«عويضة»: البيروقراطية سبب عدم تعيين رئيس الجامعة.. والعمداء يهتمون برضا القيادات
الدكتور حسين عويضة
قال الدكتور حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر، إن خلو منصب رئيس الجامعة عاماً كاملاً يُبرز مشكلة كبيرة وكارثة تعانى منها جامعة الأزهر، وهى مصطلح «القائم بالأعمال»، الذى ينتشر داخل أروقة الجامعة بكثافة. وأضاف «عويضة» فى حوار لـ«الوطن» أن مشيخة الأزهر والبيروقراطية هما سبب تلك الظاهرة. وأوضح أن المشيخة لا تعمل على إنهاء أزمة الجامعة، لأنها لا يهمها سوى الولاء لها فقط، لذلك لا تختار سوى أهل الولاء وتُقدّمهم على أهل الكفاءة، لافتاً إلى أن العمداء لا يعبأون سوى برضا المشيخة مهما كلفهم، وهو ما يؤثر بالسلب الشديد على مستوى التعليم وسير العملية التعليمية.. وإلى نص الحوار:
الجامعة فيها 250 أستاذاً ينتمون لتنظيم الإخوان.. وطالبنا من قبل بإبعاد مستشارى شيخ الأزهر المتهمين بـ«الأخونة»
■ كيف ترى عدم تعيين رئيس لجامعة الأزهر منذ عام كامل؟
- خلو منصب رئيس الجامعة عاماً كاملاً يُبرز مشكلة كبيرة وكارثة تعانى منها جامعة الأزهر، اسمها «القائم بالأعمال»، هو كارثة الكوارث فى جامعة الأزهر التى لا يلتفت إليها أحد، فـ«الأزهر» هى الجامعة الوحيدة بمصر، ويمكن بالعالم كله، التى تعانى بشدة من هذا النظام، فأغلب العمداء قائمون بالأعمال، ورئيس الجامعة كذلك، والكثير من الإدارات.
■ وما السبب فى عدم تعيين رئيس للجامعة، وكون أغلب العمداء قائمين بالأعمال؟
- يحدث هذا لسببين، الأول هو البيروقراطية المصرية، فقد تم اتخاذ قرار بأن يكون تعيين العميد بقرار من رئيس الجمهورية، وذلك لمواجهة استيلاء الإخوان على المناصب العليا بالجامعات، لأنهم مهرة بشدة فى كسب أى عملية انتخابية، وذلك بتكتيل أتباعهم وتجميعهم فى لحظة الانتخابات، وتعطيل وتشتيت جهد المنافسين، وحينما تقرّر إجراء انتخابات حول منصب العميد احتل الإخوان عدداً كبيراً من الكليات، وكانت الكوارث التى حدثت بجامعة الأزهر، فجاء القرار الرئاسى بأن يكون المنصب بالتعيين، وذلك عبر تشكيل لجنة من كل كلية لتختار العميد، والسبب الثانى فى انتشار كارثة القائم بالأعمال هو أن الأزهر يشهد أوضاعاً خاصة فى هذا الشأن، وذلك للحساسية الشديدة التى يعانيها القائمون على رأس المشيخة، فهم يختارون أهل الولاء والثقة، وليس الكفاءة، حتى لا يهتم هذا المعيّن سوى بإرضاء من اختاروه، سواء الشيخ أو مَن حوله، لأنه لن يستمر إلا برضاهم، لذلك لا يعبأ عميد أو مسئول إدارى سوى برضا المشيخة، مهما كلفه الأمر، وهو ما يؤثر بالسلب الشديد على مستوى التعليم وسير العملية التعليمية، فهو عميد فى موقف ضعيف بالنسبة إلى الأساتذة، وإلى نفسه، لأنه معرّض للطرد فى أى لحظة، فلا بد من إنهاء نظام القائم بالأعمال هذا فوراً لأنه يُدمّر العملية التعليمية والإدارية.
■ وكيف ينتهى هذا الوضع فى رأيك؟
- باتباع وسائل الجامعات المصرية الأخرى فى الهروب من القرارات البيروقراطية، حيث تقوم كل كلية باختيار أقدم الأساتذة قبل انتهاء مدة العميد بـ6 أشهر، وترسلهم إلى رئاسة الجامعة، التى ترسلهم بدورها إلى الأمن القومى ورئاسة الجمهورية لتأخذ وقتها فى الاختيار والبحث، ثم تُقرّر العميد المقبل قبل انتهاء مدة العميد الحالى.
■ وهل تعمل مشيخة الأزهر على إنهاء الأزمة؟
- أشك أن نفعل ذلك بالأزهر، لأن المشيخة لا تريد شيئاً سوى الولاء فقط، لذلك لا بد من مراجعة إجراءات التعيين للعمادة وإعادتها إلى رئيس الجامعة مرة أخرى، وليس رئيس الجمهورية وأن تنتهى حالة الطوارئ التى نعيشها، خصوصاً بعد التراجع الكبير للإخوان على كل الأصعدة، حتى لا نكون «جينا نقاوم الإخوان فكتفنا أنفسنا».
■ هل تراجع الوجود الإخوانى بالجامعة فعلياً؟
- بالطبع لا، فلا يزال عدد كبير منهم منتشرين بين الأساتذة والطلاب، وحتى القيادات الجامعية، لكن ضعف وجودهم بشكل كبير، وتراجع تأثيرهم، سواء فى الشارع أو الجامعات، لذلك لا بد من إنهاء حالة الطوارئ بالجامعة والجامعات الأخرى حتى لا نسىء إلى العملية التعليمية.
■ هل يوجد إخوان بين قيادات التعليم بالأزهر؟
- لا شك، فقد دفعت الجماعة بآلاف المعيدين إلى الجامعة خلال حكم محمد مرسى، بالمخالفة للقانون، حيث جرى تعيينهم بلا مسابقات، وبأمر مباشر من هشام قنديل، رئيس الوزراء خلال حكم «مرسى»، وقد طالبنا بتنقية الصف أكثر من مرة، سواء بالمشيخة أو الجامعة.
■ ما عدد أساتذة الإخوان بالجامعة تقريباً؟
- عدد «أساتذة الإخوان» فى الجامعة قرابة الـ250 أستاذاً بين أعضاء هيئة التدريس.
■ كيف طالبتم بتنقية الصف بالمشيخة؟
- لقد طالبنا من قبل بإبعاد مستشارى شيخ الأزهر المتهمين بالأخونة، وبعث نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر، 3 رسائل يُعبّر فيها عن رفضه الشديد وجود عناصر محسوبة على الإخوان وتضر بمصلحة الأزهر، داخل المشيخة، وحذّرنا من خطورة بقائهم، لأن الأزهر فى غنى عن خدماتهم، وعليهم أن يغادروا إن كانوا حريصين على الأزهر والإمام.
وأرسلنا خطابات موجّهة إلى كل المتهمين بأنهم إخوان بالمشيخة، طالبناهم بالابتعاد عن العمل فى مشيخة الأزهر والبُعد عن فضيلة الإمام الأكبر، حتى لا يتم التصعيد، وحرصاً على سلامة مشيخة الأزهر.
■ لماذا اهتم الإخوان بالأزهر؟
- اهتمام الإخوان بجامعة الأزهر عمل مرتب ومقصود من قِبَل الجماعة الإرهابية، ويستهدفون جامعة الأزهر عن باقى الجامعات المصرية الأخرى، لأنها تحمل الفكر الإسلامى الوسطى ورمز الوسطية التى يعادونها، ولأن بها طلاب 122 دولة يدرسون بها، ويبلغ عددهم نحو 40 ألف طالب، وهدف الإخوان نقل وبائهم عبر الجامعة إلى 122 دولة فى لحظة واحدة، لذلك فإن الاهتمام بالجامعة اهتمام خاص.