«مهنا»: نرحب بالمعتدلين معنا لتجديد الخطاب الدينى ونرفض من يهدمون التراث
مهنا
■ لماذا تهاجمون المثقفين وهل أنتم قادرون على تجديد الخطاب الدينى؟
- نحن نرحب بالمثقفين الوطنيين المحترمين، وكلامى عن بعض المثقفين الملحدين الذين يهاجمون الأزهر ويسعون لهدم التراث ويرفضون الخطاب الدينى من الأساس، وأؤكد أن الأزهر يسير فى طريقه لتجديد الخطاب وتصحيح المفاهيم المغلوطة فى الداخل والخارج، فهو المسئول الأول عن الأمر، وتلك مهمة العلماء من أهل القرآن والسنة، ومع ذلك نرحب بالمثقفين المعتدلين لمشاركتنا، ونرفض من يسعون لهدم التراث الإسلامى.
عضو «كبار العلماء»: لسنا وسطاء بين العبد وربه.. ولا يوجد لدينا سلف ولا سلفيون
■ لماذا يرى البعض أن رجال الأزهر تحولوا إلى كهنوت؟
- هذا الكلام غير صحيح، ومرفوض بالمرة، يأتى ضمن الحملة الشرسة على الأزهر، فالله -عز وجل- أرسل رُسله إلى البشرية يهديهم إلى الطريق والصراط المستقيم، ويبلغ الرسالة للعالمين وتركوا لنا المناهج من قرآن وسنة وإجماع، وقد أثنى القرآن والسنة على العلماء الذين ينشرون العلم بين البشر، فقال فى عدم التسوية بين العلماء والجهلاء (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، كما بين الله تعالى أن الذين يخشون الله ويخافونه هم العلماء، فقال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، وبين - عز وجل- أنه يرفع العلماء درجات فى الدنيا والآخرة فقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، فالعلماء لا يملكون سوى كلمة الحق ينشرونها بين الناس، فمن آمن أمن، ومن لم يؤمن فهو مسئول عن نفسه.
■ هل هناك وسطاء بين الله والعباد؟
- لا يوجد وسيط بين العبد وربه، فعلماء الأمة الإسلامية وفى مصر خصوصاً لا يملكون إلا القول بما جاء فى القرآن والسنة وإجماع الأمة والاستحسان والمصالح المرسلة والقياس والعُرف والاستصحاب، فهى أشياء تعلموها من القرآن والسنة وينشرونها بين الناس، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (لَتَأْمُرُنَّ بالْمعرُوفِ ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ)، والعلماء ليسوا بكهنوت، وهناك فرق بين رجال الدين وعلماء الدين، فالمسلمون لهم علماؤهم وغيرهم لهم رجال دين، ونحن العلماء بداية من أبوبكر إلى عصرنا وإلى يوم القيامة لا نملك عصا ولا نملك سجناً ولا اعتقالاً وإنما فقط كلمة الحق فمن أخذ بها، وبذلك يكون العلماء أدوا دورهم، والله يتولى كل شىء، فليس فى الإسلام كهنوت ولا كراسى اعتراف.
■ ولكنّ هناك كلاماً عن إنفاق أموال طائلة على متشددين بالمشيخة لنشر الفكر الوهابى؟
- هذا كلام فارغ، ولا أساس له من الصحة فنحن أزهريون أشاعرة، لا يوجد عندنا سلف ولا سلفيون، ولا يوجد لدينا إلا مسلمون، فقد قال تعالى (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِىّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، فنحن مسلمون ولا يوجد بيننا فرق ولا جماعات ولا أفكار بشر، ولكن ندرس القرآن والسنة وإجماع الأمة، وأستطيع أن أبصم لك بأصابعى العشرة، أنه لا يوجد فى الأزهر من يخرج عن الكتاب والسنة.
■ وهل يرفض الأزهر وجود مستنيرين فى صفوفه ومؤسساته؟
- الإسلام كله استنارة، فقد أرسل الله تعالى النبى شاهداً ومبشراً وداعياً وسراجاً، حتى الذين يرتكبون الكبائر يقول لهم الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ)، وأنا على المنبر وواحد من هيئة كبار العلماء، أفتى الناس وأضحكهم فى نفس الوقت، فديننا دين فرح واستبشار، لذلك عاتب الله النبى عندما أعرض عن عبدالله بن أم مكتوم، وهو رجل الأعمى، فقال معاتباً رسوله (عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَن جَاءَهُ الأَعْمَى).