مدير عام سابق بالحكومة و«معاشه مكفيه» ويداوم على التنقل فى الشوارع للشعور ببهجة الأعياد
«عم ربيع» مع محرر «الوطن»
لا يترك «الحاج ربيع»، مدير عام سابق بقطاع الإنشاءات فى وزارة الإسكان، الأيام التى تسبق المناسبات الدينية تمضى دون التجول فى شوارع حى السيدة زينب مراراً وتكراراً، حتى يتمكن من استنشاق «روحانيات» الماضى، التى يرى أن جيله والأجيال التى سبقته محظوظة بمعايشتها داخل منطقة السيدة زينب، لذلك فأبناء التسعينات وما تلاها -من وجهة نظره- «ناس حياتهم ناشفة وما عاشوش الأيام الحلوة اللى بيشوفوها فى التليفزيون فى أفلام ومسلسلات زمان»، لأنهم وُلدوا فى مرحلة صراع التكنولوجيا وسيطرتها على التعاملات البشرية، حيث يقول: «العيد بالنسبة لنا زمان ما كانش يوم ولا اتنين، ده كان شهر كامل، يبدأ من أول ما نشم روايح شوادر الأضاحى، وينتهى لما الـ4 أيام بتوع العيد يخلصوا، وتجار المواشى يهدوا شوادرهم ويمشوا، وكنا كل يوم نيجى نتفرج عليها ونقعد مع أصحابها نشوفهم وهما بيبيعوا ويشتروا، ويوم العيد من الفجر كنا بنروح المدبح ونعمل مراهنات على أكبر ضحية، مش ذى اليومين دول، لو الشباب لحقوا صلاة العيد يبقى كرم من ربنا».
«تعرف حى السيدة زينب؟ آه.. قابلت عم ربيع؟ لأ.. يبقى ما تعرفهوش»
ارتفاع الأسعار من ناحية، والمبالغة فى تحقيق التجار للأرباح من ناحية أخرى، أكثر ما يتسبب فى فقدان الأهالى الشعور بالمناسبات، يستطرد الرجل الستينى: «الحداثة سبب فساد طعم الحياة خاصة إذا ما قورنت المناسبات بما كان يحدث بها فى الماضى بالحاضر، وعلى الرغم من استمرار الروحانيات فى حى السيدة زينب، فإن ارتفاع الأسعار قد يتسبب فى تحويلها إلى سوق تجارية، يسعى من يدخلها إلى الهروب مسرعاً خوفاً من تكبده مبالغ مالية لا تتحملها ميزانيته، زمان لما كان كيلو اللحمة الضانى بـ3 ساغ، ما كنتش تعرف تحط رجلك فى شوارع الحى، كان فيه خناقات على الجزارين، وكانت الناس بدل ما تستنى يوم العيد علشان تاكل لحمة، كانوا بياكلوها من أول يوم تتنصب فيه الشوادر، إنما النهارده علشان تاكل إنت وعيالك وجبة محتاج 300 جنيه، يعنى تلت المعاش تقريباً».
شباب اليومين دول لو لحقوا الصلاة يبقى كويس.. وكنا بنروح المدبح من الفجر
من المقهى، مروراً بأصدقائه من أصحاب شوادر الأضاحى، انتهاءً بسماع صوت حجر سَن السكاكين فى محل صديق عمره، رحلة يومية للحاج ربيع، الذى يعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، يحارب الظروف من أجل تكرارها بشكل يومى، حفاظاً على روحانيات «العيد الكبير» التى ينتظرها من العام للعام.