الكمبيوتر بيقول: مفيش دعم «تكافل وكرامة».. ردى يا حكومة!
فقراء يأملون فى نظرة اهتمام من الحكومة
فجأة وبدون سابق إنذار انقطعت الإعانة الشهرية التابعة لبرنامج «تكافل وكرامة» عن بعض الأسر التى كانت فى أمس الحاجة إليها، رجال وسيدات من كبار السن ينتمون إلى محافظتى أسيوط وسوهاج، فوجئوا أمام ماكينات الصرف الآلى، بعدم وجود رصيد، كرروا المحاولة بدون جدوى، وفى النهاية استسلموا للأمر الواقع وعادوا إلى منازلهم ليدونوا شكواهم على الصفحة الرسمية لوزارة التضامن الاجتماعى مفادها: «ليه قطعتوا المعاش؟».
«خيرة»: أنا فى أمسّ الحاجة للمبلغ ده لأنى ماليش أى مصدر دخل.. «بخيتة»: انقطع بعد 3 شهور فقط.. و«التضامن الاجتماعى»: سنبحث الحالات التى انقطع عنها الدعم
«والله أنا فى أمس الحاجة للدعم ده، عندى 4 أولاد أكبرهم بيشتغل على باب الله باليومية، أى حاجة تيجى قدامه يشتغلها، وأصغر واحد طالب فى أولى ثانوى، وأنا مريضة وعندى إعاقة، ومحتاجة سماعات لأنى على وشك إنى أفقد السمع نهائياً»، هذا ما قالته خيرة محمد السيد، 43 سنة، من نجع الشريفة، مركز جهينة بسوهاج، بنبرات مليئة بالحزن واليأس بسبب انقطاع الدعم عنها، مشيرة إلى أنها لا تملك أرضاً أو تأميناً أو أى مصدر رزق آخر غير يومية ابنها: «زوجى هرب من القرية بسبب قضية تأخر سداد مبلغ قيمته 10 آلاف جنيه، وكنت باخد من برنامج (تكافل وكرامة) مبلغ 1210 جنيه كل شهر، كانوا بينفعونى فى المعيشة ودلوقتى فجأة اتقطع المبلغ بدون سبب واتكسرت فرحتى قبل ما تكمل».
المعاناة نفسها تحكيها بخيتة أحمد السيد، 45 عاماً، من سوهاج، التى انقطع عنها المبلغ الشهرى رغم أن لديها 8 أبناء، بعضهم متزوج والآخر يعمل باليومية، وزوجها ضاحى عطية، 55 عاماً، مريض بانزلاق غضروفى ويحتاج إلى 500 جنيه شهرياً للأدوية والعلاج الطبيعى: «زوجى عارف إن الحال صعب فبيرفض يجيب العلاج، وقبل ما يتعب كان بيشتغل أجرى باليومية، يعنى لا له معاش ولا تأمين»، مؤكدة أن ابنتها أيضاً التى تبلغ من العمر 13 عاماً، مصابة بضيق فى التنفس وتحتاج إلى 300 جنيه أسبوعياً مصاريف علاج وكشف، لافتة إلى أن المبلغ الذى كانت تحصل عليه من وزارة التضامن الاجتماعى وقدره 1300 جنيه بمثابة النواة التى تسند الزير، لكنه انقطع بعد 3 شهور فقط من صرفه وبدون سبب.
كمال الشريف، وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعى، قال إن «تكافل وكرامة» هو البرنامج الوحيد الذى لا يوجد فيه أى تدخل بشرى، حيث يتم تقديم المعلومات من خلال معادلة على جهاز الكمبيوتر، وإذا حدثت معطيات جديدة على الأسر المنضمة للبرنامج يتم إلغاء الدعم لها، كتأمين من جهة أخرى أو معاش أو أى مصدر دخل، وإذا انقطع هذا الدعم عن شخص مستحق بالفعل نتيجة لوجود خطأ فنى فإنه يتم مراجعة البيانات وتفعيل الدعم له مرة أخرى، وطلب «الشريف» أسماء الأشخاص الذين انقطع عنهم الدعم من «الوطن» لبحث حالتهم، وبيان مدى استحقاقهم للدعم.