عسل "الأنزر" التركي.. شفاء بسعر "الذهب"
صورة أرشيفية
ما بين سعره الذي ينافس الذهب، وقيمته الغذائية التي تشفي من الأمراض، تأتي شهرة عسل "الأنزر" التركي ذات الصيت العالمي والذي دفع تزايد الطلب عليه إلى تسجيل الزبائن طلباتهم قبل عام من إنتاجه.
ويباع هذا العسل، الذي تشتهر به مصايف "أنزر" في قضاء "إكيز درة" بولاية ريزة شمال شرقي تركيا، بالغرامات حيث وصل سعر الكيلو منه هذا العام قرابة 900 ليرة تركية، أي ما يعادل نحو 300 دولار أمريكي، ما جعله ينافس أسعار الذهب.
ويُنتج عسل "أنزر" على سفوح جبال ولاية ريزة التي يصل ارتفاعها بين 2300 و3 آلاف متر عن مستوى سطح البحر، والمطلة على ساحل البحر الأسود.
ويحرص المنتجون الأتراك، على تربية نحل من العرق القوقازي، حيث يتم وضع صناديق النحل، داخل أقفاص حديدية مغلقة بأقفال، تجنبا من إلحاق دببة الغابات الضرر بها.
كما أن لحالة الطقس، ووضع صناديق النحل في أماكن يسمح بتعرضها لأشعة الشمس بنسبة معينة على سفوح الجبال، تأثيرا كبيرا على جودة العسل، حيث يجمع مربوا النحل العسل خلال شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام.
ويُعرض عسل "الأنزر" للبيع، بعد جمعه من المنتجين من قبل تعاونية "أنزر باللي كوي" للتنمية الزراعية، حيث يتم تسجيل المنتج وختمه، عقب إجراء التحاليل اللازمة عليه بمختبرات قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة "هاجات تبة" في العاصمة أنقرة.
وحددت تعاونية "أنزر باللي كوي" سعر كليوجرام الواحد من عسل "الأنزر" لهذا العام بـ900 ليرة تركية (نحو 300 دولار أمريكي)، وكما تقرر بيعه بالغرامات، على شكل 250 و500 جرام، لتلبية لطلبات الزبائن، وإعطاء الأولوية لطلبات المرضى.
عثمان جيفالك رئيس تعاونية "أنزر باللي كوي" للتنمية الزراعية، قال لـ"الأناضول"، إنهم تسلموا نحو 2.5 طن من عسل "الأنزر"، حيث بدأوا بالإجراءات اللازمة للتسجيل، مبينا أنهم يخططون عرض العسل للبيع قبيل حلول عيد الأضحى الذي يوافق الإثنين المقبل.
وأضاف جيفالك أن ظروف الطقس كانت ممتازة هذا العام، ما ساهم في تحقيق رقم قياسي في الإنتاج مقارنة بالسنوات الأخيرة، وأشار إلى أن قرابة ألفي زبون قدموا طلباتهم لشراء عسل "الأنزر" لهذا الموسم، حيث وصلت الكمية المطلوبة إلى 3 أطنان، موضحا أنهم قرروا بيع العسل بالجرامات على شكل 250 و500 جرام لتلبية طلبات كل الزبائن.
ولفت جيفالك إلى أن الطلب يتزايد بشكل كبير على هذا النوع من العسل، لكنهم لا يستطيعون تلبية كافية الطلبات.
وحذر رئيس تعاونية "أنزر باللي كوي" للتنمية الزراعية من وجود بعض الباعة في الأسواق يبيعون عسلا مغشوشا باسم "عسل الأنزر"، موضحا أن عُلب العسل المغشوش المباع غير مسجلة ولا تحمل ختم المنتج الأصلي، داعيا المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الانخداع.
من جانبه، قال شعبان خطيب أوغلو، مربي نحل، لـ"الأناضول"، إنه يضع سنويا 150 صندوق نحل في مصايف الأنزر، مبينا أن إنتاجهم لهذا العام كان وفيرا، وأنهم يُرسلون إنتاجهم إلى تعاونية "أنزر باللي كوي" من أجل إجراء التحاليل اللازمة عليه.
وأضاف أوغلو أنه ورث تربية النحل من أجداده، حيث كانوا يُرسلون عسل "الأنزر" إلى قصور السلاطين العثمانيين في إسطنبول، وبيّن أنهم يبدون اهتماما كبيرا للبحوث العملية على العسل، لافتا إلى أن الدراسات تُشير إلى أن 6 جرامات من حبوب الطلع (اللقاح) يُعادل كيلوجراما واحدا من العسل. (وحبوب الطلع هي لقاح الأزهار أو البودرة الموجودة في الزهور، التي تعلق في الشعر على جسم النحلة ويوجد في أرجل النحلة الخلفية جيوب تسمى سلة اللقاح).
ولفت إلى أن البحوث أشارت إلى أن حبوب الطلع مفيدة لمرضى السرطان، وأنهم كمربي النحل يوصون المرضى باستهلاكها.