«محمد» طلب من والدته فى الإجازة الأخيرة: «لو عدت ملفوفاً فى علم مصر ابقى افرحى»
الشهيد محمد عبدالعليم
فى الإجازة الأخيرة قبل العودة إلى خدمته فى كمين زقدان بسيناء، ودّع المجند الشهيد محمد عبدالعليم عطا أسرته، مطالباً والدته بأن تفرح إذا عاد إليها ملفوفاً فى علم مصر، وحسب والد الشهيد، عبدالعليم عطا، «آخر زيارة له كانت من أسبوع تقريباً، وقال لنا إن الحرب على الإرهاب صعبة، ثم طالب أمه بألا تحزن إذا استُشهد».
وقال الأب: «الحمد لله ابنى مات شهيداً، وقبل عودته إلى الخدمة كان يشعر بأنه سيُستشهد، حيث شارك فى نقل أجهزة العرس الخاصة بشقيقه، الذى كان مقرراً أن يتزوج فى نهاية الأسبوع الحالى، وأبلغنا محمد بأنه يحاول مع قياداته للحصول على إجازة أخرى للمشاركة فى حفل زفاف شقيقه، إلا أن القدر لم يمكنه من ذلك، وعزاؤنا الوحيد أنه استُشهد فى سبيل الله والوطن»، مضيفاً «صحيح أن ابنى فارقنى، لكنه كتب اسمه مع الأبطال».
أما محمد سعيد، ابن عم الشهيد، فقال «محمد كان معروفاً وسط قريته بحبه للوطن، وكان يحكى لنا دائماً عن بطولات زملائه فى سيناء، واستعدادهم للتضحية بأرواحهم، دفاعاً عن أى حبة رمل فى سيناء»، مؤكداً أن «الشهيد كان محبوباً من أهالى القرية، كما كان دائم الابتسام، ويساعد الصغير قبل الكبير، ولا يفوته حفل زفاف أو واجب عزاء». وشارك الآلاف من أهالى بنى سويف فى تشييع جثمان الشهيد محمد عبدالعليم عطا، زميله الشهيد عمرو محمد عبدالغنى، فى جنازة عسكرية مهيبة، تقدمها محافظ بنى سويف، المهندس شريف حبيب، ومساعد وزير الداخلية لأمن بنى سويف، اللواء محمد الخليصى، وعدد من القيادات الأمنية ورجال الدين الإسلامى والمسيحى فى المحافظة.
واتشحت قرية بنى سليمان الشرقية فى بنى سويف بالسواد، حزناً على فراق الشهيد محمد عبدالعليم، 22 عاماً، فتجمع الرجال والنساء أمام منزله منذ الساعات الأولى للصباح، فى انتظار وصول الجثمان، استعداداً لدفنه فى مقابر العائلة.