يجلسون بالساعات أمام المياه، يرمي كل منهم سنارته ويسرح بعدها، يفكر في مشاكله، مستقبله، ينسى همومه، هوايتهم تطلب الصبر، أما السمك الذين يصطادونه من ترعة الجيزاوية بقرية أبورجوان بالجيزة، فليس للبيع بل لهم ولأسرهم، هشام محمد، يقفز من أعلى السور المطل على ترعة الجيزاوية حتى يستقر به الحال أمام عامود مطل على المياه مباشرة، فى هذا المكان ينعزل "هشام" عن الدنيا ومشاكلها، يرمى السنارة، ويرمي معها همومه وأحزانه وكل ما يتعبه، فقد اعتاد المجئ أسبوعياً منذ سنوات من منطقته "عزبة النخل" بالقاهرة، إلى قرية "أبو رجوان" من أجل الهروب.
يعمل "هشام" فى صالون حلاقة، ويشكو طوال الأسبوع من الحال، لكنه لا يرتاح إلا فى جلسة الصيد الأسبوعية، وهو يرمى السنارة فى المياه، وكل متعته هو صيد سمكة، يفرح بها وتفرح بها أسرته أيضا.
الصيد صبر وهواية بحسب "هشام"، ينسى بها الغلاء: "ارتفاع الأسعار بقى زى الزفت، كل حاجة غالية، علبة السجاير 12 جنيه ونص، وكيلو الفصوليا بـ25 جنيه، إيجار المحل 1000 جنيه، غير الضرايب والكهرباء والمياه، كله هم بنطلعه هنا".
يهرب "هشام" من مشاكله بالصيد ويحكى عن أحلامه، بعد استخراج سمكة من المياه: "نفسى ربنا يهدى البلد دى، ويتقوا الله فينا، احنا غلابة وشقيانين لا موظفين ولا حاجة"، وكل ما يحزنه هو التلوث الذى يزداد فى المياه يوميا.
محمد حسين، يأتى للصيد فى ذلك المكان منذ 20 عاماً، يحكى عن التغيير الذى لحق بهم: "ترعة الجيزاوية دى كانت جبارة، كنا ناخد سمك عالى أوى، بلطى كبير، الصغير الىي بنطلعه دلوقتى كنا نرميه تانى".
يحكى "محمد" أن الإهمال، والصرف الصحى والقمامة التى ترمى فى المياه، هى السبب ى تقليل كميات السمك، والتأثير عليه، وكلما تمر الايام يزداد التلوث.
أفضل موسم للصيد بحسب "محمد" هو من شهر مايو إلى ديسمبر، وقد يجلس باليومان دون ملل أو تعب من الصيد: "هواية جميلة، والبلطي اللي بيطلع بلدي مش مزارع، بس نحافظ على اللي موجود بس وكفاية تلوث".
تعليقات الفيسبوك