الرئيس التنفيذى لشركة «إعمار مصر»: 33 مليار حجم استثماراتنا فى السوق المصرية ولن نوقف أياً من مشروعاتنا
أكد محمد الدهان، الرئيس التنفيذى لشركة إعمار مصر العقارية، إحدى أكبر الشركات العقارية الإماراتية العاملة فى مصر، أن الشركة لم توقف استثماراتها فى مصر، وأنها ملتزمة بإنهاء مشروعاتها فى مواعيدها المتفق عليها والمعلنة بالسوق العقارية المصرية، وأضاف فى حديثه إلى «الوطن»، أن إعمار مصر لديها ثقة فى عودة السوق المصرية لطبيعتها الواعدة والمتألقة، مؤكداً استعداد الشركة للمساهمة فى حل مشاكل العشوائيات بمشاركة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى التى تؤرق الحكومة ووزارات الإسكان المتعاقبة.
وإلى تفاصيل الحوار...
* حدثنا عن آخر ما تم إنجازه فى المراحل التنفيذية لمشروعات إعمار فى مصر، وحجم استثمارات الشركة حتى الآن.
- استثمارات الشركة فى مصر قيمتها تصل إلى 33 مليار جنيه، موزعة على 4 مشروعات، فى حين يصل إجمالى مساحة الأراضى التى تمتلكها إعمار فى مصر إلى 16 مليون متر مربع.
وتصل تكلفة مشروع «أب تاون كايرو» الاستثمارية إلى 12 مليار جنيه، ومشروع «مراسى» بالساحل الشمالى إلى 10 مليارات جنيه، ومشروع «ميفيدا» التى تنفذه إعمار تكلفته الاستثماريه إلى 6 مليارات جنيه، فضلا عن مشروع «كايرو جيت» الذى ترصد له الشركة استثمارات بـ5 مليارات جنيه.
وتسير مراحل التنفيذ فى مشروعات إعمار مصر الثلاثة وفقا للجدول الزمنى الموضوع لكل مشروع، وتعدى إجمالى العقود المبرمة حتى الآن لتنفيذها أكثر من 6 مليارات جنيه، كما تم تسليم أكثر من 300 وحدة فى مشروع «مراسى» فى الساحل الشمالى، وهو يخدم أكثر من 70 ألف زائر سنويا، وتم التعاقد فى الفترة الماضية مع سلسلة «العنوان للفنادق والمنتجعات» لإدارة فندق «العنوان مراسى» الذى من المنتظر افتتاحه فى 2016.
أما بالنسبة لمشروع «أب تاون كايرو»، الذى يعتبر المشروع السكنى المتكامل الوحيد فى وسط القاهرة، فقد بدأ التسليم فى المرحلة الأولى فى شهر أغسطس الماضى، وتم الإعلان عن إطلاق مشروع «إعمار سكوير» أكبر مركز تسوق مفتوح فى مصر الذى سيوفر آلاف فرص العمل خلال فترة إنشائه وبعد الافتتاح.
وأخيراً وليس آخرا، مشروع «ميفيدا» فى القاهرة الجديدة الذى سنبدأ التسليم فى مرحلته الأولى خلال الربع الأخير من 2013، تزامنا مع الانتهاء من الأعمال الخارجية للمبنى الاجتماعى الذى سيضم حمامات سباحة وأماكن للأطفال ومطاعم ونادياً صحياً، كما سيتم تسليم مركز الأعمال بنهاية العام الحالى.
وما يميز شركة «إعمار» هو الاهتمام بجميع التفاصيل، بداية من التخطيط العام للمكان إلى أدق تفاصيل التشطيب والديكورات والتجميل الخارجى والداخلى، بالإضافة إلى خدمات إدارة المجتمعات السكنية التى تتميز بها إعمار عن جدارة، حيث أنشأنا قسماً لإدارة المجتمعات الذى يدير مجتمعاتنا السكنية بعد تسليمها وتسكينها أيضاً، بدءا من أعمال الصيانة للمرافق العامة إلى أعمال الصيانة الخاصة بكل وحدة وأعمال الزراعة والتجميل وانتهاء بأمن المشروع الذى اتبعنا فى تنفيذه أحدث الوسائل التكنولوجية المطبقة عالميا.
* انتشرت فى الشهور الأخيرة الأنباء عن توقف الشركات الخليجية عن ضخ استثمارات جديدة فى سوق العقارات المصرية؟
- لا أستطيع أن أعلق على موقف الشركات الأخرى، ولكن أستطيع أن أقول إن «إعمار مصر» لم توقف ضخ استثماراتها فى مصر منذ بداية عملها، فنحن نثق فى قوة السوق المصرية وقدرتها على التعافى السريع، ونفخر دائما بالعمل فيها وتنمية استثمارتنا واستثمارات عملائنا.
* مدينة الشيخ خليفة بن زايد.. أعلن أكثر من مرة على مدار الثلاث سنوات الماضية عن بدئكم تنفيذ المشروع وإلى الآن لم نرَ عملية إنشائه قد بدأت، ما السبب؟
- «إعمار مصر» أُسند إليها إدارة العمليات التطويرية فى مشروع «مدينة الشيخ خليفة بن زايد» من قبل القائمين على المشروع، وهما حكومة أبوظبى ومحافظة القاهرة، وقد أجرينا مسابقة لاختيار أفضل تصميم وتم الاختيار وتسليمه إلى الجهات المالكة للمشروع، وبهذا فإن الشركة تكون قد قامت بدورها، ومستقبل المشروع فى يد الحكومتين المصرية والإماراتية.
* هل لمستم جدية من الحكومة الحالية فى تنشيط السوق العقارية بعد انتهاء الفترة الانتقالية؟
- أعتقد أن الدولة تسعى الآن لحل مشاكل المستثمر لإعادة الثقة بينه وبين الدولة ولو أنها أخذ ت بعض الوقت، ولكننا على ثقة من حل جميع هذه المشاكل على المدى الطويل، وشخصياً أرى أن الحكومة الحالية تحاول جدياً النهوض بالقطاع العقارى، وذلك لأن هذا القطاع هو القاطرة الاقتصادية التى يندرج تحتها أكثر من 90 صناعة أخرى، ونموها يعتبر مؤشر نمو الاقتصاد فى أى بلد.
* ما الخطة التسويقية التى ستتبعونها فى مشروعاتكم فى ظل تباطؤ عمليات البيع والشراء على الوحدات السكنية الفاخرة والسياحية التى تقومون بإنشائها؟
- إن عام 2013 هو عام التفاؤل بالنسبة للقطاع العقارى، وخطتنا التسويقية لهذا العام تعكس ذلك، وتعتمد الخطة على التركيز على وصول مجتمعاتنا الثلاثة إلى مرحلة التسليم، وهى أهم مرحلة لأى مطور عقارى، وتعتبر من الركائز الأساسية التى يرتكز عليها المشترى فى قرار الشراء، فالمشترى فى «إعمار» يستطيع الآن أن يختار وحدته على الطبيعة بنفسه وينتقل إليها فى اليوم التالى.
كما أن «إعمار مصر» تنوى إطلاق منتجات جديدة بمواصفات مختلفة من حيث المساحة والتشطيب، لتناسب العميل الذى يقدر الجودة ويهتم بالتفاصيل. كما سوف نعلن فى فترة معرض «سيتى سكيب» عن عروض مميزة، وطرق سداد مختلفة خلال فترة المعرض.
* كشركة عربية، هل تتوقعون رجوع نشاط الشركات العربية فى السوق المصرية مرة أخرى بعد سنتين من الثورة؟
- نتمنى ذلك، وكلنا ثقة فى حدوثه، فمصر هى قلب الأمة العربية، والسوق المصرية هى السوق الكبرى فى المنطقة، وإن شاء الله ستعود العجلة للدوران مرة أخرى.
* وهل ترتبط مشكلة عقود الأراضى التى تقوم الحكومة على حلها بعزوف المستثمرين الخليجيين عن بدء مشروعات جديدة فى مصر؟
- لا نستطيع أن نعلق على المشاكل التى يمر بها بعض المستثمرين، ولكن من المؤكد أن عدم الالتزام بالعقود المبرمة يؤثر بشكل عام على الاستثمارين العربى والأجنبى، ولذلك فإن الحكومة تعمل الآن على وضع حلول جذرية لهذه المشكلة عن طريق تشريعات واضحة تؤمن الاستثمار للجانبين.
* «إعمار» كان لها السبق فى تقديم المنازل الذكية فى السوق المصرية، هل من الممكن أن تشرح لنا هذه التجربة؟ وما الجديد الذى أضفتموه فى إنشاء المنازل الذكية؟
- تهتم «إعمار» اهتماما كبيرا بوجود بنية تحتية مدعمة بجميع المقومات التى تسمح بتطبيقات المنازل الذكية، وجزء مهم من هذه البنية التحتية هو خدمة «التريبل بلاى»، التى بدأ تشغيلها لجميع القاطنين، والتى تجعل المستخدم يمارس الحياة بطريقة مختلفة، تتيح بالإضافة إلى خدمات التلفاز والتليفون والإنترنت فائقة السرعة التى سيتمتع بها خدمات جديدة وتفاعلية، تمكن الساكن من قياس عدادات المياه والكهرباء إلكترونيا، وذلك عن طريق ربطها بشبكة الألياف الزجاجية الرئيسية، ما يتيح مراقبة أحمال الشبكات، وللمرة الأولى من نوعها يمكن التنبؤ بأى أعطال قبل حدوثها.
كما ستستخدم هذه التقنية الحديثة على مستوى المرافق العامة بداخل مجتمعات «إعمار» لتوفر خدمات متنوعة، من أهمها المحافظة على البيئة من خلال توفير مياه الرى واستمرار حياة المساحات الخضراء، فهى تستخدم فى الرى عن طريق توصيل الشبكة بمحطة أرصاد جوية لتتمكن من قياس درجات الحرارة ونسبة الرطوبة، بحيث تتم أعمال الرى تلقائيا وعلى حسب احتياج المزروعات للمياه. كما تعتبر جزءاً من منظومة فائقة التطور، أحد أهدافها الأساسية الحفاظ على الأمن والسلامة فى مجتمعات «إعمار» عن طريق ربط الشبكة بكل المرافق الخدمية للدولة من مطافئ وإسعاف وغيرها، وأيضاً ربط البوابات والمداخل بالشبكة الرئيسية عن طريق الكاميرات والبوابات الإلكترونية.
* فى تقديركم ما الحل للتخلص من العشوائيات التى تحيط بالعاصمة؟
- أرى أن تتكاتف جميع المؤسسات لحل هذه المشكلة عن طريق وضع خطة متكاملة بتوقيتات زمنية محددة، يشترك فى وضعها جميع المطورين العقاريين بالتعاون مع الحكومة والجمعيات الأهلية الموجودة فى هذه المناطق. واقعياً النية موجودة عند الجميع والجمعيات الأهلية تعمل بجهد فى هذا الموضوع، ولكن الحل الجذرى لن يتحقق إلا بالتعاون بين جميع الأطراف لتنفيذ خطة شاملة متكاملة.
* هل نعانى من مشكلة العمالة غير المدربة فى السوق المحلية؟ وماذا عن مبادرتكم فى تدريب العمالة؟
- بالطبع تعانى مصر من مشكلة العمالة غير المدربة، ولذلك فقد قمنا بإطلاق مبادرة «إتقان» بتعاون مع مشروع إصلاح التعليم والتدريب المهنى والفنى (TVET)، وذلك بهدف تدريب وتوظيف الشباب فى قطاع التشييد والبناء.
كما وقعت شركة «إعمار مصر» مذكرة تفاهم مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بهدف التعاون المشترك فى الارتقاء بسوق العمل، من خلال تصميم برامج تدريبية متطورة لإعداد الكوادر وتأهيلهم للإيفاء بالمتطلبات الحقيقية لشركات البيع بالتجزئة فى سوق العمل فى مصر.
إن مسئوليتنا كشركات منتمية للقطاع الخاص فى الظروف الحالية، أن نولى اهتماما خاصا وعاجلا بكل ما يتعلق بالتنمية المستدامة للمجتمع، وخلق فرص حقيقية للشباب، من خلال تطوير مهاراتهم ليتمكنوا من دخول سوق العمل للمساهمة فى صنع مستقبل أفضل.
* كيف يمكن للحكومة أن تساهم فى تنشيط السوق العقارية وجذب الاستثمارات الجديدة فى رأيكم؟
- أرى أن على الحكومة أن تسعى لوضع خطة تنموية واضحة مع إشراك القطاع العقارى فى القرارات التى تخص الاستثمار فى مصر، فإن الشراكة الحقيقية تؤمن مستقبل أفضل للاقتصاد.