بعد 10 سنوات على تأسيسه.. "ويكليكس" في وجه الانتقادات
صورة أرشيفية
مع اقتراب مرور 10 سنوات على تأسيسه، بات موقع "ويكيليكس" رائدا لظاهرة "مطلقي الإنذار"، الذين يسربون وثائق للفت الانتباه إلى ممارسات حكومية، وقد عمم نمط المنصات التي تنشر معلومات سرية على الإنترنت في العالم.
غير أن الموقع المشلول بفعل الصعوبات القضائية التي تواجهها مؤسسة "جوليان أسانج"، يعاني بشكل متزايد من تراجع صورته بفعل الاتهامات الموجهة إليه، بأنه دمية بأيدي حكومات وأحزاب سياسية، وبأنه يفتقر إلى القدرة على التمييز في تسريبه الوثائق والمعلومات.
ويتمم جوليان أسانج الثلاثاء السنة العاشرة لتسجيله اسم "ويكيليكس. أورج" على الإنترنت في 4 أكتوبر 2006.
ومن المقرر بهذه المناسبة أن يطل على شرفة سفارة الإكوادور التي لجأ إليها في العاصمة البريطانية، ويشارك في مؤتمر صحفي عبر الفيديو يعاد بثه في برلين، حيث سيتجمع عدد من مناصريه.
ونشرت منظمة "ويكيليكس" غير الحكومية التي تستمد اسمها من "ويكي"، شعار الانفتاح والإدارة الذاتية لمستخدمي موقع "ويكيبيديا"، و"ليكس" أي تسريب بالإنجليزية، أكثر من 10 ملايين وثيقة سرية مسربة خلال عقد.
- "كايبلجيت" -
وأثارت تسريبات ويكيليكس مخاوف بلدان كثيرة، بدءا بالولايات المتحدة. ومن إنجازات الموقع أنه ألقى الضوء على الممارسات في معتقل "جوانتانامو"، وكشف معلومات عن العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان. غير أن أبرز نجاحاته تبقى إثارة فضيحة "كايبلجيت" عام 2010 بنشره عشرات آلاف البرقيات الدبلوماسية السرية للبعثات الأمريكية في الخارج، سربها له محلل في الجيش الأمريكي.
وألهم مثال "ويكيليكس" في السنوات الأخيرة، المستشار السابق لأجهزة الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن، الذي كشف للصحافة عن مدى برامج المراقبة التي تمارسها وكالة الأمن القومي الأمريكية على الاتصالات، بما في ذلك أنشطة التنصت على مكالمات قادة دول حليفة.
وتحت تأثير "ويكيليكس" أيضا، تم مؤخرا كشف فضيحتي "لوكسمبورج ليكس" و"بنما ليكس" بشأن الجنات الضريبية، بفضل عمل الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، فيما نشرت منظمة جرينبيس الوثائق السرية للمفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
- هل ويكيليكس أداة يتم التلاعب بها؟ -
لكن مع انتشار نموذجه، خسر موقع "ويكيليكس" ما بقي لفترة ميزة حصرية له. هكذا فضل إدوارد سنودن اللاجئ حاليا في روسيا، التوجه مباشرة إلى صحف. كما أن عددا من المقربين سابقا من أسانج ابتعدوا عنه في السنوات الأخيرة.
ومن بينهم خبير المعلوماتية الألماني دانيال دومشايت-برج، الذي كان متحدثا باسم "ويكيليكس" قبل أن يغادر الموقع في نهاية 2010، متهما مرشده السابق الأسترالي بأنه "مهووس بالسلطة".
وقال لوكالة "فرانس برس": "ساهمنا في إحداث تغيير ثقافي من خلال تطبيع وظيفة مطلق الإنذار". لكنه رأى أن موقع "ويكيليكس" يدفع حاليا ثمن رفضه الفرز بين الوثائق وإصراره على نشرها كلها بدون تمييز.
وتابع أن إدوارد سنودن يحمل قيما قوية جدا، وهو لم يتوجه إلى "ويكيليكس"، وكذلك الذين سربوا وثائق لوكسمبورج ليكس، وأعتقد بالتالي أن الذين يتصلون اليوم بويكيليكس يفعلون ذلك لأنهم يعتبرونه أداة يمكن التلاعب بها.
وأعرب إدوارد سنودن عن انتقادات مماثلة في يوليو، حين كشف "ويكيليكس" آلاف الرسائل الإلكترونية لمسؤولين في الحزب الديمقراطي الأمريكي، من ضمنها البيانات الشخصية الخاصة للعديد من منتسبي الحزب، في خضم حملة الانتخابات الرئاسية.
وبات جوليان أسانج متهما بخدمة مصالح روسيا، بل أكثر من ذلك، بتسريب وثائق تمدها به موسكو، أو بخدمة مصالح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب.
ورد أسانج في صحيفة "در شبيجل"، قائلا: "لن نبدأ بممارسة الرقابة الذاتية لمجرد أن هناك انتخابات في الولايات المتحدة"، مؤكدا أنه سبق ونشر في الماضي وثائق تتضمن انتقادات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحذر من أن "الهجمات تزيدنا قوة".