«عبدالله» وصديقه قطعوا صاحبهم بالسكاكين عشان ياخدوا فلوسه ومرضيش يديهم الرقم السرى لحد ما مات: «رميناه فى الشارع»
المتهم الأول
«مش قادر أنسى نظرته لى أول ما لقى صحابه ماسكين سكاكين وبيهددوه بالقتل عشان ياخدوا فلوسه، نظرة واحد مصدوم فى أصحابه، كانت النظرة الأخيرة قبل ما ننقله غرقان فى دمه وإحنا بنلفه فى سجادة عشان نخلص من جثته».. بتلك الجملة اعترف صديقان بخيانتهما لصديقهما بالإسكندرية وقتله والتخلص من جثته طمعاً فى أمواله.
المتهم الأول: «مش قادر أنسى نظرته الأخيرة قبل ما يموت وإحنا بنلفه جوه السجادة»
قال المتهم الأول ويدعى «عبدالله» لـ«الوطن»: «إحنا اتعرفنا على المجنى عليه (تامر)، فى محطة قطار مطروح، واتصاحبنا، وهو حكى لنا إن معاه مبلغ مالى نحو 180 ألف جنيه فى حسابه فى البنك، وشفنا معاه بطاقة (ATM) الخاصة به، فطمعنا فى الفلوس وقررنا نخلص منه».
وأضاف: «رجعنا معاه على إسكندرية ورحنا على شقتى، وبعدين عزمناه على شاى، وحطيناله مخدر فيه.. برشامتين، عشان يفقد الوعى، وقلنا له هننزل نشترى أكل ونيجى، ونزلت أنا والمتهم الثانى (محمود)، واشترينا (3) سكاكين من بياع فى ميدان الساعة، ورجعنا الشقة لقينا البرشام مدوخه، فطلعنا السكاكين وههددناه بيها عشان يقولنا الرقم السرى بتاع بطاقة البنك، مارضيش يقولنا فضلنا نضرب فيه لحد ما مات فى إيدينا».
«عبدالله»: «خسرنا صاحبنا اللى اتعرفنا عليه فى محطة القطر وخسرنا الفلوس كمان»
وقال المتهم الثانى «محمود»: «مش هانسى نظرته لينا أول ما طلعنا السكاكين وسألناه على الرقم السرى، نظرة واحد اتصدم فى أصدقائه ومستغرب هما ليه بيعملوا فيه كده، وقالنا (مالكم فيه إيه)، وإحنا الطمع سيطر علينا وماحسناش باللى بنعمله وغدرنا بواحد وثق فينا عشان شوية فلوس».
وأضاف: «بقينا بنضربه بالسكاكين وإحنا مش عارفين بنعمل إيه وبنضرب فين، كنا بس عايزين نسكته، كان الشيطان مسيطر علينا فى الوقت ده وكأن قلوبنا ماتت، لحد ما مات فى إيدينا، وسكت خالص».
وتابع: «بعد ما قتلناه قعدنا نفكر ساعة، إيه اللى إحنا عملناه ده واستفدنا إيه، خسرنا صاحبنا والفلوس لأننا معناش الباسو ورد بتاع الكارت بتاعه، قتلنا صاحبنا على الفاضى، وبعدين كان كل تفكيرنا إزاى نخلص من جثته من غير ما حد يحس بينا، ويحس بالجريمة اللى ارتكبناها، فجت لينا فكرة إننا نلفه فى سجادة كانت موجودة فى الشقة بحيث تخفى جثته كلها، وبعدين نربطها بحبل عشان الجثة ماتبنش منها، واتصلنا بـ(محمد) صاحبنا وجبنا (إمام) السواق، وشلنا الجثة وحطيناها فى عربيته ومشينا بيها لحد ما رميناها ورا المصنع، ومن ساعتها وأنا حاسس بندم رهيب لأنى قتلت صاحبى وماستفدتش أى شىء غير العذاب اللى حسيت بيه».
البداية حين تلقى اللواء عادل تونسى، مدير أمن الإسكندرية، إخطاراً بالقضية رقم 8354 إدارى قسم ثان الرمل لسنه 2016، بشأن العثور على جثة لشخص مجهول فى العقد الثالث من العمر، وبه إصابات متعددة بالرقبة والصدر والظهر ومختلف أنحاء الجسم، ملفوف بسجاده متوسطه الحجم، ومربوط عليها حبل غسيل أخضر اللون، ملقاة بممر ترابى خلف مصنع حديد أولاد عنان، بدائرة القسم.
وقال شاهد عيان يدعى أحمد عبدالفتاح، أحد سكان المنطقة: «لقينا ريحة طالعة من سجادة ملفوفة ورا المصنع شكينا فى الموضوع وبلغنا البوليس، وطلعت جثة واحد مقتول».
أمر العميد شريف عبدالحميد، مدير مباحث الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية المتهمين، تضمنت النشر عن جثة المجنى عليه، وإعادة معاينة مكان الحادث فنياً، وحصر الطرق المؤدية لمكان الحادث، وحصر خطوط السير المحتملة للجناة وصولاً وهرباً من مكان الحادث بالاستعانة بالكاميرات الخاصة بالمحلات والشركات الموجودة بخطوط السير إن وجدت.
توصلت جهود البحث التى جرت تحت إشراف اللواء جمال عبدالبارى، مساعد الوزير لقطاع الأمن العام، إلى تحديد هوية المجنى عليه، وتبين أنه يدعى «تامر. م»، 39 سنة، حاصل على ليسانس آداب، ومقيم بشارع 45 بحرى.
وقال العميد شريف عبدالحميد، مدير مباحث الإسكندرية، إنه عقب تحديد هوية المتهم قررنا تطوير خطة البحث، وإجراء التحريات حول المجنى عليه وأسرته وحصر علاقاته وخلافاته، وتبين أنه ترك سكنه لجهة غير معلومة، تبين فيما بعد أنها محافظة مطروح، وأن المتهم أقام علاقة صداقة مع شخصين هناك انتهت بقيامهما بجريمة قتله.
وتمكن ضباط مباحث الإسكندرية من تحديد هوية مرتكبى حادث مقتل المجنى عليه وهما كل من «عبدالله. ش». 25 سنة، و«محمود. م»، 25 سنة، بعد أن أقاما معه علاقة صداقة وتعرفا منه خلالها على حيازته لمبالغ مالية فى حسابه البنكى.
وكشف مدير المباحث أنه تم ضبطهما فى كمين أعد لهما، وبمواجهتهما بالتحريات، أقرا بارتكابهما الوقاعة. وقال العميد شريف عبدالحميد إن التحريات بينت أنه عقب تأكد المتهمين من إزهاق روح صديقهما المجنى عليه، قاما بلفه بالسجادة ولفها بحبل بلاستيك، واستعانا بصديقهما المدعو «محمد. خ»، 19 سنة، طالب، لمساعدتهما فى نقل الجثة، وأحضروا السيارة رقم س هـ ط 9713 ماركة سوزوكى حمراء اللون قيادة المدعو «إمام. ح»، 20 سنة، سائق، ومقيم بالسيوف، وقاموا بنقل جثة المجنى عليه داخل السيارة وألقوها بالطريق الدائرى مكان العثور عليها.
وأضاف المتهمان أنهما قاما بالاستيلاء على الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه وتصرفا فيه بالبيع وقيامهما بإتلاف بطاقة تحقيق الشخصية وجواز السفر الخاصين بالمجنى عليه وإلقائهما بالقمامة.
وأوضح مدير المباحث أنه عقب فحص الشقة من قبَل رجال الأدلة الجنائية عثر بها على آثار دماء وملابس وأحذية خاصة بالمجنى عليه.
أرشد المتهمان عن الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه، وبعرضه على أهليته تعرفوا عليه.
تحرر محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة طالبت بتقرير الطب الشرعى حول جثة المجنى عليه، وأمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وطالبت بتحريات المباحث حول الواقعة.