طابور طويل أمام بنك الإسكان وآخرته «شقة بمقدم مليون جنيه»
الطابور أمام بنك الإسكان والتعمير
طابور جديد، جذب الانتباه، بدأ مع ساعات الصباح الأولى، واستمر إلى ما بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية فى البنك الكائن فى مدينة نصر، الذى شهدت ساحته تكدّساً غير طبيعى، لم يعتده موظفوه من قبل، ولا سكان المنطقة، ومنهم أحمد سامى، المحاسب الشاب الذى تابع المشهد من شرفة منزله المطل على بنك التعمير والإسكان، ولأن السؤال بداية المعرفة، قاد تساؤله عن سبب الطابور إلى الإجابة: «ده حجز شقق».. تصور «سامى» أنها تلك التابعة لمشروعات إسكان الشباب أو الإسكان الاجتماعى، وهو ما يُبرر له لوهلة حالة الزحام، لكن الصدمة تكمن فى التفاصيل: «لا يا أستاذ، دى شقق الرحاب، جاهزة على الاستلام الفورى، وفقاً لأسبقية الحضور، الشقة يصل سعرها إلى مليون و100 ألف جنيه».
زحام على حجز الوحدات السكنية
لا يُكمل الرجل بعدها، يترك الزحام وعقله يُتمتم بعشرات العبارات والأفكار المتداخلة، زاد من صعوبة الأمر ما سمعه من رواد الطابور: «شروط الحجز هى دفع 50% من قيمة المقدّم كحد أدنى»، لم يُشغل المحاسب الشاب نفسه بحساب قيمة الحجز، قدر ما شغله حصر المتزاحمين أمام البنك، ولسان حاله يُتمتم «منين يقول لك فيه أزمة اقتصادية فى البلد، وفيه طوابير على شقق بمليون جنيه؟».
محمد ريان، 54 عاماً، واحد ممن تقدّموا لحجز شقة بمشروع الرحاب فى اليوم الأول، حالفه الحظ على حد قوله ودفع المليون جنيه لشراء شقة بمساحة 58 متراً، بعد معاناة استمرت ما يقرب من يوم كامل ينتظر دوره فى الطابور: «وقفت من الصبح لحد الليل، ولسه الطابور موجود وبيزيد، لأنها فرصة، لأن الشقق فى مكان راقى، وكمان متشطبة، وعلى الاستلام، يعنى أوفر بكتير من أن أشترى لابنى شقة فى مكان جديد ولسه هيشطبها وهو على وش جواز».
«الشعب بشكل عام مش فقير، الحكومة هى اللى فقيرة»، قالها د. رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، مؤكداً أن مصر قُسمت إلى طبقتين فقط: «البلد تقسمت لطبقة غنية وفقيرة، لأن أغلب الطبقة المتوسطة اتشدت مع الفقراء، بسبب أنه بقى فيه ناس المليون بالنسبة ليهم فكة فى البيت». وتابع: «وبخصوص الطوابير اللى على الشقق اللى بأكتر من مليون جنيه، بالنسبة لناس كتير فكة فى البيت، مش هتأثر على اقتصاد مصر، لأن أغلبهم مش بيكونوا فى البنوك».