«صالح» قرر يغنى فى الشارع لـ«نشر مناخ التفاؤل».. قالوا له: «هنعمل لك محضر»
«صالح» مع جيتاره
بصوت يملؤه الأمل المختلط ببعض الإحباط تحدث صالح عمرو، طالب السياحة والفنادق، ذو العشرين عاماً، عن تجربته لنشر السعادة بين الناس من خلال موهبته فى الغناء وعزف الجيتار «الهدف الأساسى من فكرتى نشر السعادة لأن مفيش حاجة تفرح الناس، والناس مش عارفين يعيشوا وسط غلاء الأسعار والضغوط اللى حواليهم وفى نفس الوقت كنت عاوز موهبتى تتسمع واللى يشوفنى يتبسط»، هكذا تحدث صالح عن تجربته لنشر السعادة من خلال الغناء وعزف الجيتار للناس فى الشارع، قائلاً ««قلت ليه ماعملش زى الدول الأجنبية اللى فيها فرق وشباب بيغنوا فى الشارع وبدأت أول مرة من سنة فى ميدان الكوربة بمصر الجديدة»، وعاد صالح بذاكرته ليسترجع بداياته مع الفن: «كنت بغنى من وأنا صغير بس كنت خجول جداً لدرجة إن ناس كتير قريبين منى ماكانوش يعرفوا لحد لما قررت فى 3 إعدادى أغنى فى المدرسة مع أصحابى وأعلن عن موهبتى ولقيتهم شجعونى بس ماكانوش مشجعين حبى لغناء أغانى أجنبية وعشان كده بقيت أغنى جنب الأجنبى أندرجراوند لأنه عربى لكن الموسيقى بتاعته أقرب للأجنبى وبيتكلم عن مشاكلنا»، ووسط الظروف التى يعيشها صالح كان عليه أن يوفر الوقت لموهبته بجانب دراسته وعمله، حيث إنه أكد أنه عمل بمجالات مختلفة منذ الصغر ليوفر احتياجاته: «اشتغلت فى حاجات كتير من وأنا صغير زى بياع فى محل ومساعد صيدلى وفى ورش وكنت بشتغل فى الإجازة والدراسة كمان وآخد إجازة قبل الامتحانات بس لحد لما دخلت مجال المطاعم وبدأت بغسيل الصحون لحد ما اتعلمت وبقيت مساعد شيف، وإلى جانب عملى ودراستى كان علىَّ توفير الوقت لموهبتى والتدرب على الغناء وعزف الجيتار، أنا علمت نفسى العزف على الجيتار لأن الإمكانيات ما تسمحش إنى آخد كورس، والتربية الموسيقية فى المدرسة ماهتمتش، فاشتريت الجيتار وفضل عندى سنة مش عارف أستخدمه لحد ما اتعلمت من فيديوهات على السوشيال ميديا».
واستطرد صالح فى حديثه أنه قام بتجربته لإسعاد الناس فى أكثر من مكان، من بينها الهرم والغردقة، وكان آخرها أمام الجامعة الأمريكية فى التحرير: «كنت بلاقى سعادتى فى اليوم لما الناس يتجمعوا حواليَّا ويشجعونى وأشوف ابتسامة فى عينيهم، ولكن بالرغم من ذلك فإنى طُوردت من قبل الشرطة فى كل الأماكن التى وقفت بها وكان آخرها طردهم لى من أمام الجامعة الأمريكية، كنت واقف عند الجامعة الأمريكية عادى زى كل مرة بغنى وناس متجمعة حواليَّا وفجأة لقيت الظابط جه وقالى لم حاجتك وامشى من هنا، وده قرار من الجامعة الأمريكية، ولما قلت له أنا بقف هنا من سنة، قال لى لو كترت فى الكلام هعمل لك محضر ويالا من هنا يا متسول يا شحات». واستكمل صالح بنبرة حزينة: «شعرت بإحباط شديد بعد طردى من أمام الجامعة الأمريكية لأنى مش مجرم، كان نفسى أرسم ضحكة بس معرفتش ودلوقتى حلمى أسافر بره مصر».