دورات سلفية فى العقيدة والتوحيد: أسبوع وتبقى داعية على «الواتس آب»
إعلان دورة العقيدة والتوحيد الذى يروجه السلفيون
حان الآن موعد التغيير، على الأقل لمئات من أصحاب اللحى، الذين حملوا وصف «سُنيين وملتحين» لسنوات دون تصنيف سياسى، قبل أن يصمهم لقب «سلفيين» بصبغة سياسية رغبها البعض وهجرها الآخر، خاصة بعد انهيار دولة الإخوان، هنا وجب على السلفيين تغيير الطريق والطريقة، وما أنجزوه عن طريق المسجد منذ أكثر من 3 عقود، صار غير متاح لهم الآن، ليس لانتشار التكنولوجيا فحسب، ولا لهجر المساجد فحسب، لكن لإغلاق أبواب ومنابر المساجد فى وجوه شيوخ السلفيين.
من المساجد إلى شرائط الكاسيت وبرامج الفضائيات ثم «السوشيال ميديا»
لم تضطلع المساجد وحدها بنشر فكر السلفيين، خاصة التى تحمل أسماء شيوخهم، تغير الوضع بعض الشىء فى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وظهر على السطح «شرائط الكاسيت» ودروس المشايخ والتى أفرزت شركات دعاية وتوزيع لدعاة السلف، ليتطور الأسلوب ويتحول الشريط إلى برنامج، والبرنامج إلى قناة فضائية، قبل أن تتحرك الدولة وتجرّم صعود المنابر لغير المتخصصين، وتغلق القنوات الدينية غير المرخصة، ليعود السلفيون إلى نقطة الصفر، ورحلة البحث عن منبر أو وسيلة للتواصل، إلى أن جاءتهم عن طريق الهاتف المحمول.
«فرصة عظيمة وقيّمة جداً لكل مسلم ومسلمة، الدورة المكثفة الأولى فى العقيدة والتوحيد عبر الواتس آب، لتعلم علوم الدين وأنت فى بيتك مجاناً»، دعاية تولاها الشاب السلفى «إسلام الشربينى»، ناشراً بوسترات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، تعلن عن دورات لشيخين سلفيين، هما «خالد الجهنى» و«وحيد بالى»، داعياً الشباب للانضمام إليها، مقابل الحصول على «إجازة» من الشيخين.
الأمر يشبه كورسات «اللغات» و«الكمبيوتر»، إذ يستطيع المشترك أن يصبح داعية بعد 10 أيام من اجتياز الدورة والاختبار فى نهايتها، يحصل المشترك بعدها على «شهادة معتمدة»، تفيد قدرته على نشر محتوى الدورة من دروس وخطب، بحسب تأكيد «إسلام».
الإعلان جذب البعض، وصدم الآخر، فلا معايير أو اشتراطات للمشتركين فى الدورة، ما يعنى بالنسبة لمحمد غزال، مدير الموارد البشرية فى إحدى الشركات تحايلاً عن طريق الدين.
المفارقة التى رصدها سامح عيد، الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، هى أن السلفيين يروجون لأفكارهم ومناهجهم القديمة، لكن باستغلال وسائل التكنولوجيا العصرية.