«درويش» سبح 8 ساعات وأنقذ طفلة سورية بعد غرق والديها
صورة أرشيفية
على سرير بمستشفى رشيد، أراح أخيراً أحمد درويش جسده، بعدما ظل لثمانى ساعات يعوم فى الماء، ممسكاً بسترتى إنقاذ وضع فوقهما طفلة سورية أنقذها بعدما غرق والديها بينما ظلت هى عالقة فى إحدى السترات، ولم يتحمل قلب الشاب ذى الـ23 عاماً تركها، فضمها لصدره وأخذ يحاول أن يهدئ من روعها، وخلع عنه سترته ليلبسها لها، فيما أبقى السترة الأخرى تحت قدميها وأخذ يعوم ممسكاً بها حتى وصلت مراكب الصيادين التى أنقذتهما. يقول ابن محافظة الغربية، لـ«الوطن»: «كانت اللحظات الأصعب على الجميع، عندما يشاهد ابنه أو والده يسقط من بين يديه غارقاً، والحمد لله أنه لم يكن معى أحد من أقاربى».
الشاب: صرخات الأطفال لا تزال تدوى فى أذنى
«لم يكن بالمركب موضع لقدم»، بحسب «درويش»، الذى تابع قائلاً: أغلب الركاب كانوا أسراً كاملة، 90% منها مصرية أو سورية أو سودانية، والكثير من الأطفال غرقوا أمام عينى فى المياه، صرخاتهم ما زالت تدوى فى أذنى.
«درويش»، عمل لسنوات سائقاً إلا أن ضيق الرزق، دفعه لاتخاذ قرار السفر للخارج، لينضم لعدد من أصدقائه الذين سبقوه نحو أوروبا، يقول الشاب: اليوم أشعر بالندم على هذا القرار، فلم أكن أعرف أن الرحلة ستكون بهذه الصعوبة والمأساوية. «المهربون حشرونا فى مركب واحد»، قالها «درويش»، متابعاً: «فى البداية، وضعونا فى زوارق صغيرة نقلتنا على مجموعات من رشيد، حتى نهاية المياه الإقليمية، وهناك نقلونا فى مركب أكبر، لكن المفاجأة أن المركب كانت محملة بالكثير من الأسر، التى وصلت قبلنا، وتراكم الركاب فوق بعضهم البعض. وأضاف: المهربون وضعوا الأسر السودانية داخل ثلاجات الأسماك الموجودة بالجزء السفلى من المركب، وقاموا برصهم كقطع ثلج، وهو ما أدى لغرقهم بالكامل. وقال: أنا والشباب كنا فى الطابق العلوى لذلك كنا أول من قفز للمياه مع بداية غرق المركب.