«محسن» قرر يسرق عربية صاحبه ويبيعها: «قيدته أنا وزمايلى وخنقناه وحطيناه فى شوال وقال لى وهو بيموت: حتى انت يا صاحبى؟!»
جثة المجنى عليه
«أيوه أنا غدرت بصاحبى جوه بيتى، وجبت شلتى ورشينا عليه إسبراى وربطناه بالحبال وخنقناه، وحطيناه فى شوال جوه شوال مليان رملة، ورميناه فى الترعة، عملنا كل ده عشان نبيع عربيته».. بتلك الكلمات اعترف «محسن» الذى اشترك مع آخرين فى قتل صديقه بالإسكندرية.
مدير المباحث: المتهمون مثلوا الجريمة بكل تفاصيلها حتى إلقاء الجثة فى ترعة
وقال محسن فى التحقيقات «أنا بشتغل موظف علاقات عامة فى شركة استيراد وتصدير واتعرفت على المجنى عليه (محمد) 26 سنة، مستخلص جمركى، من زمان وكنا بنخرج مع بعض وبيجيلى البيت، وكان بيثق فيَّا لأنى أكبر منه سناً، لكن لما الظروف ابتدت تتلخبط معايا، كنت عايز فلوس بأى شكل، الشيطان لعب فى دماغى، واتفقت مع باقى المتهمين (سعيد، وحازم، وعبدالفتاح)، إننا نقتل محمد، ونبيع عربيته، واحنا بنرتب لده ماكناش عارفين احنا بنتكلم جد ولا لأ، أو إيه اللى حيحصل، بس اتفقنا وحددنا ميعاد، واتصلت بمحمد قلت له تعالى لقيتلك زبون حيشترى الشقة، ولما جالى كانوا هما عندى، وحضرت له غدا وفجأة وهو بياكل، قام «سعيد» رش عليه إسبراى، وقام حازم وعبدالفتاح مكتفينه وهو مستغرب»، وأضاف «مش حنسى شكله لما شاف المنظر ده وبصلى عشان يستغيث بيَّا وبيقولى «يا محسن إيه الناس دى يا محسن الحقنى» لكن عملت نفسى مش سامع لحد ما فهم إنى معاهم، وسعيد خنقه بالكرفاتة ومات، ماكانش متخيل إن صاحبه المحترم اللى بيشتغل علاقات عامة فى شركة محترمة ممكن فى يوم من الأيام يتحول لقاتل طمعاً فى سيارة صديقه، ماكانش شاف منى قبل كده أى حاجة وحشة، لكن للأسف شاف صاحبه بيتفرج عليه وهو بيموت قدام عينيه ومش بيدخل، بالعكس وهو بيساعد اللى بيقتلوه».
المتهم: ارتكبنا جريمة كبيرة وما استفدناش أى حاجة.. ولا عرفنا نبيع عربيته واتقبض علينا وضاع مستقبلنا بعد ما الشرطة وصلت لنا
وتابع المتهم الأول اعترافاته قائلاً: «أنا مش مصدق اللى حصل ده، محمد جه ركن عربيته تحت بيتى وطلع لصاحبه قام صاحبه قتله هو وشلته ورجعه لعربيته جثة فى شوال، عشان توصله لآخر مشوار ويرميه فى الترعة، كل ده طمعاً فى حتة عربية ماكناش حنعرف نبيعها أساساً وهى مسروقة، صورته مش بتفارق عينى، ربنا يرحمه».
وقال سعيد المتهم الثانى فى التحقيقات «احنا كتفناه وخنقناه وبعدين حطناه فى شوال جوه شوال تانى كان فيه شوية رملة، بعد ما ربطناه كويس، وأخدنا مفاتيح عربيته، ونزلنا بيه واتحركنا بالعربية لحد ما وصلنا للترعة ورميناه فيها، وبعدين ركنا العربية فى العصافرة قبلى وقلنا نستنى شوية نصبر عليها لحد ما نبيعها ونقسم فلوسها علينا».
المتهمان التالث والرابع: إحنا مش صحاب القتيل بس شاركنا فى القتل علشان الفلوس
وأضاف: «طبعاً كنا سذج جداً لأن البوليس وصل لنا قبل ما نبيع العربية وما نابنا شىء غير إننا قتلنا واحد، احنا عملنا جريمة كبيرة لكن ماستفدناش أى شىء منها وماكانش فيه مبرر لكل اللى احنا عملنا ده، قتلنا إنسان وغدرنا بيه والنتيجة ضياع مستقبلنا».
وقال المتهمان الثالث والرابع فى التحقيقات «احنا ماكناش أصحاب المجنى عليه، بس احنا اتفقنا مع (محسن) صاحبه إننا نقتله وبعدين نبيع العربية ونتصرف فيها وتمنها يتوزع علينا، وبعد ما قتلناه وحطيناه فى الشوال، ونزلنا رميناه فى الترعة سبنا العربية شوية فى العصافرة عشان توقعنا إن البوليس ممكن يوصل لها بالأرقام، واتفقنا نبيعها بعد كده لكن البوليس وصل لنا قبل ما نعمل حاجة فى العربية ونبيعها».
وقال العميد شريف عبدالحميد، مدير مباحث الإسكندرية، تم وضع خطة شاملة للبحث والتحرى حول الحادث، تضمنت إعادة معاينة مكان الحادث فنياً، والنشر عن الجثة، وحصر الطرق المؤدية لمكان الحادث، والمقيمين بها والتحرى حولهم.
وقال: «ضباط المباحث قاموا بدور كبير فى القضية دى، وتمكنوا سريعاً من تحديد هوية المجنى عليه والجناه الأربعة والوصول إليهم جميعاً وضبطهم وتحريز كل الأدلة المرتبطة بالواقعة فى زمن قياسى وأرشد المتهمون عن مكان السيارة، وتم ضبطها، وتحرر المحضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة توجه فريق من النيابة لمكان العثور على الجثة وقام بفحصها ومسرح الجريمة بمنزل المتهم الأول محسن، ومكان العثور على سيارة المجنى عليه بدائرة قسم المنتزه ثان، شرق الإسكندرية، واستمعت لأقوال المتهمين الأربعة، وطالبت بتقرير الطب الشرعى حول الواقعة، وأمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة المجنى عليه عقب ورود تقرير الطب الشرعى.
وأضاف: توصلت جهود فريق البحث إلى أن الجثة لمحمد عبدالرازق، 26 سنة، مستخلص جمركى، ومقيم بشارع الطيار، بمنطقة البيطاش، بدائرة قسم الدخيلة، والمبلغ بغيابه بتاريخ 20 أكتوبر الماضى من والدته نعمة محمد إبراهيم، 60 سنة، ربة منزل، بغياب نجلها المجنى عليه بالسيارة خاصته رقم «س د ى 2825» ماركة أوكتافيا.
وقال إن خيوط القضية بدأت تتضح بتطوير خطة البحث وإجراء التحريات السرية حول المجنى عليه وحصر وفحص علاقاته وخلافاته وأصدقائه، وفحص خط سير المجنى عليه، حيث تبين تردد المجنى عليه على أحد الأشخاص يدعى «محسن. ر»، 48 سنة، إخصائى علاقات عامة بشركة استيراد وتصدير، مقيم بدائرة قسم العطارين، الذى تربطه به علاقة صداقة، وبتكثيف التحريات حوله، توصلت جهود البحث إلى أن صديق المتهم «محسن» اشترك مع كل من «سعيد. ا» 33 سنة، مندوب مبيعات، بشارع عبدالحميد بدوى، بالأزاريطة، و«ع. ف» 35 سنة، عاطل، و«حازم. م» 48 سنة، مقيمين فى محافظة الغربية.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين، وبمواجهتهم بالتحريات أقروا بارتكاب الواقعة، بعد أن أقدم الأول على استدراج المجنى عليه، الذى تربطه به علاقة زمالة لشقته، بحجة وجود مشترٍ لشقة ملك المجنى عليه بمنطقة السيوف، لعلمه المسبق برغبته فى بيعها، وحال حضوره قام بإعداد الطعام له، وعقب ذلك قام المتهم الثانى برش إسبراى على المجنى عليه، وقام بربط رابطة عنق «كرافتة» حول رقبته بالاستعانة بالمتهمين الثالث والرابع اللذين قاما بشل حركته حتى فارق الحياة، حيث قاموا بتقييده بحبل غسيل ووضعه داخل جوال ثم جوال آخر به كمية من الرمال، وقاموا بنقله داخل سيارة المجنى عليه، وإلقائه بترعه المحمودية «مكان العثور عليه».
وعقب ذلك استقل المتهم الثانى سيارة المجنى عليه رقم «س د ى 7895» ماركة أوكتافيا، وقام بإخفائها بأحد الشوارع الجانبية بمنطقة العصافرة قبلى، بدائرة قسم ثان المنتزه تمهيداً للتصرف فيها بالبيع وفروا هاربين.
البداية حين تلقى اللواء عادل تونسى، مدير أمن الإسكندرية، إخطاراً من قسم شرطة سيدى جابر بالعثور على جثة لشخص مجهول فى العقد الثالث من العمر، يرتدى كامل ملابسه ومربوط حول رقبته حبل غسيل ومقيد من الكتف والأيدى والأرجل من الخلف بذات الحبل، موضوع داخل جوال بداخله كمية من الرمال، ملقى بترعة المحمودية، أسفل كوبرى النزهة، بدائرة القسم، وتبين أن الجثة فى حالة تحلل، وليس بها إصابات ظاهرة.