مصر والسودان.. «توأم النيل» يجتمعان فى الاتحادية
مصر والسودان.. «توأم النيل»
لعقود طويلة، ظلت مصر والسودان دولة واحدة ذات مصير واحد، ورغم الانفصال عام 1956 فإن مصير الدولتين ظل مرتبطاً بشكل وثيق، فمن وجهة نظر العلاقات الثنائية وعلاقات «دول الجوار»، يرى المحللون والخبراء أن «السودان توأم مصر»، فالعلاقات التاريخية التى تربط البلدين ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، إضافة إلى نهر النيل الذى عزز ثقافة الترابط والأخوة بين البلدين، ورغم مرور تلك العلاقات بفترات من التوتر وبعض المحطات السلبية، فإن العلاقة الوثيقة والترابط بين الشعبين دائماً ما كان ينتصر فى النهاية على أى محطات سلبية قد تمر بها تلك العلاقات. اليوم، يزور الرئيس السودانى عمر البشير مصر لحضور اجتماعات اللجنة العليا المشتركة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى الاجتماعات التى ستشهد توقيع اتفاقيات عديدة للتعاون المشترك بين الجانبين المصرى والسودانى، لتتوج تلك الزيارة جهود الرئيس «السيسى» فى تنشيط العلاقات مع دول القارة الأفريقية وتعزيز الروابط التاريخية والعلاقات الاستراتيجية بين «القاهرة والخرطوم»، خصوصاً بعد أن اجتمع الزعيمان معاً فى أكثر من 16 لقاءً على مدار العامين الماضيين، وهو ما يشير إلى خصوصية العلاقات بين مصر والسودان على مستوى القيادة السياسية، إضافة إلى المستوى الشعبى الذى يتمثل فى العلاقات الأخوية بين المواطنين فى الدولتين، خصوصاً فى ظل وجود عدد كبير من أبناء الجالية السودانية فى مصر، ووجود استثمارات مصرية فى مجالات عديدة فى السودان، إلى جانب التعاون الوثيق بين الحكومتين لتعزيز طرق التجارة بين البلدين وافتتاح المعابر على الحدود لتسهيل عمليات النقل والحركة التجارية.
«القاهرة والخرطوم».. علاقات تاريخية تتجاوز شائعات الخلاف
تأتى زيارة «البشير» وانعقاد اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسى للمرة الأولى، لتثبت كذب الشائعات التى يتناولها البعض عن سوء العلاقات بين البلدين، خصوصاً بعد أن كانت اللجنة العليا المشتركة تنعقد على مستوى رئيسى الوزراء فقط خلال الأعوام الماضية، ما يثبت حرص البلدين على تطوير وترسيخ المصالح المشتركة بين شعبى وادى النيل.