خبراء: كلمة الرئيس فى جلسة «اللاجئين» وضعت العالم أمام مسئولياته تجاه «الفارين من الموت»
كلمة «السيسى» أمام الأمم المتحدة
أكد خبراء استراتيجيون، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام جلسة تدفقات الهجرة واللجوء بحضور رؤساء الدول والحكومات بالأمم المتحدة، أمس الأول، وضعت العالم أمام مسئولياته تجاه «الفارين من الموت»، وذلك بعد هجمة الغرب وعملائهم على منطقة الشرق الأوسط، وما شهدته البلدان العربية من «حروب بالوكالة» بين قوى عظمى أدت لتشريد الملايين من العرب.
«راغب»: «السيسى» حدد جذور المشكلة ووضع حلولها.. و«منصور»: أكد دور مصر المؤثر فى المنطقة
وأضاف الخبراء أن الرئيس شخّص أعراض المرض الحقيقى، موضحين أنه عرض عليهم، خلال كلمته الموجزة، الجهود الكبرى التى تبذلها مصر لتعديل تشريعاتها، وتصدى القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية المعنية لـ«الهجرة غير الشرعية»، جنباً إلى جنب لاستضافة نحو 5 ملايين لاجئ مُسجل وغير مسجل، وذلك دون أن تحصل على دعم من دول العالم، على نقيض دول أخرى مثل تركيا، التى حصلت على 4 مليارات دولار جراء استضافة أعداد أقل بكثير ممن تستضيفهم مصر، فى ظل مطالبتها بزيادة دعمها لـ12 مليار دولار.
وقال الدكتور سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، إن كلمة الرئيس كانت قصيرة، إلا أنها كانت مركزة، رسمت للعالم «جذور المشكلة»، وأن خروج الملايين من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين ليسوا فى حد ذاتهم المشكلة، ولكنها «عرَض لمرض» يستجوب الحل، وذلك جراء الصراعات المفتوحة التى يشهدها عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط، فى ظل «حروب بالوكالة»، كما يحدث فى سوريا والعراق، ما يدفع مواطنيهم للهجرة بحثاً عن الأمن، وحقهم فى الحياة.
وأضاف «راغب» لـ«الوطن»، أن مصر تتمتع بميزة كونها تحتضن أبناء الوطن العربى الجريح حالياً، مردفاً: «اللى بيدخل مصر بيبقى ابن البلد، ومابيتفرقش بينه وبين أهلها مثل دول أخرى»، موضحاً أنها يمكنها التعامل مع ملف احتضانها لملايين اللاجئين دون أن تحصل على دعم دولى، لافتاً إلى أن هناك دولاً تحتضن 200 ألف لاجئ فقط، وتحصل على دعم.
وعن كلمة «السيسى» حول احتضان مصر لـ5 ملايين لاجئ دون عزلهم بمعسكرات أو ملاجئ إيواء، يرى رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، أنها لم تحمل أى طابع عدائى لدولة تركيا على الرغم من كونها تتبع مثل تلك الأساليب، مشيراً إلى أنها حصلت على 4 مليارات دولار من الاتحاد الأوروبى لاستضافتها لاجئين، فى ظل مطالبة رئيسها رجب طيب أردوغان بالوصول لـ12 ملياراً، وأن مصر تستضيف أعداداً أكثر منها، ولم تحصل على دعم.
وطالب «راغب» بضرورة تسجيل أعداد اللاجئين بأرقام محددة، حتى تتمكن مصر من عرضها على المجتمع الدولى، وأخذ دعم لمعاونتها على تقديم خدمات أفضل لها.
وعن مطالبة الرئيس بعدم غلق الحدود، قال إنها دعوة تقوم على فتح قنوات شرعية للهجرة بدلاً من أعمال التسلل والغرق لأنهم يهاجرون بشكل قسرى لأنهم مجبرون على ذلك، مشدداً على أن المخاوف الأمنية من اللاجئين ستتفتت أمام «المسارات الشرعية» لأنه سيكون هناك وقت لـ«التحرى والفرز»، ولفت إلى أن دول أوروبا تحتاج عمالة متخصصة، وأن بعض اللاجئين قد يمثلون خير وجه لذلك.
وقال محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى حاول إشراك العالم فى مسئولياته تجاه ما يحدث فى الشرق الأوسط نتيجة «الهجمة الغربية» وعملائهم فى المنطقة، مشيراً إلى أن كلمته أكدت للعالم أجمع أن مصر تتحمل مسئولياتها، وتدعو الآخرين للتصدى للإرهاب حتى يتخلص العالم من مخاطر الهجرة غير الشرعية، وذلك مع التأكيد على أهمية احترام حقوق المهاجرين. وأضاف «منصور» لـ«الوطن» أنه لا يليق وقف الهجرة غير الشرعية إلا بمعالجة كامل جذورها، والتعاون المشترك بين جميع دول العالم، مع تقاسم الأعباء بين جميع الأطراف.
وأشار إلى أن كلمة الرئيس أكدت أن مصر أحد اللاعبين المؤثرين بشكل واضح فى الحركة على ساحة الشرق الأوسط، وأن «إرادة مصر شاء من شاء، وأغمض عينيه من أغمض»، على حد قوله، ستحقق أهدافها بالمنطقة، كما حققت أهدافها على أرض مصر.
وعن حديث الرئيس حول «آدمية اللاجئين»، قال: «الرئيس دون أن يشير إلى تركيا بالاسم أشار للأساليب التى اتبعتها دولة خربت الحياة السورية، ثم جمعت الهاربين من الموت فى معسكرات حتى يكونوا تحت سيطرتها الكاملة، بعكس ما حدث فى مصر، وكثير من دول العالم بأنهم يعيشون حياة طبيعية كريمة مثلهم مثل مواطنى تلك الدول».