دراسة دولية: الطالبات الأكثر اتجاهاً للتخلص من حياتهن
طلاب الطب الأكثر عرضة للفكير فى الانتحار
تناولت دراسة لفريق بحثى من كلية الطب بجامعة عين شمس الأفكار الانتحارية لدى طلاب الطب بجامعتى عين شمس والقاهرة، الدراسة التى نُشرت نتائجها فى أغسطس الماضى، فى المجلة العلمية الدولية «فورنيسك أند ليجال ميديسن»، (Forensic and Legal Medicine)، كشفت أن الأفكار الانتحارية تظهر فى السنتين الثانية والخامسة من العام الدراسى بالكلية، وتفكير 12.75% من عينة الدراسة فى الانتحار خلال العام الماضى، وكان لافتاً فى نتائج الدراسة أن «الإحباط»، تصدر أسباب التفكير فى الانتحار لدى طلاب الطب، وتنوعت أسباب الإحباط بين ضغط الحياة فى مصر بوجه عام، أو الضغط بسبب الدراسة بكليات الطب، بجانب الإقامة بعيداً عن العائلة.
«الإحباط» يدفع 13% من طلاب «طب عين شمس والقاهرة» للتفكير فى الانتحار.. والوسائل «جرعة أدوية زائدة وإطلاق النار وقطع الشرايين»
ويشمل الفريق البحثى من كلية الطب جامعة عين شمس الدكتورة سمر أحمد، والدكتور قصى حسين، والدكتورة آية على، وبدأوا مارس الماضى استطلاع رأى 612 طالباً بكلية الطب بجامعتى القاهرة وعين شمس، 382 طالباً وطالبة من جامعة عين شمس، و230 طالباً وطالبة من جامعة القاهرة تراوحت أعمارهم بين 18 إلى 24 عاماً، وهدفت الدراسة للتعرف على مدى انتشار ظاهرة الانتحار بين طلاب الطب فى مصر، وربط التفكير فى الانتحار مع مراحل الدراسات الطبية، وأظهرت أن الطالبات لديهن نسب عالية فى التفكير فى الانتحار أعلى من الذكور بنسبة 37%، وبين الطلاب وصلت النسبة إلى 29%، وكانت معظم الأفكار الانتحارية تميل لتنفيذها بالمنزل، بحسب الدراسة، عن طريق تناول جرعات مفرطة من الأدوية، أو إطلاق النار على أنفسهم بنسبة 27% بين الطالبات، و21% بين الرجال، وجاءت نسبة الطالبات اللاتى يفضلن قطع شرايين أيديهن بنسبة 25%، والطلاب بنسبة 20%، فيما جاءت رغبتا السقوط من الارتفاعات، والاصطدام بسيارة فى ذيل قائمة الوسائل الانتحارية لدى عينة الدراسة بنسبة 6% للأولى و2% للثانية.
لماذا تفكر نسبة من طلاب كلية الطب فى الانتحار؟ أجابت الدراسة عن ذلك السؤال بأن طلاب كلية الطب على وجه التحديد كثيراً ما يتعرضون لمزيد من التوتر، وأن الدراسات العلمية خلال الـ10 سنوات الماضية لم تجر أى اختبار يوضح مدى تفكير هؤلاء فى الانتحار.
وقارنت الدراسة هذه النتائج مع دراسات نرويجية وأمريكية تتعلق بالتفكير فى الانتحار لدى الطلاب، ووجدت أن انتشار التفكير فى الانتحار بين الطلاب فى النرويج يصل إلى 14% فى المتوسط، وكان طلاب كلية الطب الأمريكيون يفكرون فى الانتحار العام الماضى بنسبة 13%، وكذلك اتسقت نتائج الدراسة مع دراسة مصرية سابقة أجريت عام 1981 على عينة صغيرة من طلاب كلية الطب، ووجدت أن 12% منهم لديهم أفكار انتحارية خلال السنة الماضية من عمل الدراسة، كما كان انتشار التفكير فى الانتحار أعلى لدى الطالبات مقارنة بالطلاب، وتناولت الدراسة الأفكار الانتحارية لطلاب كلية الطب من غير المصريين، وجاءت فى الغالب بسبب الهجرة الناتجة عن الاضطرابات السياسية بالمنطقة العربية، وأظهرت الدراسة غياب الاختلاف بين الطلاب المصريين وغير المصريين بالكلية فى التفكير بالانتحار.
وأظهرت دراسات أجريت على طلاب كلية الطب السنة الثانية ارتفاع نسبة الاكتئاب لديهم، وأبحاث أخرى فى باكستان أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة بالاكتئاب لدى الطلاب بكلية الطب فى السنة الثانية بنسبة 60%.
وشمل استبيان الدراسة فى الجزء الأول منه الخصائص الاجتماعية والديموجرافية لعينة الدراسة، مثل العمر والجنس، والسنة الدراسية، واحتوى الجزء الثانى على اختبار الرغبة فى الحياة أو التفكير فى الانتحار خلال العام الماضى، والجزء الثالث تكون من ثلاثة أسئلة للتحليل تتحدث عن طريقة ومكان الانتحار.
ووصفت الدراسة نتيجة الاستبيان بوجود معدل من الخطورة بالنظر لنسبة الطلاب الذين يفكرون فى الانتحار، وأوصت الدراسة بضرورة توفير الدعم الاجتماعى والنفسى لطلاب كلية الطب داخل الجامعة، بخاصة حاجة المجتمع المتزايدة لخريجى كليات الطب، ما يتطلب النظر بعين الجدية لأسباب تفكير الطلاب فى الانتحار، والتدخل السليم للسيطرة على المشكلة.
ووفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية ينتحر ما يقرب من 800 ألف شخص سنوياً فى جميع أنحاء العالم، أى ما يعادل 16 شخصاً بين كل 100 ألف، وأوضحت المنظمة أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و24 أكثر عرضة للأفكار الانتحارية، ويعد الانتحار السبب الثانى للوفاة بين الشباب البالغين، كما أن محاولات الانتحار تكون فى حال بلوغ السن أقل من 18 سنة.