أصدقاء حتى آخر العمر
أصدقاء حتى آخر العمر
يرى الكثير من الشباب أن المرحلة الجامعية فرصة للتعرف على نمط تفكير العديد من شرائح المجتمع، كما يرون فى حياتهم الجامعية محطة للصداقة والحب والرومانسية، فالصداقة من الأشياء الضرورية فى الحياة الجامعية، لذلك ذهبنا إلى أحد الكافيهات للتعرف على رأى الشباب فى الصداقات بين بعضهم فى الفترة الجامعية؟ وكيف يختار كل منهم «الشلة» التى سترافقه طوال سنوات الدراسة؟ وهل تدوم هذه الصداقة؟
يرى محمد محيى، الشاب العشرينى، أن الصداقات فى الجامعة تختلف عما كانت عليه فى المرحلة الماضية «الثانوية»، حيث أصبح الشباب فيها أكثر وعياً ونضجاً من ذى قبل، فبعض الصداقات تتكون بسبب التعاون العلمى وتستمر على ذلك، والبعض الآخر ينظر إليها على أنها مرحلة جيدة لاختيار شريك الحياة، وخاصة أن المرحلة المقبلة بعد ذلك هى الجواز، ويتابع «الناس كلها عارفة إن الراجل بعد الجواز مش بيتغير، وبيفضل على علاقة قوية مع أصدقائه، وده عكس البنات تماماً، لما بتتجوز من هنا بتقطع علاقتها بصحابها من هنا، وده طبعاً بيبقى غصب عنها، بسبب المسئوليات الكتيرة اللى بتبقى ملقاة على عاتقها».
واستكمل محمد حجازى «بالفعل هناك صداقات تدوم بعد المرحلة الجامعية، ولكن أغلبها يدوم بين النوع الواحد، يعنى الشباب مع الشباب والفتيات مع الفتيات، وذلك بسبب طبيعة المجتمع عندنا، وقليلاً من تلك الصداقات ما تستمر بين الجنسين إلا إذا كان هناك تفاهم بين بعضهم على استمرار الصداقة بعد المرحلة الجامعية، وأن يظلوا على تواصل باستمرار فى المناسبات والأعياد».
أما عبدالعزيز أمير، البالغ من العمر 26 عاماً، فيقول «الصداقة شىء جميل فى حد ذاتها، ولكن يجب وضع معايير لاختيار الأصدقاء، ومنها الاحترام المتبادل، والصدق، والإخلاص، والأهم من ده إن أبوك وأمك يكونوا عارفين أصحابك سواء بنات أو ولاد، علشان همّ بيبقى عندهم خبرة أكتر منك وليهم نظرة فى البنى آدم».
فيما يقول معتز صادق، 26 عاماً، خريج هندسة جامعة القاهرة، إن فترة الجامعة كانت الأكثر ثراء فى حياتى، فكانت بمثابة مرحلة لإعدادى لسوق العمل فالجامعة ما هى إلا عالم صغير، يعبر بشكل حقيقى عما يواجهه الشخص من تجارب حياتية فى المستقبل، بخلاف أن تكوين الصداقات فى الجامعة يعد الأنجح على الأقل بالنسبة لى، فأصدقاء الجامعة رغم تخرجنا منذ خمس سنوات ما زلنا نحافظ على أواصر الصداقة والمودة، كما نحافظ على اللقاء باستمرار فى مواعيد محددة.
فيما يجد أحمد خطاب، 27 عاماً، كلية الآداب جامعة القاهرة، أن العلاقات التى تتشكل خلال فترة الجامعة، والتى تعد بداية النضج الحقيقى للإنسان، تساعده فيما بعد التخرج، حيث وقوعه فى أخطاء، واختياراته الخاطئة فى الكثير من الأحيان، تمكنه من فرز المتعاملين معه فيما بعد، تؤهله لفكرة تقبل الآخر، والتنوع والتعرف على الغير بكل اختلافاته والتأقلم معه أيضاً.