التحرير يقدم واجب العزاء فى "تشافيز"
لقِّب بالناصرى الأول فى العالم، أحب الفقراء فأحبه شعبه، اختلف معه خصومه لكنهم احترموه، هو رئيس دولة فنزويلا الراحل، هوجو تشافيز، الذى تشبه جنازته جنازة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولأن الشعب المصرى أيضاً يعتبره من زعماء العالم، احتفى به الثوار فى ميدان التحرير، حيث رفعوا لافتة كبيرة فى الميدان، عليها صورة «تشافيز» وهو يرفع يده بالتحية، وكتب تحتها: «وداعاً مناصر الفقراء وداعم القضايا العربية ومعادى الرأسمالية المتوحشة».
«لقد أصبحنا نقوم بواجبات الدولة المصرية الدبلوماسية والسياسية التى نسيتها»، كلمات محمد عبدالحميد، أحد أعضاء الحزب العربى الناصرى، الذى قرر تعليق هذه اللافتة بالاشتراك مع رفاقه من الثوار، كنوع من الوفاء لآخر زعيم اشتراكى فى تاريخ العالم خدم بلاده على أكمل وجه، بالإضافة إلى تقديم ميدان التحرير واجب العزاء الذى أغفلته الدولة المصرية باعتباره يمثل الوجهة الشرعية للثوار الحقيقيين فى مصر.
اللافتة رفعها محمد بعد أن قرأ كثيراً عن تاريخ «هوجو تشافيز» وأعجب كثيراً بإنجازاته، فعلى الرغم من ولادته معدماً بإحدى القرى الفقيرة فإنه كان وفيّاً للفقراء منذ تسلّمه السلطة حتى آخر يوم فى مماته، بابتسامة ساخرة قال: «لما سمعت عن إنجازه بأنه قلل نسبة الفقراء فى فنزويلا من 75% إلى 25%، ظللت أضحك كثيراً؛ لأننا كمصريين لم نعد نطلب من رئيسنا شيئاً سوى أن تبقى نسبة الفقراء كما هى فى مصر وألا تصل إلى 200%».
ذهب محمد وزملاؤه إلى سفارة فنزويلا فى مصر لتقديم واجب العزاء، ولعدم وجود أى وفد مصرى فى العزاء شعر بخزى شديد، وأصرَّ على تعليق اللافتة معلقاً: «يبدو أن كُره الإخوان لعبدالناصر امتد لكل ما كان له صلة به لدرجة عمتهم عن القيام بواجبهم الرسمى!».