مفكر إسلامي سابق بـ"نهضة" تونس: الوزراء بالحكومة "أغبياء ومنافقين" و"يستغفلون" الشعب
حذر الفيلسوف الإسلامي التونسي أبو يعرب المرزوقي، المستقيل من حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، اليوم من أن فشل "المشروع الإصلاحي" الديمقراطي في دول الربيع العربي بسبب سعي الإسلاميين إلى "التحكم" بدل "الإصلاح".
واستقال المرزوقي قبل حوالي أسبوعين من الكتلة البرلمانية لحركة النهضة بسبب خيبة أمله من أداء الحكومة التي تقودها.
وكان الفيلسوف مستشارا برتبة وزير مكلفا التربية والثقافة في حكومة رئيس الوزراء المستقيل حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة.
وقال المرزوقي، في بيان نشره على صفحته الرسمية في فيسبوك "أكبر عيب وقع فيه الحزب الإسلامي الذي يحكم تونس بعد الثورة، وقد يكون الأمر نفسه حاصلا في مصر، هو أنه يعمل بعكس (..) ما توجبه الاستراتيجية الحكيمة، فأصبح حكمه عملية غزو، يرد فساد (النظام) السابق بفساد من جنسه".[Quote_1]
وأضاف في البيان الذي حمل عنوان "ما يحصل لا يبشر بخير"، إن حكم الإسلاميين في تونس "تحول إلى توزيع مغانم في الحكومة وأجهزتها والإدارات وتوابعها على الأقرباء والأصحاب والأحباب دون اعتبار لمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب".
ونبه إلى أن "هذا الأمر هو الذي سيفشل المشروع الإصلاحي كله لأنه يبين أن الحركات الإسلامية ليست ساعية الى الإصلاح بقدر ما هي ساعية سعي من تقدم عليها (من الأنظمة المستبدة) إلى التحكم، ومن ثم فلا يحق لها الكلام عن الإصلاح فضلا عن قيم الإسلام".
وأضاف الفيلسوف التونسي إن "آفة الآفات هو تحزيب الإدارة" داعيا الى "تحرير جهاز الدولة من الاحتكار الحزبي".
ولاحظ أنه سيتم "عزل أغلب وزراء الحكومة الحالية" التي تهيمن عليها حركة النهضة لو "طبق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب" لأنهم "ليسوا من أهل الدراية والخبرة".
واتهم المرزوقي "جل" وزراء الحكومة الحالية بـ"إضاعة الوقت وسوء التقدير والمعارك الزائفة" وحتى بـ"الغباء" و"النفاق".
ونبه من أن المحافظة عليهم في الحكومة المقبلة "دليل على الخوف من مغادرة الحكم بلا رجعة وليس حبا في خدمة الوطن".
واتهم هؤلاء الوزراء بـ"استغفال الشعب" عبر "الإكثار من الكلام بمبتذلات الخطاب الديني حتى كادت الاجتماعات السياسية تتحول إلى خطب جمعة".