رئيس مركز «عدالة ومساندة»: «الشرطة الأسرية» ستقضى على الخلافات الزوجية وتحمى الأطفال.. وأدعو المعارضين لمراجعة موقفهم
الدكتورة هالة عثمان، المحامية بالنقض رئيس مركز «عدالة ومساندة»
أكدت الدكتورة هالة عثمان، المحامية بالنقض رئيس مركز «عدالة ومساندة»، أن المجتمع المصرى شهد تغيرات كثيرة خلال الفترة الأخيرة أثرت على العلاقة الأسرية وجعلتها تأخذ منعطفاً بعيداً تماماً عن موروثاتنا وتقاليدنا، الأمر الذى دعاها إلى فكرة إنشاء «الشرطة الأسرية» على غرار مثيلاتها فى الدول العربية والأجنبية، وقالت إن تنفيذ هذه الفكرة سيكون وسيلة جديدة للحفاظ على الأسرة التى هى نواة المجتمع وتقليل حالات الخلاف الأسرى والوصول إلى صيغة مشتركة للتفاهم بين الزوجين وحماية للأطفال، وأضافت أنها ستكون دعاية مميزة للحفاظ على حالة حقوق الإنسان فى مصر ورداً حاسماً على المنظمات الممولة التى تسعى إلى هدم الدولة، ووسيلة للالتفاف حول الشرطة المصرية الجدار المنيع الذى يحمى المجتمع.
الفكرة مطبقة فى دول عربية وأجنبية وهدفها حل المشكلات الأسرية قبل أن يتم تصعيدها إلى المحاكم
■ فى البداية من أين جاءت فكرة الشرطة الأسرية؟
- من خلال طبيعة عملى كمحامية لمست أموراً كثيرة فى سير المحاكمات المتعلقة بقضايا الأسرة وخاصة قضايا الطلاق والخلع التى أدت إلى تعقيد المشكلات الأسرية بدلاً من حلها وزيادة عدد أطفال الشوارع، ولاحظت أن السيدة عندما تحصل على ورقة الطلاق كأنها حصلت على «شهادة وفاة» بالإضافة إلى من تقضى عمرها على سلالم المحاكم دون أن تحصل على حكم نهائى، فإجراءات التقاضى فى المحاكم بين الزوج والزوجة يشوبها الكثير من المراوغات والضغوط التى تمارس من قبل الزوج على الزوجة، وأرى أن هناك تحولاً تاماً حدث للأسرة التى هى قوام البناء الاجتماعى المصرى حيث يوجد لدينا كل 6 دقائق حالة طلاق بمعدل 242 حالة طلاق يومياً.
نهدف لإنهاء العداوة بين الزوجين بسبب الطلاق والنفقة.. وقمنا بعمل حوار مجتمعى وتمت الموافقة على الفكرة بنسبة تجاوزت 90%
■ وما هدف الشرطة الأسرية؟
- التدخل السريع والحاسم لمشكلات الأسرة بوجه عام، فهناك حالات كثيرة عندما يصل فيها الخلاف إلى المحامين يضعف موقف الزوجة ويحملونها فوق طاقتها.
■ وما العناصر الأساسية التى ستتكون منها الشرطة الأسرية؟
- الشرطة الأسرية سوف تضم نخبة من جميع فئات المجتمع التى تهتم بشئون الأسرة من رجال الدين والأطباء النفسيين وخبراء التنمية البشرية وشرطة ذكور وإناث حتى يمنحهم القدرة على الحكم والإصلاح بين الزوجين وتقليل نسبة الطلاق.
■ هل ستقتصر الشرطة الأسرية على العناصر النسائية أم أنها ستضم رجالاً؟
- الشرطة الأسرية ستضم عناصر نسائية محدودة لتتخصص فى حالات الطلاق التى تكون بسبب الظروف الصحية والجنسية، والتى يكون من السهل أن تتحدث فيها المرأة إلى مرأة مثلها دون أن يكون هناك حرج وقد تتقدم إليها بالنصيحة وحل المشكلة قبل أن تصل إلى الطلاق كما أنها سوف تضم رجال شرطة بنسبة تزيد على 50% لتنفيذ الأحكام.
«الفكرة» قادرة على عمل بروتوكولات تعاون مع نظيراتها فى جميع.. ودول العالم لضمان حقوق الزوجة فى حال سفر الزوج أو تركه لها
■ وما مهمة الشرطة الأسرية بوجه عام؟
- الشرطة الأسرية ليست معنية بالأسرة الصغيرة المكونة من الزوج والزوجة والأولاد فقط، ولكنها تتسع لتشمل الأسرة بمفهومها الكبير بحيث تشمل الجد والجدة والأقارب وسيكون دورها حل المشكلات الأسرية قبل أن يتم تصعيدها إلى المحاكم ليكون الزوج والزوجة متصالحين معاً.
■ وما مدى تقبل المجتمع لفكرة الشرطة الأسرية؟
- أؤمن بأن مشوار الألف ميل هو فى الحقيقة ميل واحد وإذا كانت الفكرة فى سبيل التغيير لا بد أن يكون لها معارضون ولا توجد فكرة تخرج للنور بنسبة 100% وإلا أصبحنا نعيش فى المدينة الفاضلة ولكنى أُركز بقدر كبير على آلية التنفيذ، وقمنا بعمل حوار مجتمعى وتمت الموافقة على فكرة الشرطة الأسرية بنسبة تجاوزت 90%.
■ وكيف ستتوجهين للمعارضين لفكرة الشرطة الأسرية؟
- أدعو كل معترض أو متحفظ إلى مراجعة مواقفه حتى نصل إلى توافق عام لصالح الأسرة المصرية ونتمكن من الحفاظ على استقرارها.
■ وكيف ستتعامل الشرطة الأسرية مع حالات الطلاق الغيابى وحالات الطلاق التى يسافر فيها الزوج هروباً من نفقات الطلاق؟
- الشرطة الأسرية سوف تقوم بعمل بروتوكولات تعاون مع نظيراتها فى جميع دول العالم لتحقيق أعلى معدل للاستقرار سواء فى حالات الاتفاق أو حالات الطلاق.
■ هل ستكون الشرطة الأسرية عبئاً على وزارة الداخلية؟
- على العكس ستعيد مفهوم «الشرطة فى خدمة الشعب» من جديد وستعيد القوة لجهاز الشرطة، وأرى أننا عن طريق تنفيذ هذه الفكرة نوجه رسالة للعالم من خلال الشرطة الأسرية لنقول بأنه ما زال لدينا الشرطى الأمين الذى يتعامل بالوردة والابتسامة.
■ إلى أى مدى ستساهم الشرطة الأسرية فى حل مشكلات الأسرة؟
- ستكون الشرطة الأسرية هيكلاً كاملاً لتقليل نفقات الطلاق وتقليل عدد القضايا وحماية للسيدات من التطاول عليهن وتحقيقاً لمنظومة اجتماعية كاملة.
■ وما الأسباب التى ضيعت حق الزوجة من وجهة نظرك وجعلت كرامتها مهانة؟
- الضعف المالى والاقتصادى للمرأة ضيع حقوقها وجعلها دائماً تابعة للرجل وتحت رحمته «وماشية بمثل ضل راجل ولا ضل حيطة» بالإضافة إلى إجراءات التقاضى التى تأخذ وقتاً طويلاً يؤدى إلى مزيد من الضغوط على الزوجة لدرجة أن بعضهن أصبحن لا يفضلن الذهاب إلى المحاكم من الأساس.
■ لماذا لا يكون هناك حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة لحل مشاكل الأسرة بدلاً من الشرطة الأسرية؟
- الحكم من الأهل لم يعد مثلما كان من قبل ودائماً يتعامل الأهل مع المشكلة على أنها تحدٍّ وكرامة وأنهم أصحاب مشكلة وليس طرفاً فيها ومحاولات إصلاحهم تكون ضعيفة جداً.
■ من وجهة نظرك مَن سبب المشكلات.. هل الزوج أم الزوجة؟
- أنا لا ألقى اللوم على الزوج بمفرده أو الزوجة بمفردها ولكن المشكلة مشتركة بين الاثنين، وخروج الزوجة للعمل والشارع أنساها دورها الأساسى كزوجة وأم وجعل لديها قوة نوعاً ما وعدم صبر وعدم حاجة إلى الزوج، وفى المقابل الزوح أصبح يتعامل مع الزوجة على أساس أن السيدات كثيرات وأنهن من مكملات المنزل فالمشكلة هنا مشكلة دينية وثقافية.
■ وما أسباب ظاهرة العنف الأسرى؟
- الفكر المتطرف والتقليد الأعمى للغرب هو سبب العنف الأسرى فالعالم الخارجى يريد هدم المجتمع المصرى عن طريق هدم الأسرة والفرد، فالعالم يعرف أن قوة أى دولة تكمن فى مدى تماسك شعبها وهذا ما حدث فى 30 يونيو عندما نزلت جموع المصريين فى مختلف ميادين مصر دون أن يكون لهم قائد يوجههم فالعالم الخارجى يريد التفرقة وطريقه الوحيد هو هدم الأسرة بالشعارات والأفكار التى يروج لها.