البلاص بـ«120 جنيه».. اللى عايز عسل يستحمل سعره
«حسان» ينتظر زبائن العسل والطحينة
«نفسى أعيش طول حياتى أبيع وآكل عسل وطحينة»، جملة كثيراً ما يُطلقها «حسان» خلال رحلته اليومية لبيع العسل والطحينة فى منطقة «بولاق الدكرور»، فرغم بساطة حاله وتواضع إمكانياته يشعر برضا تام عن مهنته التى تعلمها من شقيقه وأحبّها كثيراً، دون أن يلتفت إلى مكسبها الضئيل.
7 سنوات مرّت على «محمد حسان»، 25 عاماً، وهو يسير فى الشوارع، واضعاً العسل الأسود والطحينة على العربة الكارو، ويجرها ليلاً ونهاراً، وحين يشعر بالتعب والإرهاق، يعتبر نفسه أحد الزبائن، ويأكل العسل والطحينة.
يستوقف «حسان» أحد المارة بالسوق، ويطلب منه أن يزن له كيلو من العسل وآخر من الطحينة، ويفاجأ بغلاء سعريهما، وهنا يبدأ «حسان» سلسلة من التبريرات بصوت متقطع، فهو يعانى من تعثُّر فى الكلام.
«وأنا مالى، أنا كنت باجيب البلاص بـ81 جنيه، بقيت أجيبه بـ120، ولما سألت التاجر، قال لى جاى من فوق كده، لو مش عاجبك السعر اسأل اللى فوق»، حسب «حسان».
أما الطحينة فزاد سعرها أيضاً من 18 إلى 24 جنيهاً، فما كان بيد «حسان» سوى رفع السعر على الزبائن مجبراً، وذلك منذ شهر تقريباً، ويحاول التخفيف عن الزبائن ومداعبتهم، قائلاً: «العسل غلى بس لسه زى العسل». يسكن «محمد حسان» فى منطقة «نجع حمادى»، وهى المنطقة التى يشترى منها العسل، وأحياناً يشتريه من الصعيد، ليبيعه فى منطقة «بولاق الدكرور» كما اعتاد، أما اللف فى الشوارع، فهو أصعب ما فى مهنته: «شغلانة صعبة، بس باحبها أوى علشان أكل عيشى».
يؤكد «حسان» دائماً أن العسل الذى يبيعه أفضل من نظيره الموجود بالمحال التجارية المختلفة، لأنه طبيعى ومصنوع من القصب، وكذلك الطحينة من السمسم، دون إضافة أى مواد حافظة، وعند سؤاله عن أمنياته وخططه للمستقبل، يرد ضاحكاً: «نفسى أبيع العسل لحد ما أموت، ونفسى أتجوز وأنا صغير فى السن».