مفيش دخان من غير «ابتسام»: «نَفَسى اتقطع»
«ابتسام» تجوب الشوارع بحثاً عن الرزق
تسير «ابتسام» يومياً حوالى 7 ساعات، حسب حالتها الصحية، من «قليوب» إلى «المؤسسة» فى شبرا الخيمة، لجلب القليل من المال، معتمدة على «مبخرة»، تحملها فى يدها، وترضى بما يجود به عليها أصحاب المحال التجارية.
«بقالى 10 سنين ببخّر المحلات، واللى بيرزقنى بيه ربنا أنا راضية، ممكن أعمل فى اليوم 10 أو 20 وساعات 30 جنيه، على حسب الناس بتدينى كام، وبروح البيت وقت ما أتعب، ممكن على 2 أو 3 العصر، علشان عندى السكر ورجلى واجعانى ومش بقدر أمشى كتير، وطبعاً الدوا دايماً معايا لما بتعب باخده، أحاول أكمّل يومى».
لدى «ابتسام مصطفى» 5 أبناء (بنتين و3 شباب)، جميعهم متزوجون و«على باب الله»، ما يجعل «ابتسام» مضطرة للاعتماد على نفسها، والنزول إلى العمل يومياً، لتوفير مصاريفها وثمن الدواء، فضلاً عن الإنفاق على ابنتها المطلقة، التى تعيش معها، وطفليها الصغيرين.
تخلِّى زوج «ابتسام» عنها، وهى صاحبة الـ55 عاماً، زاد من الحمل الملقى على كاهلها، ما يدفعها فى أحيان قليلة لطلب المساعدة من أبنائها على مضض: «أنا مطلقة وجوزى مش بيساعدنى خالص، ولا أعرف عنه حاجة، ومفيش معاش ولا أى مصدر رزق غير البخور، ولازم أشتغل وأصرف على نفسى وبنتى بدل ما أمدّ إيدى للغير».
ترفض السيدة الخمسينية نزول ابنتها للعمل مكانها رغم احتياجها الشديد لذلك: «الدنيا مش أمان علشان أخلى بنتى اللى تلف فى الشوارع وأرتاح أنا، هى عيلة وهتتبهدل لو نزلت الشارع، فبسيبها مع ولادها فى البيت، وأنزل أنا وربنا كبير وبيقوينى، ولو احتاجت حاجة بروح أقول لولادى، لكن مش كتير».
تحاول «ابتسام» الضغط على نفسها فى سبيل إسعاد ابنتها وأحفادها، وتقول بصوت بائس يصاحبه كثير من الدموع: «البخور بيتعب صدرى، ومش بنام من الكحة طول الليل، ونفسى حد يساعدنى ويفتح لى كشك صغير، بس الظروف مش سامحة، وبطنى واجعانى ودايماً منتفخة ومحتاجة أشعة مقطعية بـ750 جنيه ومش معايا.. ماشية بتعبى وبستحمل».