عضو «الشورى» السعودى السابق لـ«الوطن»: السعودية ليس لديها ما تخشاه
الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة
وصف عضو مجلس الشورى السعودى السابق الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة قرار الكونجرس الأمريكى برفض فيتو الرئيس باراك أوباما على مشروع قانون يتيح مقاضاة السعوديين فى أحداث «11 سبتمبر» بـ«قرار دعمه بعض المراهقين السياسيين بالكونجرس»، معتبراً أنه يسىء إلى العلاقات الأمريكية - السعودية، وكذلك إلى علاقات «واشنطن» بحلفائها فى المنطقة. وقال الخبير السياسى السعودى، فى حواره لـ«الوطن»، إن «المملكة ليس لديها ما تخشى منه، وإنها ستنتظر دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً فى أى رد لها، إلا إذا صدرت أى إساءة تجاهها».
■ بداية، ما انعكاسات رفض الكونجرس فيتو «أوباما» على العلاقات الأمريكية - السعودية؟
- أعتقد أن رفض الكونجرس الأمريكى «فيتو أوباما» ضد التشريع الذى يسىء إلى علاقات الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، وخاصة إلى حلفائها الأقوياء فى المنطقة، يأتى فى هذا التوقيت ليضيف شيئاً جديداً إلى التوتر والركود الحادث فى العلاقات الأمريكية - السعودية فى الفترة الأخيرة، وخاصة فى ولايتى «أوباما».
«آل زلفة»: قرار الكونجرس يدعمه بعض «مراهقى السياسة».. ويسىء لعلاقة «واشنطن» بحلفائها
■ وما أسباب هذا التوتر؟ وما القضايا التى تجلى فيها ذلك الخلاف؟
- الحقيقة أن الخلافات تلك ظهرت فى أكثر من قضية خلال السنوات الأخيرة، مثلاً موقف الإدارة الأمريكية مؤخراً من إيران واتفاق البرنامج النووى الإيرانى معها، وسماح الإدارة الأمريكية بإطلاق يد إيران فى المنطقة، والدليل أمامنا فى سوريا والعراق واليمن ولبنان، ومحاولة جعل إيران حليفاً بديلاً للولايات المتحدة. وإلى جانب ذلك، فإن العلاقات الأمريكية - السعودية مرَّت بحالة ركود وتوتر، بسبب موقف المملكة الداعم لثورة 30 يونيو فى مصر، ووقوفها مع إرادة الشعب المصرى.
■ فى رأيك، فى هذا المسألة بالذات، هل هناك بالفعل انقسام أو خلاف حقيقى بين الإدارة والكونجرس؟ أم أنه مجرد تبادل أدوار؟
- انقسام أو خلاف أو تبادل أدوار أو أى احتمال آخر، المملكة العربية السعودية بصفة عامة لا تعول كثيراً على الولايات المتحدة ولا على إدارة «أوباما»، بكل حال فإدارة «أوباما» فشلت فى اتخاذ قرارات حاسمة فى القضايا التى تمس منطقة الشرق الأوسط، والتى تمس قضايا الدول العربية.
القرار يفتح الباب للمعاملة بالمثل ومقاضاة الدول للأمريكيين فى قضايا مثبتة
■ لكن هذه المرة الأمر لم يعد مرتبطاً بالشق الخارجى للإدارة الأمريكية، ما تعليقك؟
- بالفعل وهذا هو التطور الجديد، أن الأمر امتد لأن يكون للداخل الأمريكى وللمشرع الأمريكى دور أو مكان فى مسألة غياب القرارات الحاسمة من الإدارة الأمريكية ومواقفها المتخاذلة تجاه قضايا المنطقة وحلفاء «واشنطن» فيها. وأعتقد أن الرئيس الأمريكى حين طالب ممن وصفهم بـ«العقلاء» فى الكونجرس بالتراجع عن هذا التشريع، فهو يخشى من تبعات هذا الأمر على المواطنين والمسئولين الأمريكيين فى الخارج.
■ وما أوجه تلك المخاوف؟
- إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستسمح لمواطنيها برفع قضايا ضد من تصفهم بالتورط فى دعم الإرهاب، فإن دولاً أخرى سيكون لها الحق فى الرد بالمثل، سيكون لها الحق هى الأخرى برفع قضايا ضد الأمريكيين عن جرائم ارتكبوها ومثبتة، وأعتقد أن هذا الأمر أيضاً يثير المخاوف الأمريكية على مصالحها وأمنها القومى، ولذلك أرى أن هذا القرار سانده ودعمه بعض مراهقى الكونجرس الأمريكى الذين اندفعوا وراء هذا القرار بشكل عاطفى، دون تقدير حقيقى لتبعاته على مصالح بلادهم.
■ هل سيكون لهذا التشريع انعكاس على العلاقات الدبلوماسية الأمريكية - السعودية؟
- أعتقد أن المملكة ستنتظر ولن تتعجل فى اتخاذ إجراء دبلوماسى، العلاقات السعودية - الأمريكية هى علاقات استراتيجية عمرها نحو 7 عقود، ومرت بكثير من المحطات والمواقف، يكون هناك توتر فى بعض الأوقات ولكن يتم تجاوز الأمر. لا أتصور أنه لا يوجد حكماء وعقلاء لدرجة أن يصل الأمر إلى توتر دبلوماسى وسياسى بين البلدين.