القمص «عبدالمسيح»: نقدم «خدمة فنية» ولا نفرض وصاية أو قيوداً
القمص «عبدالمسيح»
رفض القمص مرقس عبدالمسيح، سكرتير لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ممارسة الكنيسة أى وصايا على الأعمال الفنية القبطية، مشيراً إلى أن الكنيسة تقدم خدمة بتنقية المادة العلمية المقدمة فى الأعمال الفنية لتقديم معلومات صحيحة للمشاهدين، ولا تفرض أى قيود على العمل الفنى. وأكد القمص، فى حوار لـ«الوطن»، وجود علاقة بين جهاز الرقابة على المصنفات الفنية التابع لوزارة الثقافة واللجنة الكنسية، وأنه لا تُعطى تصاريح التصوير والعرض إلا بموافقة الجهتين، مشيراً إلى تراجع الإنتاج الفنى القبطى بسبب سرقة الأعمال وعرضها على الإنترنت.. وإلى نص الحوار.
سكرتير «المصنفات» بالكنيسة: غير مسموح بأعمال تتناول المسيحيين إلا بموافقتنا
■ متى ظهرت السينما القبطية داخل الكنائس والأديرة؟
- ظهر أول فيلم قبطى عن «الأنبا أبرآم» أسقف الفيوم والجيزة الراحل، وذلك عن طريق كنيسة مارجرجس هليوبوليس منذ 20 عاماً، وتوالى بعد ذلك إخراج الأفلام الكنسية، وسبق ظهور الأفلام القبطية ظهور لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة، التى تولى مسئوليتها فى بداية تشكيلها الأنبا هدرا، مطران أسوان وتوابعها، والتى كانت تراجع «التراتيل المسيحية» من موسيقى وألحان وكلمات، ثم انضمت إليها الأفلام بعد ذلك، ولأن المسافة بين القاهرة وأسوان كانت طويلة فكان الأمر يسبب مشقة للأنبا هدرا، وحينما تمت سيامة الأنبا مارتيروس أسقفاً بيد البابا الراحل شنودة الثالث تولى مسئولية تلك اللجنة عام 2003.
■ وما مهمة لجنة المصنفات الفنية الكنسية؟
- مهمتها مراجعة السيناريو المكتوب على الورق وتصحيحه علمياً ومراجعته فنياً قبل تصويره، و«غربلة» النص من أى أخطاء علمية أو فنية ومعالجتها، ثم نمنح موافقة بالتصوير، وبعد ذلك نحدد موعداً للمشاهدة بعد انتهاء التصوير، لملاحظة هل توجد أخطاء بالتصوير من عدمه من «ملابس، ومشاهد، وديكورات»، والتزامهم بالنص، حيث نعتبر الفيلم وثيقة علمية حيث إن الناس لا تقرأ الكتب ولكنها تشاهد الأفلام، وإذا لم تكن المعلومات الموجودة فى الفيلم صحيحة وسليمة ستترسخ فى ذهنهم المعلومات الخاطئة.
كما توجد باللجنة مجموعة خاصة بمراجعة «التراتيل المسيحية»، وإن كانت «التراتيل» تراجعت ولا تعبر عن الكنيسة، حيث لا تُقدم للجنة وأصبحت هناك مافيا لمن يريد أن يقدم ترتيلة يعملها خارج أسوار الكنائس والأديرة، وذلك على وزن ما يحدث فى الفن الغنائى المصرى حالياً وظهور الأغانى الهابطة والاعتماد على الموسيقى الغربية، ولذا فنادراً ما يعرض عليها مراجعة «التراتيل»، لكن الأفلام تعرض علينا ولا تصور إلا قبل عرضها وآخرها فيلم «49 شهيداً» الذى أخذ مجهوداً كبيراً فى المراجعة والتصوير والمشاهدة والتعديل به، ليظهر بالشكل المبهر النهائى الذى قام به مجموعة كبيرة من الفنانين، وليشهد العرض الخاص به البابا تواضروس.
رفضنا تجسيد البابا شنودة خارج الكنيسة لأننا لا نريد «تلبيخ» وأغلب «التراتيل» لا تُعرض علينا
■ لماذا الأعمال القبطية لا تعرض خارج أسوار الكنائس والأديرة وتقدم فى دور العرض السينمائى؟
- دور العرض تسعى لتحقيق أرباح، والأفلام الدينية لا تحقق ما يرغبون فيه ولذا يتجهون للأعمال الفنية التجارية.
■ ما علاقة لجنة المصنفات الفنية الكنسية بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية التابع لوزارة الثقافة؟
- نحن على تواصل دائم مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، ولا نسمح بتصوير أى فيلم أو اعتماد مراجعة أى فيلم قبل جلب ختم اعتماد الجهاز، والرقابة أيضاً ترسل لنا خطابات بأنها لن تعتمد أى فيلم إلا بعد موافقة اللجنة الكنسية.
■ هذا يعنى أن الأعمال الفنية الكنسية تعرض على جهاز الرقابة العامة؟
- نعم كل الأعمال تعرض على جهاز الرقابة، ولا بد أن تحصل أى أعمال قبل تصويرها على ختم الرقابة إلى جانب ختم اللجنة الكنسية.
■ هل لهذا يتم اتهام الكنيسة بأنها تفرض وصايتها على الأعمال القبطية داخل الكنيسة وخارج أسوارها؟
- نحن لا نقوم بالوصاية أو أى شىء، ولكن نحن نؤدى خدمة، ففى بعض الأوقات حينما كان يذهب فيلم إلى جهاز الرقابة لا يجد من يراجع السيناريوهات، وإن وُجد لا يمتلك الخلفية العلمية الكافية لمراجعة الأوراق، لكن نحن لدينا فى اللجنة أساتذة جامعة وأساتذة معاهد دينية ورجال دين، فاللجنة مؤلفة من أكثر من شخص ومتنوعة وتحتوى على عناصر العمل الفنى من «تمثيل وإخراج.. وغيرهما».
مهمتها مراجعة السيناريو فنياً وتصحيحه علمياً قبل التصوير و«غربلة» النص ثم منح موافقة بالتصوير
■ البعض يدلل على وصايتكم على الأعمال الفنية برفضكم تجسيد البابا شنودة فى أى عمل فنى خارج أسوار الكنيسة؟
- هذا ليس تدخلاً من الكنيسة فى الأعمال الفنية، ولكن البابا شنودة شخصية عامة ولكنه يخص المسيحيين، ونحن لا نريد لأحد أن «يلبخ» ويدخل فى مشاكل ليس لها سبب، فقد كتب شخص سيناريو عن البابا شنودة ودخل مباشرة فى صدامه مع الرئيس الراحل أنور السادات، فهل يعنى هذا أنه لم يوجد فى حياة البابا شنودة سوى الصدام مع الرئيس السادات؟ فأين مواقفه الوطنية وعلاقته الحلوة فى الوطن؟
■ ولكن هناك مفكرين أقباطاً يرفضون تدخل المؤسسات الدينية فى الأعمال الفنية؟
- إذا لم نعتبر التدخل قيوداً ولم نعتبره وصاية، واعتبرناه خدمة تسعى إلى نتيجة وتنقية للمعلومات التى تصل للناس، فنحن لسنا ضد الإبداع ولا نضع قيوداً أمام أى عمل فنى ولكن ننقى المعلومات فقط.