عضو مجلس النواب: طرح المقار القديمة للاستثمار إهدار لمقدرات الشعب
النائب أسامة شرشر، عضو مجلس النواب
رحب النائب أسامة شرشر، عضو مجلس النواب، بفكرة نقل الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة، ووصف القرار بأنه يتناسب مع خطة الدولة للإصلاح الإدارى، واتجاهها لتحسين تقديم الخدمة للمواطنين، ولكنه وضع شروطاً لإتمام الأمر على النحو الأمثل، حيث أوضح فى حواره لـ«الوطن» أن طرح المقار القديمة ذات الطابع الأثرى فى عمليات ومشاريع استثمارية أمر مرفوض تماماً، لأن كل جدار فى هذه المبانى الأثرية يحكى تاريخ وطن وشعب، وشاهد على العصر أمام الأجيال المقبلة.
وإلى نص الحوار.
■ ما رأيك فى قرار نقل الوزارات إلى مجمع الوزارات فى العاصمة الإدارية الجديدة بالتجمع الخامس عام 2018؟
- قرار جرىء ومهم وخطوة جيدة لتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، فضلاً عن أنه يتناسب مع الخطة الإدارية الإصلاحية للدولة فى المرحلة الحالية، لكن لى ملاحظات كثيرة واشتراطات تتعلق بآلية واستراتيجية عملية النقل نفسها.
«شرشر»: قرار جرىء لخدمة المواطنين ويتناسب مع خطة الإصلاح الإدارى للدولة
■ وما هذه الاشتراطات والاستراتيجيات التى تراها تتعلق بعملية النقل؟
- أولاً وقبل كل شىء لا بد أن يدرك الجميع وكل الأطراف أن قرار نقل الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة هدفه الأساسى والرسمى هو تجويد الخدمة للمواطن، وتقديمها له بشكل حضارى، تليق بشعب قام بثورتين تاريخيتين، هما الأهم فى تاريخ الحياة السياسية فى مصر، ولكى نضمن أن تصل الخدمات للمواطن فى هذه الصورة الحضارية التى ننشدها جميعاً لا بد أن توفر الدولة للمواطن وسيلة انتقال آمنة وحضارية، ولا تثقل عليه الأعباء المادية، ولا تضيع وقته وجهده للحصول على حقوقه أو خدماته إذا كانت طلباته تتعلق بإحدى الوزارات الخدمية، وأيضاً لا بد أن تكون هناك استراتيجة واضحة للأجهزة التنفيذية التى ستقوم بعملية النقل، وعلى سبيل المثال تجهيز المقرات الجديدة للوزارات بأحدث وسائل التكنولوجيا، وإمدادها بكافة المرافق، لضمان توفير سبل الراحة للمواطن من جهة والموظف الحكومى الذى سيقوم بالعمل فى هذه الجهات من جهة أخرى.
■ وهل ترى أن الهدف من نقل الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة فقط تقديم خدمة مميزة للمواطنين أم أن هناك أهدافاً أخرى؟
- بالطبع، فبجانب هدف الدولة فى إنشاء مقرات جديدة مزودة بأحدث الأجهزة التى تساعد على تقديم خدمة جيدة ومحترمة للمواطنين، هناك أهداف أخرى ربما تكون سياسية أو اقتصادية، أو اجتماعية، ومنها تخفيف الضغط والزحام المرورى والكثافة السكانية على القاهرة، والتيسير على المواطنين الوافدين من محافظات الوجهين البحرى والقبلى، الذين كانوا يعانون الأمرّين فى الوصول إلى مقرات الوزارات فى الشوارع المزدحمة بالقاهرة، وذلك فضلاً عن توفير أماكن ومكاتب وأجهزة كمبيوتر حديثة ولائقة للموظفين العاملين بدواوين الوزارات، خاصة فى ظل توجه الدولة لتطوير إمكانات وقدرات الموظفين الحكوميين.
■ وما توقعاتك لرد فعل المواطن على نقل الوزارات حال تنفيذ هذا الأمر؟
- المواطن المصرى بعد ثورتين أصبح يعلم جيداً ويفهم كل ما يدور بين السطور والكواليس، وأصبحت لديه القدرة على كشف النخب الفاسدة، ويعرف تماماً ما تهدف إليه الحكومة، فإذا وجد تقصيراً من جانب الحكومة فى توفير وسائل النقل الآمنة واللائقة لمقر الوزارات الجديد بالعاصمة الإدارية، وأن الأمر مجرد نقل شكلى وصورى فقط دون السعى لإحداث تغيير فى طريقة وأسلوب تقديم الخدمات وإنهاء الإجراءات بعيداً عن الروتين والبيروقراطية المقيتة وبشكل مختلف عن العقود الماضية، التى كانت سبباً فى هذه الثورات فلن يسكت وسيظهر غضبه، ولذلك من الضرورى أن تدرك الحكومة والقائمون على الأمر أن ينالوا رضا المواطنين من خلال إقناعهم بصدق نواياهم نحو التطوير وتقديم الخدمة المميزة لهم.
■ وهل ترى أن الفترة التى أعلن عنها مجلس الوزراء للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة فى 2018 كافية؟
- العبرة بالإنجاز، ومع تطور المعدات والآلات الحديثة تستطيع الحكومة أن تنجز قرارات النقل قبل الوقت الذى أعلنت عنه، إذا ما كان لديه العزم والعمل الجاد للإنجاز، والابتعاد عن الروتين والبيروقراطية والتعقيدات.