«الإفتاء».. «حائط صد» أمام جماعات العنف والتكفير
صورة ارشيفية
فطنت دار الإفتاء، مع بداية عام 2014، إلى أهمية دورها كحائط صد لحماية الإسلام من الأفكار المتشددة والفتاوى الشاذة والآراء المنحرفة ودعوات المُحرضين على مصر ومؤسساتها، ممن يلوون أعناق النصوص الشرعية والأقوال الفقهية لتبرير أفعالهم وجرائمهم، والحشد لها، من أجل مكاسب سياسية ومصالح شخصية. كان الإخوان فى قمة مروقهم وعنفهم وتحريضهم وإرهابهم، بعد أن أسقطهم الشعب، أفتوا بالجهاد ولو ضد دولتهم ومؤسساتهم، واستحلوا الدماء المعصومة، وأهدروها، على أمل أن تنتشر الفوضى ويعم الدمار فيستعيدوا الحكم ولو تحولت مصر إلى دولة خربة، وهناك ظهر بالتوازى مع حرب الدولة على الإرهاب أمنياً دور الإفتاء فى محاربة التطرف والعنف والتكفير فكرياً والرد على الآراء الشاذة ومحاولات تأويل النصوص وتحميل الشرع ما لا يحتمل.
تُسَخِّرَ كل إمكاناتها للمساهمة الفعالة فى نشر الإسلام الوسطى وتأكيد سماحته
نشطت «الإفتاء» فى دورها انطلاقاً من إيمانها العميق بأن الأمانة التى تحمَّلَتْها تفرض عليها أن تُسَخِّرَ كل إمكاناتها للمساهمة الفعالة فى نشر الإسلام الوسطى، وتأكيد سماحته، فلم تنتظر أن يأتى إليها الطالبون للفتوى، بل أطلقت مرصداً يرصد كل الآراء والفتاوى الشاذة والمنحرفة للإخوان وداعش وغيرهما من التنظيمات المتطرفة والإرهابية، وألحقت به مرصداً آخر لمواجهة «الإسلاموفوبيا» فى الغرب، بعد ظهور جماعات فى الغرب تسىء للمسلمين والإسلام، مستندة إلى جرائم التنظيمات الإرهابية التى تتستر بالإسلام وهو منها براء.
بادرت «الإفتاء» لمواجهة التطرف فى وقت ركود المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة فى «الأزهر»، وسعت مبكراً للتعامل مع متطلبات العصر بتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة وضبط الفتوى.
«الوطن» تناقش فى السطور التالية دور «الإفتاء» فى التصدى للآراء الشاذة وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين فى الغرب، وجهودها لمواجهة التطرف داخلياً وخارجياً.