أهالى غرب الإسكندرية يصرخون: مصانع الفحم حولت حياتنا إلى «هباب»
«حياتنا تحولت إلى هباب بسبب مصانع الفحم، والحكومة لا تتحرك»، هكذا يصف أهالى غرب الإسكندرية أحوالهم بسبب الغازات والأتربة السوداء المنبعثة من مصانع فحم الكوك الموجودة داخل ميناء الدخيلة، التى تصيبهم بأمراض خطيرة تهدد حياتهم.
مداخن مصانع الفحم على بعد أقل من 200 متر فقط من المناطق السكنية، ما يتسبب فى إصابة ما يقرب من نصف مليون نسمة من أهالى الدخيلة والعجمى بأمراض الحساسية، والتحجر الرئوى، والسرطان، ويودى بحياة الكثير من الأطفال، ويدمر صحة الشيوخ والنساء، بسبب تطاير الغبار والفحم على المنازل، وفى الشوارع.
وأصبحت جدران المنازل من الخارج مغطاة بالكامل بالسواد، ما يجعلها أشبه ببيوت الأشباح المهجورة، بسبب الغبار الكثيف الذى «يردم» البيوت.
ويمتلك الأهالى تقريراً من وزارة البيئة يؤكد خطورة هذا الغبار على الصحة، لكن الحكومة ترفض التدخل لإنقاذ الأهالى، وإجبار الشركة على بناء غطاء لمنع غبار الحديد والفحم من التطاير، أو الاهتمام بصيانة السيور، وتغطية ساحات التشوين، التى تتم بطريقة مخالفة للقوانين.
وبعد أن فقد الأهالى الأمل فى أى تحرك حكومى، لمنع ما وصفوه بالقتل البطىء الذى يلاحقهم، قرروا التظاهر أمام البوابات الرئيسية لميناء الدخيلة، بشكل يومى، مطالبين بإخراج المصانع الضارة بالبيئة وصحة المواطنين خارج المناطق السكنية، وخاصة التى تعمل منها فى إنتاج الصناعات البترولية، والأسمنت، والفحم، ومدابغ الجلود.
وهدد الأهالى بالدخول فى اعتصام مفتوح أمام الميناء، وإغلاق الأبواب، معتبرين أن سبب رفض الحكومة التدخل لإنهاء الأزمة، هو عدم رغبتها فى أن يغضب المستثمرون حتى ولو كان ذلك على حساب صحة الفرقاء، والدليل أن الرئيس محمد مرسى حضر بنفسه افتتاح مصنع «استارنيكس» منذ شهور، لإنتاج السترين، والبولى استرين، والضار جداً بالبيئة، وصحة المواطنين.
وقال محمد نصر محامى الأهالى، والمتحدث باسمهم إن «نواب جماعة الإخوان فى مجلس الشعب المُنحل أطلقوا وعوداً أثناء حملتهم الانتخابية، بإخراج المصانع من التكتلات السكنية بهدف الحصول على أصوات الناخبين، ولكنهم لم يلتزموا بوعودهم، ومنذ عام 2005 حركنا دعوى قضائية حملت رقم 9411 مدنى كلى الإسكندرية، ضد وزير البيئة، ومحافظ الإسكندرية ورئيس حى العامرية، فى ذلك الوقت، لكن مراكز القوى فى عهد مبارك كانت تتدخل لعرقلة عمل المحكمة، وبخاصة أحمد عز».
وأضاف «التلاعب فى الإجراءات لا تزال مستمرة فى عهد الرئيس محمد مرسى، حيث لم يتم تنفيذ توصيات هيئة الخبراء التى أعدت تقريراً أثبت أن تشوينات الحديد والفحم غير مطابقة لمواصفات التخزين لعدم وجودها فى أماكن مغلقة أو شبه مغلقة، وتنتج عنها أضرار للبيئة والأشخاص، ما يؤكد وجود خطورة شديدة على حياة الأهالى.
وأشار عبدالله هلال، أحد شيوخ المنطقة إلى أن شركة الحديد والصلب التى تطلق غازات وأتربة مشابهة، قدمت موافقة مكتوبة بتقنين أوضاعها، بشرط اشتراك شركة الفحم معها فى هذا المشروع، إلا أن الأخيرة رفضت بدعوى عدم وجود سيولة مالية لتنفذ ذلك، مطالباً الحكومة بالتدخل لإنقاذ الأهالى وطرد الشركة أو إجبارها على بناء غطاء لمنع غبار الحديد والفحم من التطاير عليهم.
واستنكر يوسف رمضان، موظف بالهيئة القومية للبريد، وأحد سكان المنطقة، رفض الدكتور حسن البرنس، نائب محافظ الإسكندرية، والقيادى الإخوانى، مقابلة وفد من الأهالى تردد على مكتبه أكثر من 10 مرات فى خلال شهرين، بحجة انشغاله الشديد، على الرغم من تسلم مدير مكتبه شهادات طبية تؤكد تزايد أعداد المرضى، وخطورة الغازات المنبعثة من المصانع على حياة المواطنين.