من مصر الجديدة إلى المقطم.. الثورة تطارد خصومها
عندما تم اختيار ميدان التحرير بوسط القاهرة ليكون ميداناً للثورة ضد نظام «مبارك»، قيل وقتها إن للميدان من اسمه نصيباً، وظل الميدان حتى الآن مكان الاحتجاج والاعتراض الرسمى على قرارات أى نظام سابق أو عسكرى أو حتى حالى، لكن مع تغير النظام والحزب الحاكم، ليحل محله نظاما آخر و«جماعة» أخرى، زادت أماكن التظاهر واتسعت، لتشمل مناطق لم تزُرها مظاهرات أو وقفات من قبل.
«المقطم» تلك المنطقة الهادئة البعيدة عن زحام المدينة ومشاغلها، أصبحت مؤخراً مكاناً للتظاهر والاعتراض بسبب وجود المقر الرئيسى لجماعة الإخوان المسلمين فيها، تغيرت خريطة المظاهرات بعد ميدان التحرير و«العباسية» و«الاتحادية» لتشمل منطقة «المقطم» أيضاً.
مصطفى الليثى، هو واحد من أولئك الشباب الذين ينظمون دعوات للمظاهرات إلى مكتب الإرشاد بالمقطم التى يسكن فيها «الليثى»، حيث أسس صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» باسم «أنا من المقطم تعظيم سلام» هدفها مناقشة مشكلات المنطقة والدعوة إلى التظاهر والاحتجاج. ويحكى «مصطفى»: «شاركت فى مظاهرات ضد الرئيس مبارك فى التحرير، وضد الحكم العسكرى فى العباسية، وضد الرئيس مرسى فى الاتحادية، وحالياً ضد الإخوان فى المقطم». ينظم «مصطفى» العديد من الفعاليات أمام مقر مكتب الإرشاد، فقام على سبيل المثال بتنظيم دورى للعب كرة القدم أمام المقر، بالإضافة إلى مشاركته فى رسم «الجرافيتى» على جدران مقر «الجماعة»، ويضيف: «أردت توصيل اعتراضى لجماعة الإخوان بشكل ساخر من خلال لعب كرة القدم، وجاءت فكرة الجرافيتى عندما قبض على اثنين من زملائى من قِبل شباب جماعة الإخوان بسبب الضبطية القضائية، وعند خروجهما قررنا أن نتوجه للمقر لنرسم على جدرانه ونبلغهم اعتراضنا على تلك الأفعال».
«الليثى» مع زملائه لا يقومون فقط بتنظيم المظاهرات، لكنهم أيضاً يعملون على حشد الجماهير من خلال ابتكار أفكار مميزة، وكذلك من خلال مساعدتهم على الوصول إلى منطقة المقطم، وتقديم النصيحة فيما يتعلق بركوب المواصلات: «صفحتنا على الفيس بوك تأسست إحياء لذكرى الشيخ عماد عفت، الذى سكن المقطم، ومن خلالها نقدم معلومات عن خط السير المناسب لكل منطقة للوصول إلى المظاهرات بالمقطم، فمثلاً إذا كنت من سكان مدينة نصر يمكنك أن تستقل ميكروباص من الحى السابع، وكذلك توجد مواصلات للمقطم فى ميدان عبدالمنعم رياض من التحرير والسيدة عائشة وغيرها من المناطق التى ننصح الناس بها للوصول».
التظاهر أمام مكتب الإرشاد، من وجهة نظر «مصطفى»، يأتى لأن المكتب، على حد تعبيره، هو الذى يحكم مصر الآن، لذلك يرى «مصطفى» أنه يجب أن تصله أصوات المعترضين، ويقوم «مصطفى» مع عدد من سكان المقطم بحملة توقيعات هدفها المطالبة بنقل مقر مكتب الإرشاد من «المقطم» لما يسببه من مشكلات لأهالى المنطقة.