالعلماء. وتابع: «الجماعات الدينية فرق قامت لأغراض سياسية، ولا دخل لها بالدين ولا تعنيها مصطلحات مثل أهل السنة، وإنما كل ما يريدونه الحكم، والوهابيون سمّوا أنفسهم سلفيين ليحتكروا مقام السلف الصالح، والإخوان سموا أنفسهم بالإخوان المسلمين ليحتكروا أخوة الدين، وكأنه لا يوجد إخوة فى الدين غيرهم، وهناك آخرون وصفوا أنفسهم بالجماعة الإسلامية، وكأن من سواهم ليسوا من جماعة المسلمين».
وكان البيان الختامى لمؤتمر الشيشان، قصر وصف أهل «السنة والجماعة» على «الصوفية، والأشعرية، والماتريدية، وأهل المذاهب الأربعة فى الفقه»، ليخرج بذلك كل من خالفهم من دائرة السنة والجماعة، ويستبعد الجماعات السلفية، وفرقاً إسلامية أخرى.
وتبرّأت مشيخة الأزهر الشريف، من البيان الختامى ومن المشاركة فى أعماله، لافتة إلى أنها لم تشارك إلا فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة شيخ الأزهر، كما تراجعت، وأضافت السلفية ضمن أهل السنة والجماعة تحت مسمى أهل الحديث. فى المقابل، أصدرت «هيئة كبار العلماء» فى السعودية، بياناً، تعليقاً على البيان الختامى لـ«جروزنى» حذّرت فيه من الدعوات المثيرة للنعرات بين الفرق الإسلامية. وقال مفتى السعودية عبدالعزيز آل الشيخ، فى تصريحات له، إن ما حدث فى مؤتمر الشيشان مغالطات وتقسيم سيئ، ومحاولات لتشويه الإسلام وشقّ لصف المسلمين. وقال الأمير السعودى، الدكتور خالد آل سعود، عبر «تويتر»: «لا يُبغض الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلا ضال مُضل، ولا يُحارب دعوته السلفية إلا مُبتدع مُنحرف».
وقال الكاتب جمال خاشقجى، المقرّب من الأسرة الحاكمة فى السعودية، عبر «تويتر»: «متشائم أن مؤتمر جروزنى سيكون بداية انقسام وجدل، كأن هناك أصابع شر تلعب خلف الستار والله أعلم».