بائع فخار «سلفى» ينصح «الإخوان»: استوعبوا المعارضة لكى تستمروا
«نعم للأمن والاستقرار من أجل بلدنا، ومن أجل أولادنا، ولا للخلاف»، عبارة كتبها للمرة الثانية، عم «أسامة» بخط واضح، على الحائط الذى تم دهانه باللون الأبيض فى منطقة زهراء المعادى، ليذكر المارة بضرورة نبذ الخلاف، ووقف الصراع السياسى، الذى يسعى إلى «كرسى الحكم»، بغض النظر عن مصلحة الوطن، الأمر الذى سبق أن طالبهم به، عبر نفس الحائط، فى بداية ثورة يناير.
أسامة درويش، 48 عاماً، يقف مرتدياً جلباباً رمادياً، وتطل من وجهه لحية كثيفة، تعبر عن انتمائه السلفى، ينتظر الزبون الذى يقدر قيمة بضائعه من المصنوعات الفخارية، وفى نفس الوقت خرج من بيته ينوى وعظ المارة بضرورة الاهتمام بشئون البلد، التى كادت تصل إلى حافة الهاوية.
على الرغم من الانتماء الدينى، الذى يبدو على ملامح عم «أسامة»، لكنه ينفى وجود أى صلة بين ذلك والكلمات التى سطرها على الحائط، معلقاً: «الخلاف السياسى الحالى ليس فى صالح البلد، التى تحتاج إلى الاتحاد على قلب رجل واحد، بغض النظر عن الانتماء الدينى».
صناعة الفخار التى ورثها عم «درويش» عن أجداده، تنوعت بين الإسلامية والقبطية، حيث سعى هو وأخوه إلى الحفاظ على المهنة من الاندثار بإنشاء جمعية «الفسطاط لصناعة الفخار والحرف اليدوية»، تلك المهنة التى علمته درساً مهماً بأنه لا يوجد أى فرق بين المصريين، سواء كان مسلماً أو مسيحياً، إخوانياً أو ليبرالياً، المهم ما يقدمه لبلده، فالفهم الخاطئ للدين، من قِبل بعض القوى الإسلامية، هو ما يؤدى إلى الخلاف، باعثاً برسالة إلى الإخوان: «استوعبوا كل المعارضة على الساحة السياسية لكى تعيشوا وتستمروا».