مصر بين «عبدالله وسلمان».. أخوَّة على المحك
الملك عبدالله والملك سلمان بن عبدالعزيز
الداعم الحقيقى
كانت علاقات الملك عبدالله بالحكومات المصرية منذ عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك متميزة، وسبق أن قدم هدايا تذكارية لـ«مبارك» تقديراً له ولمصر، إضافة إلى حفاوة الاستقبال فى كل الزيارات المتبادلة.
كان الملك عبدالله أول قائد عربى وعالمى يعلن تأييده صراحة لعزل «الإخوان» من الحكم فى «30 يونيو»، وأعلن عن الدعوة لمؤتمر اقتصادى عالمى فى «شرم الشيخ» لدعم الاقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات الخارجية.
بعد أيام من «30 يونيو»، أعلن تقديم مساعدات لمصر بقيمة 4 مليارات دولار.
كان الملك عبدالله واحداً من أوائل الحكام الذين قاموا بتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد توليه الحكم.
أعلن الملك عبدالله أن من يتخاذل عن دعم مصر لا مكان له بين العرب، وأكد أنه لا عزّة لأى دولة تعجز عن كبح الخارجين عن وحدة الصف.
دعا الملك عبدالله إلى حوار وطنى مع كل الفئات التى لم تلوث أيديها بسفك دماء الأبرياء وترهيب الآمنين.
تم تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية فى السعودية خلال فترة حكم الملك عبدالله.
العطاء المشروط
منذ تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز حكم السعودية، شعر الإخوان بارتياح، إذ يعتبرون أنه أقل ميلاً إلى «السيسى».
ارتبطت بالملك سلمان هالة إعلامية كبيرة حول ما سيُقدمه من دعم لمصر، وتجسّد ذلك فى توقيع 17 اتفاقية، إلا أن تلك الاتفاقيات لم يُنفّذ أغلبها حتى الآن.
أبرز تلك الاتفاقيات جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز فى سيناء، وبناء مجمّعات سكنية فى سيناء، واتفاقية لتطوير مستشفى قصر العينى، واتفاقية لتجنُّب الازدواج الضريبى بين مصر والسعودية، واتفاقية لتنمية الاستخدام السلمى للطاقة الذرية، واتفاقية فى مجال النقل البحرى والموانئ.
رغم التقارُب الشديد الذى كان بين مصر والسعودية فى عهد الملك عبدالله، فإنه فى عهد «سلمان» كانت هناك مجموعة من الأزمات الكامنة، أبرزها التقارب النسبى مع الإخوان واستقبال قادة حركة «حماس» بشكل رسمى، وهو ما اعتبرته الأوساط المصرية تحركاً معادياً لمصر.
شملت كذلك الأزمات بين البلدين تبايناً فى الرؤى حول الطريقة التى من الممكن تغيير الحكم بها فى سوريا، إذ تشترط «الرياض» رحيل «الأسد»، بينما تؤمن «القاهرة» بالحل السياسى.