السفير محمد العرابى قيادى جبهة الإنقاذ لـ«الوطن»: سنبلغ «كيرى» أننا قاطعنا الانتخابات لأن النظام لا يعترف بنا
قال محمد كامل العرابى، وزير الخارجية الأسبق والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن اجتماع قيادات «الجبهة» مع وزير الخارجية جون كيرى، مساء أمس، أثناء مثول الجريدة للطبع، جاء لعرض وجهة نظر قوى المعارضة بشأن مقاطعة الانتخابات البرلمانية فى ظل ضغوط أمريكية للمشاركة، مشيراً إلى أن المعارضة أوضحت لـ«كيرى» أن المقاطعة جاءت بسبب عدم اعتراف النظام الحاكم بها وتجاهل مطالبها، موضحاً أن مقاطعة الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، وحمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، للاجتماع «رسالة سياسية ضد أمريكا لدعمها النظام الحالى».
وشدد العرابى لـ«الوطن» على أن أمريكا تدعم نظام الرئيس محمد مرسى، لكونه منتخباً وفق إرادة شعبية، لكن الديمقراطية للولايات المتحدة الأمريكية ليست «صندوقاً انتخابياً»، بل مجموعة إجراءات أخرى يتجاهلها «مرسى» ما ينذر بفقدانه ونظامه، الدعم الأمريكى فى القريب العاجل، مؤكداً أن دعوة أمريكا لقوى المعارضة، للمشاركة فى الانتخابات تؤكد أنهم «لا يعرفون أو يفهمون المشهد السياسى».
* كيف ترى اجتماع قيادات «الإنقاذ» وشخصيات سياسية مع جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، فى أول زيارة رسمية له للقاهرة عقب تقلده المنصب؟
- «كيرى» يملك دراية عالية بالوضع السياسى فى منطقة الشرق الأوسط، وسنطرح خلال الاجتماع وجهة نظر جبهة الإنقاذ والقوى السياسية المعارضة للرئيس مرسى، بشأن مقاطعة الانتخابات البرلمانية، ووجهة النظر هى أن النظام الديمقراطى فى مصر الذى تدعمه الولايات المتحدة، لن يتأسس إلا باعتراف النظام الحاكم بقوة المعارضة وشعبيتها الجماهيرية، فالوضع الحالى هو أن المعارضة اعترفت بالنظام الحاكم الذى وصل للسلطة عبر «صندوق انتخابى»، ولكن النظام لا يعترف بالمعارضة ويتجاهل مطالبها بل يقذفها بالاتهامات أيضاً، فضلاً عن أن الاجتماع سيتناول الانقسام السياسى المصرى الذى ينذر بعواقب وخيمة.
* ماذا عن تأثير تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية قبل أيام بشأن وجوب مشاركة المعارضة فى مصر فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- الولايات المتحدة أطلقت تلك التصريحات بناءً على واقع «الديمقراطية الغربية» التى تشير إلى مشاركة جميع الفصائل المعارضة للنظام الحاكم فى الانتخابات، ولكن أمريكا «لا تفهم ولا تعرف» الوضع السياسى الحالى لقوى المعارضة فى مصر، وعلاقتها بالرئيس مرسى ونظامه الحاكم.
* الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، أعلنا مقاطعتهما لمقابلة وزير الخارجية الأمريكى، هل ترى أنه ربما يكون لذلك تأثير سلبى على نتائج الاجتماع؟
- الأهم الآن أن يتعرف وزير الخارجية الأمريكى على وجهة نظر المعارضة حتى يتفهم المطالب المشروعة وأسباب مقاطعة الانتخابات، وانسحاب «البرادعى وصباحى» لم يؤثر على الاجتماع مطلقاً، فالموعد قائم، وحين اعتذرت بعض القيادات عن الموعد حل محلهم آخرون لإيصال وجهة النظر.
* وكيف تفسر تصريحات «البرادعى وصباحى» ضد زيارة «كيرى» بأنها مضادة للديمقراطية، هل هو موقف شخصى أم يعبر عن وجهة نظر سياسية؟
- بالتأكيد مقاطعة الاجتماع موقف سياسى بحت، فالسياسة لا يوجد بها شىء اسمه «مش عايز أقابلك»، الأمر كله رسالة مضادة من «صباحى والبرادعى» للحكومة الأمريكية اعتراضاً على دعمها للنظام الحالى.
- تقلد جون كيرى لمنصب وزير الخارجية، جعل البعض متخوفاً من سياساته الجديدة، خصوصاً أنه من أكثر الشخصيات المؤيدة لوصول الإسلام السياسى للحكم فى دول الربيع العربى.
* هل ترى الاجتماع خطوة من النظام الأمريكى للتخلى عن دعم «مرسى»؟
- مطلقا، زيارة «كيرى» هذه المرة ليست عادية، بل هى جاءت فى ظروف استثنائية، وهو شخصياً يعلم أن الأوضاع محتقنة على المستوى الداخلى، وأعتقد أنه عقب تلك الزيارة ربما يكون إعادة تقييم وتحليل للنظام الأمريكى من الأوضاع كاملة بمنطقة الشرق الأوسط، فـ«كيرى» أيضاً سيلتقى رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، وفى النهاية سيكوّن وجهة نظر عن الموقف، ولكن الأهم بالنسبة للشخصيات السياسية سواء من جبهة الإنقاذ أو غيرهم التى ستلتقيه، هو أن نؤكد أن التدخل الأمريكى فى الصراع السياسى الداخلى ليس له قيمة، فالأهم حالياً هو أن «نحل مشاكلنا بأنفسنا»، والتخوفات من «كيرى» كونه مؤيداً لحكم الإسلاميين فى دول الربيع العربى لا «أرى لها داعياً» وكما قلت هو ملم بالأوضاع كاملة.
* تلويح البعض بإمكانية عودة القوات المسلحة للمشهد السياسى مجدداً، هل سيكون أحد الملفات المطروحة على مائدة الحوار مع «كيرى»؟
- بالتأكيد سيطرح الموضوع، فالساحة السياسية المصرية بعد أن نادت بخروج العسكر من السياسة والاحتكام للحكم المدنى فى أقل من 7 أشهر فقط من حكم رئيس مدنى، عادت إمكانية وجود دور سياسى للجيش، وهذا أمر خطير، ولكن حتى هذه اللحظة أمريكا لا تملك أية نية أو توجهات بشأن طرح عودة الجيش للمشهد السياسى.
* هل نستطيع الحديث الآن عن أن أمريكا ربما سترفع يدها قريباً عن دعم نظام «مرسى» عقب زيارة كيرى، خصوصاً أن النظام لا يعترف بالمعارضة، حسب قولك، أم هى تدعيم لحكمه؟
- الأمر الدقيق الآن، هو أن الولايات المتحدة تؤيد فقط العملية الديمقراطية فى مصر وليس «النظام الحاكم»، ولا يمكن لهم أن يتنازلوا عن تطبيق المبادئ الديمقراطية التى لا تقتصر فقط على «صندوق انتخابات» بل يلحق بها حرية الرأى والتعبير وتداول السلطة، وهذه أمور لا يطبقها نظام «مرسى»، وتأييد أمريكا للنظام الحالى جاء لأنه منتخب وفقاً لقواعد ديمقراطية فقط.
* بمعنى أدق: هل سيفقد نظام مرسى الدعم الأمريكى، حال استمراره على مخالفة المبادئ الديمقراطية؟
- بالتأكيد الموقف سيتغير كثيراً.