دار "الوثائق" تصدر "مصر من قلب المعركة " لـ "النبوي"
عبد الواحد النبوي
صدر حديثًا كتاب "مصر في قلب المعركة.. أوراق لم تنشر من قبل" للدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة السابق، عن دار الكتب والوثائق، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ 43 لنصر أكتوبر.
وقال "النبوي" في مقدمة الكتاب: "مازالت أوراق حرب أكتوبر بدار الوثائق القومية المصرية، تقدم معلومات مهمة عن مصر خلال الفترة من يونيو 1967 وحتى توقيع معاهدة السلام 1979".
وأضاف: "هذا المجلد الجديد تأتي الوثائق المصرية التي لم تنشر من قبل لتساهم في رسم صورة حقيقية للاستعداد للمعركة ومصر أثناء المعركة وما بعد المعركة، وذلك حتى تكون الصورة كاملة للقارئ ليدرك كيف حققت مصر نصرا أذهل العالم وخبراء العسكرية العالمية، فكانت أقصي التحليلات العسكرية تفاؤلاً بعد هزيمة يونيو 1967 أن مصر ستكتفي بالهزيمة، أو تستعد لتلقي هزيمة أخرى تحتل بها إسرائيل الضفة الغربية لقناة السويس
وتابع: "إلا أن الوثائق التي تنشرها دار الوثائق القومية احتفالا بالنصر تثبت عكس ذلك فمن اليوم الأول انهالت التبرعات علي القوات المسلحة لتعويض خسائرها كما تقدم الآلآف للتطوع في صفوف الجيش المصري للمشاركة في حرب الكرامة".
يضم الكتاب وثائق قيام البنك المركزي بفتح حساب لتلقي التبرعات لمواجهة العدوان كما تم توحيد جميع حسابات التبرعات للقوات المسلحة في هذا الحساب، واللافت للنظر أن تبرعات المصريين والعاملين بالجهات الحكومية كانت قد بدأت تنهال علي القوات المسلحة منذ منتصف مايو 1967 عندما أغلقت مصر خليج العقبة وطلبت سحب قوات الأمم المتحدة من سيناء.
وحملت الوثائق الكثير من المعلومات التي رسمت صورة تقريبية للوضع الداخلي في مصر أثناء الاستعداد للمعركة مثل قيام القوات المسلحة بإعادة كثير من الطيارين إلي صفوف القوات المسلحة بعد أن كانوا قد تقاعدوا من الخدمة، كما تم التعاقد مع بعض الطيارين الهنود لتدريب الدفعات الجديد من الطيارين المصريين وقامت القوات المسلحة بإعادة بعض الضباط الأطباء الذين عملوا بالقطاع المدني إلي الخدمة للحاجة إليهم.
وبدا أن القوات المسلحة بدأت تستعيد عافيتها لذا وافق مجلس الوزراء في 19 يناير 1972 علي اقتراح الفريق محمد أحمد صادق نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية في ذلك الوقت علي قيام القوات المسلحة بتنظيم زيارات لأفراد الشعب المصري إلي جبهة القتال وبخاصة من الطلبة والطالبات.
وتكشف الأوراق التي تنشرها دار الوثائق القومية عن استعدادات جميع مرافق الدولة للمعركة،فقد وجه وزير الصحة محمود محمد محفوظ في يناير 1973 استعدادا للمعركة خطابات لكل الوزراء، يؤكد علي أهمية أن يقوم كل العاملين بالوزارات بتحديد فصائل دمائهم في بنوك الدم القريبة من أماكن عملهم، لاستخدامها في الطوارئ وقت المعركة، وكانت كل وزارة تنسق مع وزارة الصحة من خلال موظف بكل وزارة يعمل كضابط اتصال مع وزارة الصحة للتنسيق معها في هذا الأمر.
كما بتم تشكيل لجنة تعويضات الحرب من وزارات ومحافظات أصابتها الأضرار ولذلك لحصر الأضرار وفق ضوابط محددة وواضحة وعرضها علي مجلس الوزراء لإقرار التعويضات،
وفي نفس عام النصر وقبل نشوب المعركة كانت الدولة حريصة علي تضميد جراح المهجرين من مدن القناة واستثنت الدولة أبناءهم من انتظار الدور للتعيين فكانت تقوم بتعيينهم بمجرد تخرجهم، ولذا طلبت وزيرة الشئون الاجتماعية الدكتورة عائشة راتب موافقة لجنة الخدمات بمجلس الوزراء بتعيين أبناء المهجرين الحاصلين علي المؤهلات العليا والمتوسطة والذين تخرجوا في 1973.