«الأزهر» يبحث مع «الفاتيكان» عقد مؤتمر «السلام الدولى» برعاية «الطيب» و«فرانسيس»
جانب من مؤتمر السلام الدولى بحضور عباس شومان وبابا الفاتيكان
بحث الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، مع البابا فرانسيس الثانى، بابا الفاتيكان، ترتيبات عقد مؤتمر «السلام العالمى» برعاية الأزهر والفاتيكان، الذى سبق واقترحه الإمام الأكبر خلال زيارته الأخيرة للفاتيكان فى مايو الماضى.
«شومان»: المؤتمر سيكون بداية لإنهاء المعارك واستعادة السلام.. و«المشيخة» تشيد بكلمة الرئيس الفرنسى حول تشويه صورة الإسلام
جاء ذلك خلال استقبال البابا لوكيل الأزهر، مساء أمس الأول، أثناء زيارته للعاصمة الإيطالية روما لحضور الملتقى الدولى من أجل السلام الذى تنظمه جمعية «سانت إيجيديو» بروما، حيث نظم بابا الفاتيكان حفل استقبال لوكيل الأزهر، شارك فيه قيادات الفاتيكان وعدد من الأطفال احتفالاً بزيارته.
وقال «شومان» فى بيان لاحق له: لقاء البابا جاء لبحث اتخاذ خطوات عملية لعقد «مؤتمر السلام العالمى» برعاية «الطيب» و«فرانسيس»، هذا فضلاً عن تعزيز الحوار بين الأزهر والفاتيكان الذى تم استئنافه عقب زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان.
وأكد أن الأزهر يأمل فى اتخاذ خطوات فاعلة لعقد المؤتمر العالمى للسلام برعاية مشتركة منه والفاتيكان، «ليكون بداية حقيقية لإنهاء المعارك وصوت السلاح واستعادة الأمن والسلام». مضيفاً: «مخطئٌ من يظن أن رفعة وطن ما يمكن أن تتحقق على حساب وطن آخر، أو أن سلاماً حقيقياً يمكن أن يسود فى ظل أرض محتلة وحقوق مغتصبة وإرادة مسلوبة، فالقوة الغاشمة لا يمكن أن توفر أمناً لمستخدميها، وتعاقب الأزمنة لا يُقر أمراً واقعاً أو يُنسى حقاً مغتصباً».
وتابع: «من الخطأ الشديد عقد الآمال على بسط الاستقرار واستتباب الأمن ونشر السلام فى منطقة الشرق الأوسط قبل رد الأرض المحتلة إلى أصحابها لتنشأ عليها دولة فلسطين وعاصمتها القدس، واتخاذ خطوات جادة لإيقاف آلة الحرب فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، وإعادة إعمار ما دمّرته الحروب».
وأضاف: «الأمن والسلام والتراحم بين الناس لن يتحقق باجتماع هنا وآخر هناك، لكن بإقرار العدل والمساواة والحث على التراحم والإخاء وقبول الآخر ونبذ العنف واستنكار الظلم والقهر، علينا أن نكون قدوة فيما نقول ونفعل حتى لا نكون ممن يقولون ما لا يفعلون فيفقد الناس الثقة فينا وفيما نقول».
وفى سياق متصل، رحب مرصد الأزهر بتصريحات البابا فرانسيس عن اللاجئين ووجوب استقبالهم وضيافتهم، وقال المرصد، فى بيان له، إن بابا الفاتيكان أكد خلال مؤتمر «الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين»، أمس الأول: «إن استقبال اللاجئين هو السبيل الأمثل لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وذلك حتى لا يستغل المتطرفون الخبرة المؤلمة للاجئين فى أوروبا»، مضيفاً: «تذكروا أن الضيافة هى القيمة العميقة للإنجيل التى تُغزى الحب، كما تُمثل أقصى درجات الأمن ضد الأعمال البغيضة للإرهاب».
وطالب «البابا» الرهبان، طبقاً لما نقله المرصد، بضرورة فتح مؤسساتهم أمام اللاجئين، مؤكداً أن الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين يجب أن تعمل فى المقام الأول على توفير فرص تعليم أفضل لأطفال اللاجئين. وأضاف: «إنه لأمر مثير للقلق عندما لا يتمكن أكثر من نصف هؤلاء الأطفال من الذهاب للمدرسة الابتدائية وأن تكون نسبة المسجلين منهم فى الثانوية 22% وفى الجامعة 1%».
وأكد المرصد أن مثل هذه التصريحات، التى تأتى من رموز وقيادات دينية مسئولة، من شأنها أن تسهم فى حل كثير من المشكلات التى تواجه اللاجئين وكسر الحاجز الكبير بين حضارة الشرق والغرب الذى صنعه الإرهاب وشاركت فيه مظاهر «الإسلاموفوبيا» التى تفشت أخيراً فى المجتمعات الغربية.
ورحب المرصد أيضاً بتصريح الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند بأن الإرهاب يستغل الإسلام ويشوه صورته، وذلك خلال حفل تكريم ضحايا الإرهاب الذى أقيم، أمس الأول، بحديقة «هوتيل إنفاليد» بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأضاف «أولاند»: «كل حادثٍ إرهابى يقع يختلف عن أقرانه فى صور البشاعة الناجمة عنه، ولكن يجتمع ويتمحور الكل حول نفس الفاعل ووحدة الهدف وهى استغلال الإسلام وتشويه صورته، بالإضافة إلى نشر الخوف وتقويض الديمقراطية».
وأشاد مرصدُ الأزهر بهذه التصريحات معتبراً أنها «تعكس كنه وماهية الدين الإسلامى وأنه منقطع الصلة بالأفكار المتطرفة»، مشيراً إلى أن عبارات «أولاند» تُبرز سماحة الدين الإسلامى.