"البناء والتنمية": المناخ السياسي يمنع"الإخوان" من استنساخ النموذج التركي في مصر
أكدَ هشام النجار المتحدث الرسمي لحزب البناء والتنمية الزراع السياسية للجماعة الإسلامية، أنه لا يمكن للإخوان المسلمين استنساخ النموذج التركي بحذافيره في مصر، لأن هناك اختلافات وتباينات في الظروف والمناخ السياسي ونظراً للاختلاف في سقف الطموحات والأهداف، إنما من الممكن الاستفادة من التجربة في كثير من جوانبها.
وأشارَ النجار، في تصريح لـ"الوطن"، إلى أن هناك ما يجمع بين برنامجي حزب العدالة والتنمية التركي وحزب البناء والتنمية المصري في أنه برنامج خدمي في الأساس يهتم بوضع الحلول العملية لمشاكل الفقراء والإشكالاات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن المحرومين ومن هم تحت خط الفقر لا تشبعهم الأيديولوجيات والصراعات الفكرية والسياسية، إنما هم في حاجة لمن يجد لهم المأوى ويوفر لهم الغذاء والكساء والدواء وضروريات الحياة ويشعرهم بكرامتهم الإنسانية.
وقال النجار "تحدثت في وقت سابق مع رجال أعمال أتراك أكدوا أن مصر غنية بالموارد الطبيعية التي يمكن استغلالها، وتتمتع بالموقع الجغرافي المتميز والمكانة الاستراتيجية الفريدة والفرص السياحية والاستثمارية، والشعب فيهما يتمتع بالنشاط والحيوية والإيجابية والتدين والمعاملة الإنسانية الراقية.
وأكدَ النجار أن مصر إذا قامت باستغلال مواردها المهملة تستطيع تحقيق الإصلاح الاقتصادي بأسرع مما حدث في تركيا، فمصر بدأت نهضتها قبل تركيا وغيرها من الدول التي تقدمت مؤخراً، وما حدث أننا تخلفنا عن الركب نتيجة سنوات الإهمال والفساد الماضية، والواجب علينا استعادة مكانتنا.
وأشار إلى أن مصر أسست بنيتها التحتية في عهد الخديوي إسماعيل بينما لم تحل هذه المشكلة في تركيا إلا في منتصف التسعينات عندما تولى أرودغان منصب عمدة بلدية إسطنبول، وأن مصر كان بها نهضة في صناعة السيارات والطائرات في الستينات لكن طرأ الإهمال بسبب الظروف السياسية وسافرت العقول المصرية إلى الهند وغيرها لتقوم على أكتافهم هذه النهضة التكنولوجية في بلاد أخرى غير مصر.
وتابع المتحدث الرسمي للبناء والتنمية: أن هناك اختلافا بيننا وبين حزب العدالة والتنمية الذي يعيش واقعا علمانيا متوحشا اضطرهم ليتعاملوا من خلاله بذكاء ليستمروا في المشهد السياسي مع الاعتراف بالعلمانية وعدم إظهار الهوية والمرجعية الإسلامية للحزب، أما نحن فنظهر هويتنا ومرجعتينا الإسلامية مع الوضع في الاعتبار مراعاة الأولويات والمقاصد ومواءمات الواقع، ونرى أن أهم ما نسعى إليه تحقيق العدالة الاجتماعية والارتفاع بمستوى المعيشة والاستفادة من تجارب الآخرين في تحقيق الإصلاح الاقتصادي، مؤكداً أن مصر تمتلك الطاقات البشرية والموارد الطبيعية التي تؤهلها لذلك.