مثقفون: أزمتنا الحقيقية فى افتقاد الشباب إلى الحلم
جانب من ورشة عمل «الإنسان المصرى بين الحاضر والمستقبل»
قال الكاتب والأديب يوسف القعيد، إن أزمة مصر الحقيقية هى فقدان القدرة على الحلم لدى الشباب، خصوصاً أنه ليس شيئاً ترفيهياً أو رومانسياً، لكنه شعلة وشعاع يخترق المستقبل، منوهاً بأنه الجسر الحقيقى بين الحاضر والمستقبل، لافتاً إلى أن بحث الإنسان المصرى عن الهوية، وأين هو؟ وإلى أين سيذهب؟ ليس جديداً، لكنه تكرر بعد ثورتى 19 و52، ويتكرر الآن بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وأكد «القعيد» خلال كلمته بورشة عمل «الإنسان المصرى بين الحاضر والمستقبل»، أمس، المنعقدة ضمن فعاليات المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى اليوم الثانى للمؤتمر بشرم الشيخ، أن مصر تتغيّر إلى الأحسن، ونحن على أول الطريق الذى سيوصل إلى شىء مهما كان، وذلك حافز كبير لقدرتنا على الحلم والتفاؤل، منتقداً عدم حضور وزراء الثقافة والتربية والتعليم والأوقاف، الورشة، للاطلاع على رؤى الشباب، وكيفية حل أزمة الهوية، نظراً لخطورتها على الأمن القومى. وأكدت الكاتبة نشوى الحوفى، أن أزمة بحث الشباب والمواطن عن الهوية والخوف من المستقبل موجودة فى جميع دول العالم، ولسنا الشعب الوحيد الذى يخشى على مستقبله، مؤكدة أن المشكلة فى مصر أننا توقفنا منذ 73 عن البحث عن هويتنا وتركناها، واستسلمنا لمخططات خارجية أسهمت فى الوصول إلى ما نحن فيه الآن من مستوى غير لائق للشخصية المصرية.
«القعيد»: مصر تتغير إلى الأحسن ونحن على أول الطريق.. و«الحوفى»: نفتقد وجود رؤية لحماية هويتنا من التآكل والغزو
وأشارت «الحوفى»، إلى أن السبب الرئيسى فى فقدان الهوية هو عدم وجود رؤية مصرية جيّدة تحمى وتُعزّز من وضعها، وتحميها من الغزو الثقافى والتآكل الخطير الذى يضر بأمنها القومى، وأنه بعد حرب 73 تشكّلت رؤية دولية أقرتها الإدارة الأمريكية لصناعة وضع جديد للمنطقة وتغيير الهوية المصرية وتشويه صورة الشعب المصرى وعزيمته التى قهرت إسرائيل.
وأكد الكاتب محمد فتحى، أن علاقة المصريين بالحاكم طوال الوقت، ومنذ قدم التاريخ أثرت بشكل كبير على حياتهم، لافتاً إلى أن الشعب يحمل أكثر مما ينبغى من غزوات واحتلال وحروب ونكسات وثورات منذ عهد مينا موحد القطرين، والنظام الملكى، وطالبوه دائماً بالتحمّل والصبر، وهو ينتظر تحقيق حلمه الآن.
وأوضح «فتحى»، أن الإنسان المصرى قبض على حلمه، مشبهاً ثورة 25 يناير بـ«غزوة أحد» التى استعجل المصريون جنى الغنائم والمكاسب العاجلة، فالثورة خسرت وسُلمت الدولة للإخوان، وحصلت الثورة عليهم، لافتاً إلى أن الإنسان يحتاج بشكل عاجل إلى التأهيل الحقيقى وتغيير منظومة القيم والهوية المصرية إلى الأفضل، والدولة لن تُحقق ذلك من خلال التعليم والإعلام والمؤتمرات، لكن بالتواصل الفعّال بين الإنسان المصرى وحكامه ومسئوليه والاستماع إليه ومناقشته والحوار، وذلك غير موجود بالشكل المطلوب.
وأكد المشاركون فى جلسة «تأثير الإعلام والرأى العام فى صناعة السياسة»، ضرورة تأسيس مراكز مستقلة ومحايدة لقياس الرأى العام، تعمل بأُسس علمية وبأساليب حديثة ذات مستوى عالمى، للتعرّف بدقة على اتجاهات الرأى العام فى مصر فى مختلف القضايا الجماهيرية والاقتصادية والسياسية والعالمية.
ودعا المشاركون فى الجلسة، ومن بينهم مجموعة من شباب الأحزاب وخبراء الإعلام والناشطين السياسيين، موضحين أن تعريف الرأى العام يتمثّل فى تشكيل رأى يتجه إلى تحقيق مصلحة أو رخاء مجتمع ما ولا يتطلب وجود تحرك جماهيرى، لتحقيق هذه المصلحة، وأشاروا إلى أن كل صنّاع القرار فى الدول الديمقراطية يسعون باستمرار إلى معرفة اتجاهات الرأى العام، عن طريق الاستطلاعات، بسبب الرغبة فى ضمان رضاء الرأى العام عن أداء النخبة الحاكمة، مما يُسهم فى نجاح أى قيادة سياسية فى العالم، وكلما زادت قوة الرأى العام زادت الديمقراطية قوة.