«الدكتور أحمد» خنق ابنه الرضيع ورمى جثته وقال للشرطة خطفونا: «أنا الطبيب اللى قتل ابنه عشان شوية طوب»
الاب القاتل
«أنا الطبيب اللى قتل ابنه الرضيع عشان شقة، أنا مش مصدق أنى أنا اللى كنت بعالج ناس كتير ماعرفهمش ومفيش بينى وبينهم أى صلة، ممكن أقتل ابنى الرضيع عشان شوية طوب، ربنا يسامحنى».. هكذا تحدث الطبيب قاتل نجله بالإسكندرية.
النيابة حبسته 4 أيام ووجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد
ربما لم تتوقع «إيمان» خريجة كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، وهى توافق على زواجها بالطبيب البشرى «أحمد» أن يتحول زوجها الطبيب لشخص آخر أبعد ما يكون عن الإنسانية، لتدب الخلافات الزوجية بينهما مبكراً، وتطالب بالطلاق وحقها فى شقة الزوجية بصفتها الأم الحاضنة لرضيعهما «ياسين» البالغ من العمر 4 أشهر، وتكون النتيجة أن يتخلص زوجها الطبيب من نجلهما الرضيع كى لا تصبح الأم حاضنة وكى يحافظ الطبيب على شقته على جثة طفله.
فى قصة صراع الطبيب «أحمد» وزوجته «إيمان» على الشقة، دفع «ياسين» نجلهما الرضيع الثمن.. مات الابن، وسجن الأب، ولم تعد الأم حاضنة، وبقيت الشقة.
«الوطن» رصدت تفاصيل جريمة تجرد طبيب بشرى من مشاعره الإنسانية بالإسكندرية، وإقدامه على قتل نجله البالغ من العمر 4 أشهر، وادعاء اختطافه، خشية أن يكون نجله المقتول سبباً فى حصول زوجته على مسكن الزوجية.
يقول العميد شريف عبدالحميد، مدير مباحث الإسكندرية، لـ«الوطن»: بداية الواقعة كانت حين تلقى قسم شرطة ثان المنتزه بلاغاً من «أحمد. ع»30 سنة، طبيب بشرى، مقيم بمساكن طوسون، بدائرة القسم، يفيد بأنه أثناء سيره بالقرب من مسكنه وبصحبته نجله الطفل «ياسين» البالغ من العمر 4 أشهر، اعترضه شخصان مجهولان، قاما باستيقافه والتعدى عليه بسلاح أبيض «كتر» كان بحوزة أحدهما وإحداث إصابته بجروح قطعية بالرأس والساعد الأيسر، ثم قاما بخطف نجله من يده، وفرا به هاربين.
أمر اللواء عادل تونسى، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وصولاً إلى ظروف وملابسات الواقعة، حيث تم وضع خطة بحث بالتنسيق مع فرع الأمن العام بالإسكندرية.
وقال مدير مباحث الإسكندرية إنه تم وضع خطة تضمنت إعادة مناقشة الطبيب والد الطفل للتأكد من ظروف وملابسات الحادث فى محاولة لتحديد أوصاف الجناة، وإجراء التحريات حول الطبيب وحصر علاقاته وخلافاته، وحصر وفحص أهليته والتحرى عنهم وحصر علاقاتهم وخلافاتهم لبيان صلة أى منهم بالحادث، وفحص منطقة الحادث بإرشاد المجنى عليه بحثاً عن شهود، وفحص خط سير هروب الجناة والاستعانة بالكاميرات الموجودة به فى محاولة لتحديد أوصافهم.
وأوضح مدير المباحث أن التحريات كشفت عدم صحة الرواية التى زعمها الطبيب نظراً لتناقض أقواله بعد تطوير المناقشة، خاصة بعد عثور رجال الأدلة الجنائية على آثار دماء بإحدى الحدائق بالقرب من مكان الحادث بمنطقة طوسون.
وتابع: «ومع تكثيف المناقشات اعترف الطبيب بجريمته وقيامه بالتخلص من نجله وقتله وإصابته».
وقال المتهم «أنا عملت كده عشان كان فيه مشاكل وخلافات بينى وبين مراتى، وكانت بتهددنى أنها حتطلق وتاخد الشقة لأنها حاضنة لـ(ياسين)، فحسيت أنه خطر عليا».
وتبين من التحريات صحة الرواية الثانية للطبيب، إذ تبين وجود خلافات بينه وبين زوجته.
وقالت زوجته «ا. خ» 24 سنة، حاصلة على بكالوريوس تجارة، فى التحقيقات «كان فى مشاكل بينى وبين (أحمد) وكنت عايزة أتطلق منه وكان بينا مشاكل كتير بس ماكنتش متخيلة أنه يوصل للمرحلة دى، وأنه بإيده يقتل (ياسين) ابنه، أنا حاسه أنى كنت عايشة طول الأيام اللى فاتت دى مع إنسان مش طبيعى، ولحد دلوقتى مش قادرة أستوعب الصدمة اللى أنا فيها، بعد موت ابنى على إيد أبوه، أنا مقهورة على ابنى كان ذنبه إيه فى كل ده، وحشنى أوى».
بينما قال المتهم «عشت فترة مشاكل طويلة بينى وبين مراتى، وكانت بتهددنى بالطلاق والحصول على الشقة لأنها حاضنة، وده خلانى أفكر بطريقة غريبة». وتبين من التحقيقات الأولية للواقعة التى تجريها نيابة المنتزه، أن المتهم عقد العزم وبيّت النية على التخلص من نجله وقتله حتى لا تصبح زوجته حاضنة ولا تتمكن من الحصول على حكم بتمكينها من مسكن الزوجية، بأن أعد لذلك شريطاً لاصقاً وكمية من الأكياس البلاستيك وكتر معدنى «الذى تم العثور عليه»، وقام بإخفائها وأقنع زوجته باصطحاب نجله لشراء بعض المستلزمات من الصيدلية المجاورة لمسكنه، وعند عودته قام بلف الشريط اللاصق على وجه ورأس نجله لخنقه، ثم وضعه داخل كيس بلاستيك أسود اللون، وقام بإلقائه بإحدى الحدائق بالقرب من منطقة سكنه، وعقب ذلك أحدث إصابته بنفسه باستخدام الكتر للتمويه.
وقال الطبيب «لفيت الشريط اللاصق على وش (ياسين) عشان مايعرفش يتنفس، وهو طفل عمره 4 شهور ماستحملش، وبعد كده حطيته فى الكيس الأسود، ورميته فى الحديقة، ورجعت جرحت نفسى بالكتر، عشان أثبت أنه حصل عليا اعتداء وتم اختطاف ابنى من قبل مجهولين، زى ما قلت فى المحضر أول مرة قبل ما أعترف بالحقيقة».