"إخوان" الأردن يستلهمون التجربة التركية بمراجعات عميقة
صورة أرشيفية
تغنى الإسلاميون العرب على مدار سنوات خلفت بتجربة حزب "العدالة والتنمية" في تركيا باعتبارها نموذجًا ملهمًا في تعاملها الدينمايكي المرن، والمواءمة بين هوية الأمة الحضارية والثقافية ومقتضيات الواقع والمفاعيل المؤثرة فيه محليًا ودوليًا.
ولعل التطبيق الأحدث عربيًا في استلهام التجربة التركية، ما جرى داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بعد استبدلها لشعارها "الإسلام هو الحل" في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بخطاب وطني توافقي، لا أثر فيه للون "الديني" الصريح.
وسبق الانتخابات تصريح بالغ الدلالة لنائب المراقب العام لـ"إخوان الأردن"، زكي بن ارشيد، عبر فيه عن قناعتهم بـ"الدولة المدنية التي تقوم على أسس ديمقراطية"، متجاوزًا بذلك الاتهام القديم للجماعة والإسلاميين عمومًا يكون علاقتهم بالديمقراطية لا تدعو كونها "زواج متعة" غير دائم.
القيادي في حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسي لجماعة الإخوان بالأردن، علي أبوالسكر، أوضح في حديث مفصل للأناضول، أن جماعته لم تنحي جانبًا شعار "الإسلام هو الحل" بل وسعته من زاوية رؤيتها للتحالف مع القوى الوطنية الأخرى.
وأشار أنهم رأوا ضرورة طرح برنامج عمل وطني، على شركائهم، ولم يكن بإمكانهم "فرض" شعار الحزب عليهم، فتم اللجوء إلى خطاب وطني توافقي.
وقال أبوالسكر: "إن الإسلاميين استفادوا كثيرًا من تجربة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أكثر من صعيد خاصة أنها أثبتت نجاحها".
وأضاف أن "المراجعة المعمقة، في ضوء التجارب التي مرت بها الحركة الإسلامية، أثبتت ضرورة توسيع قاعدة التحالف مع القوى الوطنية، لتقديم برنامج عمل توافقي، يخدم البلد، والحاجة الماسة للاستفادة من القواسم المشتركة التي تجمع الإسلاميين مع غيرهم من القوى الوطنية".
وفيما يخص مفهوم الإسلاميين لمصطلح الدولة المدنية، قال القيادي الإخواني، إن هناك فهما فضفاضا لهذا المصطلح، حيث يفسره كل طرف وفق رؤيته، وفي كل الأحوال، فالإسلاميون يفهمونه استنادا لدستور المدينة المنورة، بعد هجرة النبي محمد وأصحابه إليها، والذي كان بمثابة عقد اجتماعي، ينظم علاقة مكونات المجتمع بعضها ببعض.
ودستور المدينة، كما يصفه المستشرق الروماني، جيورجيو، "ضم 52 بندا، 25 منها خاصة بأمور المسلمين و27 مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، لا سيما اليهود وعبدة الأوثان.
وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم.