الرئيس لـ«بى. بى. إس»: مصر تتطور.. ولا عودة للحكم الاستبدادى
جانب من حوار «السيسى» مع «بى بى إس»
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تتطور بشكل كبير على الرغم مما تواجهه من تحديات، وقال، فى مقابلة مع «شارلى روز» من محطة «بى. بى. إس» الأمريكية: «تم تحقيق الكثير فى العديد من المجالات على مدى السنوات الأخيرة، وآمل أن تستعيد مصر مكانتها الصحيحة، لافتاً إلى التزام مصر بتطبيق القانون فى كل القضايا بما فيها قضية التمويل الأجنبى للمنظمات».
علاقتنا مع تركيا لم تتحسن حتى الآن.. وسلمت «كيرى» قائمة بأسماء المفرج عنهم بعفو رئاسى لإبلاغ إدارته بجهودنا
وشدد «السيسى» على ضرورة تحقيق التوازن بين الأمن والاستقرار، خاصة فى منطقة تعج بالاضطرابات والأمور الأخرى، وقال إن «الإرهاب يمثل أخطر تهديد، ولا يواجه مصر فقط بل المنطقة والعالم بأسره»، مؤكداً ضرورة تبنى استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب لا تعتمد فقط على الجانب الأمنى، ولكن تشمل مختلف النواحى بما فى ذلك الأمن والاقتصاد والثقافة والعلوم وتصحيح الخطاب الدينى، مشيراً إلى أن الوضع فى سيناء تحسن بصورة كبيرة.
وأكد الرئيس أن «الشعب المصرى أراد التغيير فى 25 يناير، بينما قرر فى 30 يونيو تصحيح إرادته»، مشيراً إلى أن «مصر لديها الآن دستور لا يسمح ببقاء الرئيس بعد انتهاء فترة ولايته ولو ليوم واحد»، وسيتم إجراء انتخابات رئاسية بحلول منتصف عام 2018، حيث سيتم انتخاب رئيس جديد أو يعاد انتخابه وفقاً لإرادة الشعب، وهو ما وصفه بأنه تغيير كبير فى الساحة السياسية فى مصر.
وعن محاولات البعض استغلال الإسلام، قال «السيسى»: «هناك سياق دينى معين يعتنقه البعض يسعى إلى تجنيد عناصر تقوم بارتكاب أعمال عنف»، وانتشار السلاح مع هؤلاء الذين يعتنقون هذا الفكر أدى إلى تدمير دول، وهناك حاجة لتكاتف كافة الجهود لمواجهة فكرة التطرف بصفة عامة وليس جماعة بعينها.
وحول الجهود التى يبذلها التحالف الدولى لمواجهة الإرهاب، قال الرئيس: «هناك حاجة لجهود مشتركة وإرادة قوية من جانب الجميع، وتخصيص الموارد اللازمة للتصدى للإرهاب بصورة حاسمة».
ورداً على سؤال حول وضع الاقتصاد المصرى، قال «السيسى»: الإرهاب حرم مصر من موارد كبيرة كانت تسهم فى دعم الاقتصاد، والبرنامج التمويلى الذى سيقدمه صندوق النقد الدولى لمصر، سيعطى مصداقية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تتبناه الحكومة.
وتابع: «نسبة الزيادة السكانية فى مصر تصل إلى 2.5% سنوياً، والجهود الرامية للتغلب على البطالة فى مصر بصورة كاملة ستستغرق وقتاً، والحكومة حريصة على زيادة النمو الاقتصادى، وحل مشكلة النقد الأجنبى بحلول نهاية العام الحالى».
وفيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية، قال الرئيس: «الإعلام لا يقدم الحقائق بشكل دقيق، كما أنه لا يعكس الواقع فى مصر، ووسائل الإعلام والصحافة تقول ما تشاء حيث لا توجد قيود ولا يوجد ديكتاتور فى مصر». وشدد على أنه يتم التعامل مع كافة المسائل فى مصر فى إطار قانونى، موضحاً أن البرلمان يناقش حالياً مشروع قانون لتنظيم عمل المنظمات غير الحكومية، التى يبلغ عددها 40 ألف منظمة تعمل فى مصر.
وقال إنه ينبغى التعامل مع هذه القضايا بحساسية شديدة، مشدداً على حرصه على الالتزام بحقوق الإنسان لأنه فى النهاية يسعى إلى الحفاظ على المواطنين وعدم تعرضهم لظلم أو انتهاك حقوقهم.
وكشف «السيسى» عن تسليمه قائمة بأسماء المفرج عنهم بعفو رئاسى لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، خلال اجتماع لهما، لإبلاغ الإدارة الأمريكية بحرص مصر على بذل كافة الجهود فى هذا الصدد، إلا أنه لا توجد تغطية إعلامية لمثل هذه الجهود.
ورداً على دعوة الشبكة الأمريكية «السيسى» لتوجيه كلمة لنظيره باراك أوباما، أكد الرئيس السيسى أن مصر حريصة على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وقال إن هناك تغييراً كبيراً حدث فى مصر، وليس هناك عودة للحكم الاستبدادى. وأكد الرئيس أنه لا يوجد تمييز دينى فى مصر، وأن ما حدث ضد الأقباط كان من جانب الفصيل المتطرف المسئول عن تدمير الكنائس قبل 30 يونيو 2013، ولكن بعد 30 يونيو بدأ إصلاح كافة الكنائس، وهو ما ينتهى بحلول نهاية العام الحالى.
وفيما يتعلق بالجهود الرامية لتحقيق حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، قال الرئيس السيسى إنه دائماً يخاطب ليس فقط رئيس الوزراء الإسرائيلى، ولكن الرأى العام فى إسرائيل كله، بأن السلام يستطيع أن يغير وجه المنطقة، مؤكداً أن إقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل يمكن أن يسمح للمنطقة بأن تتمتع بالأمن والاستقرار.
ونفى الرئيس حدوث تحسن فى العلاقات «المصرية - التركية»، قائلاً: «حتى الآن لم يحدث»، مؤكداً أن المنطقة تشهد ما يكفى من صراعات وأن مصر تحاول إعطاء الوقت والفرصة للآخرين لتفهم ظروف المنطقة والظروف الجارية فى مصر.