عطار سودانى فى شوارع المحروسة: فاتك نص عمرك ياللى ما زرت مصر
آدم على
يسمع «آدم» صوت زبائن المقهى المجاور لمحله وهم يصيحون بصوت عالٍ خلال مشاهدتهم مباراة كرة القدم فى الدورى الإنجليزى، ينادى «آدم» على أحد المارة ليسأله بلكنة مصرية «مكسرة» عن نتيجة المباراة، فيخبره أن اللاعب كان بصدد إدخال هدف وما زالت النتيجة «صفر». لا يندهش المارة من لكنة «آدم على» المكسرة، فبشرته شديدة السمار تشير إلى أنه ليس مصرياً، ووجوده فى حارة الصوفى بمنطقة العتبة تحديداً يجعلهم يدركون أنه سودانى، فهذه الحارة الضيقة صارت ملجأ معظم السودانيين فى القاهرة. «سافرت كتير وقليل لكن لم أستريح إلا فى مصر، حبيت أهلها وجوها اللى شبه السودان بالظبط، وبدأت أتعلم مصرى»، كلمات «آدم»، 40 عاماً، الذى سافر إلى دول عديدة منها السعودية وليبيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى، وفى النهاية قرر الاستقرار فى مصر. محلات عطارة، مطاعم، مقاهٍ، محلات ملابس، شقق سكنية صغيرة، منشآت سودانية الهوى، جاء أصحابها من دولتهم الأفريقية الشقيقة للحياة فى مصر: «إحنا مسميينها حارة السودانيين اللى فيها ريحتهم وثقافتهم». فى البداية كان سبب مجىء «آدم» إلى مصر هو علاج «حماته» من مرض القلب بعد أن يئس فى إيجاد علاج لها فى مستشفيات السودان، ليقرر بعد فترة أن يسكن ويعمل فى مصر: «عندنا فى السودان، عمرنا ما اتعاملنا مع مصر على أنها بلد وإحنا بلد، دايماً بنقول مصر والسودان دولة واحدة، والانفصال اللى حصل فى الخمسينات والحدود اللى حطها الغرب ما بينا مش معترفين بيها، زى بالظبط الحدود اللى محطوطة بين الشمال والجنوب فى النهاية اسمه سودان».