كهربائى: «الراحة» مدتها ساعة للغدا وبنشتغل 12 ساعة
أماكن تفتيش الحقائب داخل المطار
أمام مبنى صالة الوصول يقف عدد من العمال، منهم ميشيل كرمان، شاب فى أواخر الثلاثين من العمر، يتكلم بأنفاس متقطعة، يحكى عن قدومه من نجع حمادى بقنا للعمل فى هذا المشروع الضخم، هو أخ لشقيقة واحدة و3 أشقاء ذكور، يقول إن جميع أفراد الأسرة يعملون للإنفاق على أنفسهم، «الحياة فى الصعيد صعبة، خاصة فى القرى الفقيرة، فأى شغل هنا بنيجى على طول ونشتغل مهما كان الشغل متعب». يقول ميشيل «أعمال الكهرباء فى هذا المشروع كانت كثيرة جداً، حيث تم عمل شبكة إنارة للطرق حوالى 345 عمود إنارة، بجانب إنشاء عدد من محطات الكهرباء، لتغذية المبانى الخدمية كلها، وهو ما تطلب كثيراً من العمل والجهد». يبتسم ميشيل عندما يتحدث عن حلمه فى الزواج وتكوين أسرة، وهو السبب الذى يدفعه للعمل فى وردية تستمر لأكثر من 12 ساعة يومياً، أما عن طبيعة يومه فيقول، «بنفطر الصبح قبل ما بنيجى الشغل، وبناخد استراحة ساعة واحدة فى اليوم للغدا، وبعدين بنكمل شغل لحد بالليل».
شبكة إنارة للطرق داخل المطار بحوالى 345 عمود إنارة.. و«يونس»: العمال تحملوا ظروف المناخ للانتهاء من المشروع فى موعده
بينما يقف بجواره رجل تجاوز الخمسين من عمره، خط البياض شعره، ترك أسرته فى محافظة المنيا، وقدم إلى القاهرة للعمل، يقول أحمد كمال، «بقالى سنة واحدة فى شركة أوراسكوم ومش معين فى الشركة لحد دلوقتى، شقيت طول عمرى، وكنت متخيل إنى هرتاح لما أكبر»، هذا ما يقوله كمال، وهو واقف بظهر منحنٍ قليلاً للأمام، مضيفاً، أنه عمل لسنوات طويلة فى مهن صعبة، وكان يتمنى توفير أى مبلغ مالى لإقامة مشروع خاص به، ولكن التزاماته المادية تجاه أسرته حرمته من تحقيق هذا الحلم، قائلاً، «أنا أبو لـ7 بنات، عندى 7 بنات، عايز أجيبلهم أكل وأجهزهم وأجوزهم، باشقى علشانهم»، يقول كمال إنه يعمل طوال حياته مع شركات مقاولات، ولكن لم يتم تثبيته فى أى من تلك الشركات كعمالة ثابتة، وقام بمجهود كبير فى أعمال الطرق، وشعر بالسعادة عند مشاركته فى هذا المشروع الضخم، الذى كان يتوسع كل يوم حتى تم الانتهاء منه خلال عام واحد.
بينما يقاطعه محمد يونس أثناء الحديث، رجل فى أواخر الخمسين من عمره، يتحدث بطريقة لبقة، قائلاً، «أنا اشتغلت طول عمرى سواق رصف وتسوية، لحد ما اترقيت وبقيت مدرب السواقين»، يقول يونس إنه عمل فى شركة أوراسكوم على مدار أكثر من 16 سنة، حيث كان سائقاً لمعدات ثقيلة، وبعد كل تلك السنوات تمت ترقيته، ليصبح مدرباً للسائقين فى الشركة، حيث يشرف عليهم، ويدربهم على كيفية تمهيد الأرض، وفى أى درجة حرارة يتم فرد الأسفلت على الطريق وتسويته.
يقول يونس إنه من محافظة الأقصر، ولديه 3 أولاد ذكور، و3 فتيات، ومهما كانت ظروف العمل صعبة فهو يشعر بالامتنان لقدرته على الإنفاق على أسرته، مضيفاً، «العمال حتى لو كانوا ناس بسيطة، فهم مدركين للإنجاز اللى قاموا به، وإننا الحمد لله أتمينا شغلنا على أكمل وجه، شىء يشرف، المكان ده كان مختلف تماماً من سنة واحدة». «شاركت فى تشييد مطارات كتيرة جداً منها مطار الغردقة وغيره»، هذا ما يؤكده يونس بأن العمل فى مشروع ضخم ورؤية محصلة ذلك العمل على أرض الواقع يشعر جميع العمال بالفخر، ويعتبر المردود معنوياً، بجانب الأجر المادى الذى يتقاضاه العامل.
يضيف يونس قائلاً «الـ12 شهر مروا طوال على المنفذين للمشروع، لأن وردية العمل كانت طويلة تمتد لأكثر من 12 ساعة، وبعض تلك الورديات كانت فى الشتاء، حيث الجو شديد البرودة، ومعظمها تم إنجازه فى الصيف حيث الجو شديد الحرارة، وفى كل الأحوال كان العمال يتحملون ظروف المناخ، وطبيعة المكان الصعبة، ويقومون بدورهم، ويسلمون العمل فى موعده».