فوبيا الزواج
صورة أرشيفية
على الرغم من نجاح «س. م» فى حياتها العملية بعد تخرجها من إحدى كليات القمة ووصولها إلى درجات مهمة فى عملها، بعد كفاح منها وصبر طويل، لم يصل غيرها من جيلها بهذه السرعة لها، وتتميز بذكاء وشخصية لافتة، إلا أنها ظلت «سجينة» كما وصفت حالتها، للماضى وما مرت به من فشل زواج والديها وكثرة المشاكل بينهما، التى أثرت عليها بالسلب فى حياتها الشخصية وضعف شخصيتها بالرغم من قوتها فى حياتها العملية وفى مجالها، وأصبحت تخاف من فكرة الزواج وتكوين أسرة خاصة بها مثل باقى الفتيات من عمرها، هذا الخوف الذى يستمد جذوره من مرحلة الطفولة أو المراهقة، يتزايد يوماً بعد يوم، خصوصاً إن كانت العلاقة بين الأب والأم غير متكافئة، فاقتنعت بأن أى علاقة زوجية ستقيمها فيما بعد ستكون نسخة مما عاشته فى صغرها، وأصبحت غير قادرة على الشعور بالأمان، حتى إذا شعرت ببداية إعجاب منها تجاه أحد من زملائها، سرعان ما تهرب من ذلك الشعور وتقتله لتنهى الموضوع قبل أن يدخل فى مرحلة الارتباط الرسمى، يتحول خوفها إلى حالة من الذعر كلما تقدم لخطبتها شاب من المحيطين بها، ترعبها فكرة الاختيار والمفاضلة بين اثنين ممن يتقدمون لها، صار تساؤلها الدائم من أختار وكيف؟ وهل ما أريده هو الصحيح أم لا؟ أسئلة كثيرة باتت كفيلة بجعلها مترددة إزاء كل من تقدموا لها وغير قادرة على اتخاذ القرار، ودائماً ترى أن الوقت الذى يتقدم فيه أحد لخطبتها غير مناسب، فتدخل فى دائرة الحيرة بين من هو مناسب نفسياً لها وهل ستقع فريسة الاختيار الخاطئ مثلما حدث لوالدتها؟ وهل تختار من تقع فى حبه أو من يختاره عقلها؟
تجيب عنها الدكتورة هبة العيسوى، أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس، بقولها إن المشاكل بين الوالدين أو حتى انفصالهما لا تعتبر مشكلة بالنسبة للأبناء إلا فى حالات منها العنف اللفظى والجسدى من طرف للآخر.
ووصفت حالتها بأنها تعانى من خوف من الارتباط، أو تبادل المشاعر مع أى شخص، لأنها تعتقد أنه سوف يسىء إليها، كما أنها تعانى من عدم الثقة بالنفس مما جعلها شخصية مترددة وتلجأ إلى التسويف والتهرب وعدم اتخاذ القرار حتى بعد أن أنهت دراستها بنجاح، وللخروج من تلك المشكلة عليها فك القيد الحديدى الذى تربط به مشاعرها، وتتركها دون قيد حتى ترى بقلبها وتفهم بعقلها شخصية زوج المستقبل، لأن الزواج بالحسابات دون مشاعر يصبح جافاً، ويجب عليها أن تستوعب أن ظروفها ليست كأمها وشخصية من سوف ترتبط به ليس على الإطلاق كوالدها.