عضو «الغرف السياحية»: خطة لحصد 18 مليار دولار من السياحة فى 2020
مصطفى خليل
قال الدكتور مصطفى خليل، عضو اتحاد الغرف السياحية وعضو مجلس الأعمال المصرى الروسى، إن خسائر القطاع السياحى بلغت خلال الـ6 سنوات الماضية أكثر من 30 مليار دولار نتيجة تراجع الحركة السياحية وتوقف معدلات النمو فى المنتج السياحى من حيث الإيرادات وأعداد السياح، مشيراً إلى أن اتحاد الغرف وضع آلية بالتعاون مع وزارة السياحة لوصول الإيرادات السياحية إلى ما يقرب من 18 مليار دولار عام 2020 شريطة الالتزام بتنفيذ خطة عمل جيدة.
وأضاف، خلال حواره لـ«الوطن»، أنه لا بد من تحسين الصورة الذهنية لمصر فى الداخل أولاً قبل الخارج، منتقداً قيام القنوات الفضائية المصرية بإعادة نشر صور وفيديوهات لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، فضلاً عن نشر صور العمليات الإرهابية فى سيناء أياً كان مبرر ذلك، حيث يؤثر ذلك سلبياً على صورة مصر السياحية بالخارج. وإلى نص الحوار..
70% من غرفنا الفندقية غير صالحة.. والعمالة المدربة هجرت القطاع
■ كيف تعود الحركة السياحية إلى معدلاتها الطبيعية خلال الفترة المقبلة؟
- أولاً لا بد من ترتيب البيت السياحى من الداخل وتحديد الأولويات التى يحتاجها القطاع ووضع خطة تسويقية وترويجية تعتمد فى المقام الأول على إقناع السائح بالمنتج السياحى المصرى، مع فتح أسواق سياحية جديدة وعدم الاعتماد فقط على الأسواق الأوروبية التقليدية كروسيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وأعتقد أنه بالدراسات التى أعدتها وزارة السياحة بالتعاون مع اتحاد الغرف السياحية التى تم البدء فى تنفيذها فعلياً حالياً كتحفيز الطيران العارض «الشارتر»، الذى سيحل أزمة قلة الخطوط الجوية التى تصل إلى المقصد المصرى واستهداف السياح من ذوى الإنفاق المرتفع، فإنه من المتوقع أن تعود الحركة السياحية لما كانت عليه قبل 2011 فى غضون 3 سنوات، وأؤكد أننا نستهدف وصول الإيرادات السياحية إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2020.
■ وما تقديراتك لخسائر القطاع السياحى خلال الـ6 سنوات الماضية؟
- أعتقد أن خسائر السياحة منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى الآن لا تقل بأى حال من الأحوال عن 30 مليار دولار، وهى عبارة عن قيمة التراجع فى الإيرادات وأعداد السائحين خلال السنوات الماضية بالمقارنة بعام 2010، إضافة إلى حساب نسب تراجع النمو السنوية فى أعداد السياح والدخل وفقاً لما كان مخططاً لها والمقدرة بنحو 15% سنوياً، ما يعنى أن أعداد السياح كانت ستزيد كل عام بمعدل نحو 2 مليون سائح، ففى الوقت الذى وصل فيه أعداد السياح إلى نحو 14.5 مليون سائح حققوا ما يزيد على 12 مليار دولار فى عام 2010، وبحساب نسب النمو الطبيعية فإنه كان من المتوقع أن تصل أعداد السياح نهاية العام الحالى إلى أكثر من 25 مليون سائح.
■ هل تسبب تراجع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر فى أزمة الدولار التى تواجهها الدولة حالياً؟
- أعتقد أن تراجع الدخل السياحى أثر بنسبة تزيد على 60% فى الأزمة التى تواجهها مصر حالياً، فالقطاع كان يسهم سنوياً بنحو 11.3% فى الدخل القومى كما كانت السياحة توفر نحو 19% من العملة الصعبة، وأؤكد أن تباطؤ النمو الاقتصادى وحركة البيع والشراء داخل السوق المصرية تعود بنسبة كبيرة لتوقف السياحة، فتلك الصناعة تقود نحو 77 صناعة وهى قاطرة التنمية وكان يعمل بها أكثر من 3 ملايين مواطن.
«خليل»: القطاع يحتاج 3 سنوات ليعود لمعدلاته
■ كيف يتعامل القطاع السياحى حالياً مع قرارات حظر السفر المفروضة على مصر والتراجع الكبير فى أعداد السياح حالياً؟
- العالم به نحو 200 دولة وعدد الدول التى فرضت حظر السفر على مصر لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، فيجب فتح أسواق سياحية جديدة بعيداً عن الأسواق التقليدية وعلينا أن نضع خطة قصيرة الأجل لجذب نحو 5 ملايين سائح على الأقل خلال العام المقبل على أن يكونوا من ذوى الإنفاق العالى، ليتوافقوا مع أعداد الغرف الفندقية المتميزة التى تمتلكها مصر.
■ وهل حالة غرفنا الفندقية تسمح بتقديم خدمة مميزة؟
- 70% من الغرف الفندقية فى مصر لا تصلح لإقامة السائحين، حيث تفتقد المقومات الأساسية لاستقبالهم، مشيراً إلى أن «مصر تمتلك ما يقرب من 250 ألف غرفة، 80 ألفاً منها فقط مقامة حسب المواصفات القياسية الموجودة فى جميع فنادق العالم»، وأؤكد أن «علينا مواجهة هذه المشكلة، ويجب على مُلاك الفنادق العمل على تطوير الغرف وإصلاحها قبل الحديث عن استعادة نسب الإشغال المرتفعة»، وأؤكد أن الخدمة الفندقية المقدمة للسائح باتت سيئة، نظراً لهجرة غالبية العمالة السياحية المدربة من القطاع خلال الـ5 أعوام الماضية، سواء باشتغالهم بأعمال أخرى أو هجرتهم للخارج، بسبب حالة الركود التى أصابت القطاع السياحى خلال السنوات الماضية، ومن الضرورى تحسين الخدمة بشكل فورى حتى نضمن تحقيق أعلى عائد.
■ وماذا عن السوق الروسية ومتى يستأنف الروس رحلاتهم لمصر؟
- هناك مؤشرات على قرب استئناف الروس رحلاتهم وتحديداً بداية العام المقبل، إلا أنه لا توجد معلومات مؤكدة فى هذا الإطار خاصة أن استئناف الرحلات سيكون قراراً سياسياً، فالسوق الروسية من أهم الأسواق المصدرة للسياح لمصر، حيث بلغت أعداد السياح الروس لمصر نحو 30% من أعداد السياح التى تزور مصر سنوياً، إلا أن هذه السوق شهدت تراجعاً لأكثر من 90% منذ حادثة سقوط الطائرة الروسية بسيناء أواخر شهر أكتوبر الماضى وما تبعها من قرارات فرض حظر السفر إلى مدينة شرم الشيخ.
■ لماذا عادت الحركة السياحية من روسيا إلى تركيا رغم المشاكل الكبيرة بينهما ولم تعد إلى مصر؟
- هناك علاقات اقتصادية كبيرة بين روسيا وتركيا، كما تم الاتفاق على إبرام اتفاق بين البلدين على أن يكون التعامل المادى بينهما عن طريق «الليرة مقابل الروبل»، أما فى مصر فقد تم رفض المقترح الذى تقدمنا به ليكون التعامل بين مصر وروسيا سياحياً «الجنيه مقابل الروبل» خاصة أن حجم التجارة بين البلدين لا يقل عن 5 مليارات دولار سنوياً، كما تحكمت العديد من الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية فى عدم استئناف الرحلات من روسيا لمصر حتى الآن.
القنوات الفضائية تسىء لمصر بنشر فيديوهات للعمليات الإرهابية فى سيناء
■ كيف ترى الصورة الذهنية للمقصد السياحى المصرى بالخارج؟
- الصورة الذهنية لمصر بالخارج تأثرت سلباً خلال السنوات الماضية نتيجة الأحداث التى شهدتها البلاد بعد ثورة يناير 2011 وللأسف الإعلام يشارك بنصيب كبير فى تشويه الصورة الذهنية لمصر فى الخارج، فقد نقلت جميع القنوات الفضائية المصرية الحكومية والخاصة مؤخراً صوراً من قيام الحكومة بفض اعتصامى رابعة والنهضة التى حلت ذكراهما الثالثة خلال شهر أغسطس الماضى، فضلاً عن نقل صور العمليات الإرهابية التى تتم ضد جنودنا فى سيناء، وبغض النظر عن نية هذا الطرح إلا أنه يذكر العالم بأحداث تسببت فى كثير من المشاكل لصناعة السياحة، ومن الضرورى أن يركز الإعلام على الإيجابيات والتطورات المهمة التى تشهدها مصر حالياً كإنشاء 3000 كيلومتر طرق وحفر قناة السويس والمليون ونصف المليون فدان والمزارع السمكية.