2 مليون «مريد» وسفير أستراليا يحتفلون بمولد السيد البدوى
الآلاف من المريدين خلال الاحتفال بمولد السيد البدوى »
بمجرد أن تطأ قدماك الساحة تخطف أنظارك الأضواء والزينة التى تعلو المآذن وواجهة المحلات المجاورة لمسجد السيد البدوى، أحد الأقطاب الصوفية الـ4 فى مصر، ويعود نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب (رضى الله عنهما).
فتح أبواب الضريح للفنانة «حنان شوقى».. وزائر: «دعانى فلبيت النداء»
تحتفل الطرق الصوفية بمولد العارف بالله السيد البدوى فى هذا التوقيت من كل عام، بمنطقتى المسجد والسارى بسيجر، فى الغربية، ويتوافد سنوياً ملايين المريدين والزائرين إلى مدينة طنطا، للمشاركة فى الاحتفالات التى تستمر أسبوعاً كاملاً، ووفقاً لتقديرات اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، توافد على المدينة خلال احتفالات هذا العام ما يقارب مليونى زائر. تدفق الزوار والحوادث القديمة فى احتفالات المولد، دفعت مديرية الأمن إلى زيادة إجراءاتها التأمينية بوضع البوابات الإلكترونية فى مداخل ومخارج المولد لتفتيش المترددين، إلى جانب وجود كاميرات مراقبة على كل المحلات الموجودة بساحة مسجد الأحمدى وكذلك المحلات الموجودة فى شارع الترعة بطول 3 كيلومترات مربعة حتى ساحة السارى، تحسباً لأى أعمال إرهابية مثل التى شهدها المولد العام قبل الماضى بانفجار قنبلتين بدائيتى الصنع بجوار أحد المحلات الموجودة فى محيط المسجد الأحمدى ما أسفر عن إصابة 11 زائراً، ما دعا المحافظة إلى الاستعداد لهذا الحدث الكبير قبل بداية الاحتفالات بشهر على الأقل، من خلال عدة اجتماعات تم عقدها لوضع الخطط والاستعدادات النهائية للخروج بالاحتفالات بمظهر لائق، وخيام أقامتها مديريات الأمن والصحة والثقافة والتربية والتعليم والتموين والكهرباء وغيرها، بالإضافة لخيام الطرق الصوفية المشاركة فى الاحتفال، الذين يتصارعون على حشد أكبر عدد ممكن من المريدين للاحتفال معهم بالمولد من خلال لافتات معلقة على الخيام ترحب بالسادة الضيوف والزائرين.
بوابات إلكترونية على المداخل وخيام للطرق الصوفية فى محيط المسجد
الاحتفالات انطلقت عقب الانتهاء من صلاة الجمعة الماضية، بتوافد الآلاف من المريدين واتباع الطرق الصوفية من مختلف قرى ومدن محافظات الجمهورية لأداء صلاة الجمعة بالمسجد ثم زيارة الضريح قبل بدء الاحتفالات التى تضمنت قيام بعض الطرق بتنظيم زفة بالطبول والزغاريد داخل الضريح منشدين المدائح والأناشيد الصوفية، مؤكدين أنهم تركوا همومهم وراء ظهورهم وحملوا أمتعتهم متوجهين إلى السيد البدوى حباً وعشقاً، غير عابئين بمشقة السفر.
جمل وكلمات غير مفهومة يرددها أصحاب العمائم الخضراء، يتمايلون بأجسامهم، مصفقين بأيديهم ويؤمهم «منشد» داخل خيام محيطة بسور المسجد، وفى الساحة المطلة على الباب الرئيسى للمسجد مباشرة، يوجد عشرات المريدين يفترشون الأرض مرددين «مدد يا بدوى»، وعلى بعد نحو 10 أمتار تجد الضريح ممتلئاً بعشرات المريدين والمحبين للسيد البدوى يقبلون ضريحه رافعين أيديهم للسماء مرددين كلمات غير مفهومة وعيونهم باكية، وفى الشوارع والحارات المحيطة بالمسجد أماكن لطهى طعام يقدم لرواد المولد، ويقوم عليه سيدات ورجال من محافظات مختلفة مؤكدين أنهم جاءوا لخدمة زوار السيد البدوى.
السيد الفولى، 62 عاماً، أحد المريدين، برر حرصه على الزيارة قائلاً: «حرصت منذ عشر سنوات على زيارة مولد السيد البدوى فهو رجل كرامات وصاحب بطولات»، معبراً عن راحته النفسية التى يشعر بها بمجرد دخوله مدينة طنطا، خاصة ساحة ومقام السيد البدوى، وأضاف أنه فى هذا التوقيت من كل عام يترك كل أعماله ويأتى خصيصاً للاحتفال بالمولد مستمتعاً بترديد الأوراد والأذكار بشكل جماعى. وأضافت رضوى إسماعيل، من سكان مدينة طنطا، أنها تحرص كل عام على حضور الاحتفالات وتؤدى صلاة الجمعة فى المسجد كل أسبوع، وتابعت أنها اعتادت على حضور الاحتفالات منذ أن كان عمرها 15 سنة، وأنها تقوم بشراء الحلويات وتوزيعها على الزائرين والأطفال، وفاء للنذر بعد أن استجاب الله تعالى لدعائها وشفا نجلها الوحيد من مرض خبيث.
فيما عبر عدد من تجار الحمص والحلوى عن غضبهم من ركود عملية البيع والشراء هذا العام.. وقال سامى الحلوانى، صاحب محل لبيع الحمص والحلوى، إن إقبال المواطنين على شراء الحمص والحلوى هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة حيث اعتاد الزائرون على شراء الحمص والحلويات قبل الاحتفالات بأسبوع إلا أن هذا العام توجد حالة من الركود، مبيناً أن الاحتفال بالمولد أوشك على الانتهاء ولم يتبقّ سوى يوم واحد فقط وما زال الإقبال ضعيفاً جداً. من ناحية أخرى، استقبل الدكتور خليفة الصغير، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الغربية، وفداً من السفارة الأسترالية برئاسة السفير نيل هوكنز، للمشاركة فى فعاليات الاحتفال بمولد السيد أحمد البدوى بطنطا، رافقه خلال الجولة وفد من أعضاء السفارة وسط حراسة أمنية مشددة فرضتها الأجهزة الأمنية بالغربية تحسباً لأى أحداث شغب أو عنف متوقعة تزامناً مع احتفالات المولد الذى يرتاده الملايين من المصريين من محافظات الجمهورية والدول العربية. وتجول السفير الأسترالى لمدة تزيد على نصف ساعة داخل ساحات مسجد السيد البدوى عقب إخلاء المسجد بالكامل بدعوى الاحتياطات الأمنية يرافقه وكيل وزارة الأوقاف وإمام مسجد السيد البدوى وعدد من القيادات الأمنية وتفقد السفير المعالم الدينية للزخرفة المقامة على الأعمدة الخزفية التى مر عليها ما يزيد على 650 سنة هجرية.
وأعرب السفير الأسترالى، خلال تفقده ضريح شيخ العرب السيد البدوى، والأضرحة الثلاثة التى بجواره سيد حجاب ومجاهد وعبدالمتعال، عن سعادته البالغة مردداً: «الله عليكم يا مصريين سعيد إنى معاكم»، وجاء ذلك الرد عقب قيام وكيل وزارة الأوقاف بتوضيح الدور البطولى للسيد البدوى فى نشر مبادئ الدين الوسطى ونبذ العنف والدعوة إلى البناء والتنمية ونشر ثقافة التسامح، فيما حرص السفير الأسترالى على المكوث داخل الضريح بمفرده ومعه سكرتيرته لبرهة من الوقت لم تزد على عشر دقائق فيما تفقد الوفد الدبلوماسى ساحات المسجد الخارجية التى تقع على مساحة أكثر من 5 أفدنة وحوله الآلاف من المريدين وزاور وأعضاء الطرق الصوفية.
وكانت المفاجأة زيارة الفنانة حنان شوقى وبرفقتها عدد من زملائها وأقاربها لضريح السيد البدوى، حيث تم فتح أبواب الأضرحة الثلاثة خصيصاً بعدما تم إغلاقها تزامناً مع زيارة الوفد الأسترالى ومكثت الفنانة وزملاؤها بداخله أكثر من ساعتين للطواف حول الضريح والتضرع إلى الله وإقامة صلاة العشاء جماعة، وتجمع حولها المريدون لالتقاط صور «سيلفى».