مواطنون يرفضون عقوبات «تنظيم المياه»: «هنرش فى الشارع»
مواطنون يواجهون قرارات الحكومة برش المياه فى الشوارع
أكد عدد من المواطنين وأصحاب المحلات والأكشاك أنهم لن يمتنعوا عن رش المياه فى الشوارع أمام محلاتهم، متحججين بأن الارتفاع الرهيب فى درجات الحرارة وانتشار الأتربة يتسبب فى إتلاف بضائعهم مما يضطرهم لرش الشوارع بالمياه، بالإضافة إلى أن الرقابة من قبل الدولة غائبة ولا يوجد أحد يقوم بالإمساك بهم.
«عيد»: «يبطلوا رش ملاعب الجولف بدل ما يحبسوا الفقرا».. و«حسن»: أرش الميه غير الصالحة للشرب علشان الحر والشارع كله تراب
وحدد القانون الجديد، الذى وافق عليه مجلس الوزراء وتمت إحالته إلى مجلس الدولة لمراجعته، عدداً من العقوبات المشددة لتنظيم قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، حيث جاءت عقوبة أى شخص يقوم برش المياه فى الشوارع واستخدام المياه فى الغرض غير المخصص له وهو الشرب بحبسه مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة ما بين ألف جنيه حتى 20 ألف جنيه، وإذا تكررت المخالفة تتم مضاعفتها.
وأكد سعيد صالح، أحد أصحاب أكشاك الورد فى منطقة الدقى، أنه لن يمتنع عن رش المياه أمام كشك الورد الذى يمتلكه، قائلاً: «هرش ميه مهما حصل، أنا ببيع ورد ولو مارشتش ميه قدام الكشك الورد هيدبل ويموت وفى الآخر هرميه وده لو حصل بيتى هيخرب».
يترك عيد الكرسى الذى كان يجلس عليه ويمضى خطوات نحو صنبور المياه الذى قام بتركيبه خلف الكشك، ثم يقوم بتركيب خرطوم مياه طوله يتعدى الـ10 أمتار ويفتح المياه ويبدأ فى رش الشارع أمام كشك الورد، وبلهجة تملؤها السخرية يقول: «انت عارف يا باشا مصر من أكتر الدول فى العالم اللى عندها قوانين، بس للأسف لا يتم تطبيقها، مفيش قانون فى البلد دى بيتم تطبيقه، كله بيمشى بالحب، ولو عدى عليّا دلوقتى بتوع شركة الميه أو الحى مش هيعملولى حاجة كلهم أصحابى وحبايبى، وكله بيعدى».
ويتابع عيد: «بدل ما الحكومة عمالة تضايق فى الناس الغلابة والفقرا، وتبحث على أى حاجة تدخلهم بيها السجن خليهم يروحوا يدوّروا على ملاعب الجولف الموجودة فى القاهرة الجديدة ومدينة 6 أكتوبر وفى الرحاب والجناين بتاعة الناس الاغنيا اللى تم إنشائها مخصوص للناس اللى عايشة فى مصر، ويقولوا لنا الملاعب دى بتشرب ميه منين، طيب بلاش دول، روح أى مصلحة حكومية وشوف الإهدار عامل إزاى فى الميه، دول بيغسلوا المكاتب والسلالم بالميه اللى بنشربها، والناس مش لاقية».
انتهى «عيد» من رش الشارع بالمياه حول الكشك، ووضع الخرطوم تحت جذع شجرة الفيكس الضخمة وجلس بجواره قائلاً: «أنا برش الشارع فى اليوم أكتر من 4 مرات، مرة الصبح بدرى قبل ما افتح كده، ومرة بعد ما أخرج الورد بره، ومرتين على الضهر والعصر، ده ورد وممكن يموت من الحر فى أى وقت زى ما انا قلت لك».
أمام أحد منافذ بيع منتجات وزارة الزراعة يقف صلاح عوض، أحد العاملين فى هذا المنفذ، يبيع للزبائن ما يحتاجونه من فاكهة وخضر وغيره، يقول صلاح: «أنا مابرشش ميه خالص قدام المنفذ، احنا بنيجى كل يوم الصبح بدرى نكنس المكان كويس، وده طبعاً بيمنع التراب، وبعدها بنخرج الحاجة بره، ولو الجو حر بنشغل مراوح، لأن حرام علينا لو رشينا ميه، فيه ناس مش لاقية تشرب أساساً».
ويتابع: «فعلاً فيه ناس كتير بتهدر فى الميه، فيه بوابين بيغسلوا سلالم العمارات والعربيات بالخرطوم من غير رحمة، الناس دى لازم تعرف إن ربنا هيحاسبها، لأنهم لو ماخافوش من ربنا مش هيخافوا من القانون ولا غيره».