«الجد نون والعصفور».. دعوة للتنمية بعرائس الأطفال
إحدى فعاليات عرض العرائس فى مكتبة «ألف»
جلس الجد «نون» إلى جوار شرفته فى الظهيرة كعادته اليومية، وجاء إليه عصفوره ليطلب منه أن يحكى له «حدوتة»، فوافق وبدأ يروى قصة الفيل «فلافيو»، الذى ولد مختلفاً عن أقرانه، حيث كان ملوناً، بينما يكسو اللون الرمادى المعتاد أجساد أفراد عائلته، الأمر الذى أحزن «فلافيو»، ليكتشف فيما بعد أن لونه المختلف هو سبب سعادته وحب من حوله له.
هو ملخص عرض حكى بالعرائس «الجد نون مع عصفوره»، الذى قدمه فريق «بيانولا» فى مكتبة «ألف»، ويهدف إلى تشجيع الأطفال على تقبل اختلافاتهم، وتعريفهم أن الاختلاف فى كثير من الأحيان يكون سبباً فى نجاحهم وليس العكس.
«الأطفال سر قوة أى مجتمع، لأنهم مستقبله، وكل ما نغرس فيهم القيم اللى تخليهم ينجحوا ويفكروا بطريقة إيجابية، هيكون المجتمع ناجح ويحقق تنمية أعلى، وده هدف عروضنا المسرحية»، كلمات محمد حسن، أحد أعضاء فريق «البيانولا»، والذى لم يمر على تكوينه أكثر من 3 شهور.
«محمد» يعمل فى الأساس مهندساً، ويرى أن فكرة «البيانولا» جاءت بشكل تلقائى، من خلال تعامله مع أطفال عائلته، حيث اكتشف أن الفن أقرب الوسائل للتأثير عليهم: «أعمل voice over أو ما يسمى بالتعليق الصوتى، وهو ما جعلنى على دراية كبيرة بنفسية الطفل، وتيقنت من أن تحقيق التنمية فى مجتمعنا لن يحدث إلا بزيادة وعى الأطفال».
سها سعد، عضو آخر فى الفريق، وصاحبة فكرة «الجد نون وعصفوره»، تقول: «كونى مدرسة خلّانى أعرف أتعامل مع الأطفال، وبسبب حبى ليهم قررت أقدم شخصيات تساعدهم على التفكير خارج الصندوق، وتغيير حياتهم وتطويرها، وابتكرت عروستين، هما الجد نون والعصفور، كشخصيات أساسية، بينما تتغير باقى الشخصيات بتغير العروض».
تأمل «سها» من خلال عروض «البيانولا»، أن تسهم ولو بشكل بسيط فى تغيير تفكير الأطفال إلى الأفضل لينهض المجتمع فى المستقبل.